سرايا - يُعدّ يوم "فيساك"، أو يوم اكتمال القمر، أقدس يومٍ لدى البوذيين في جميع أنحاء العالم، ويُحتفل به سنويًا في مايو/ أيار.

اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم "فيساك" كعيد دولي في قرارها 115/54 الصادر في عام 1999، اعترافًا بالمساهمة الكبيرة التي قدمتها "البوذية" في مجال الروحانية الإنسانية لأكثر من 2500 عام.

ويُحتفل بهذا اليوم سنويًا بالتعاون مع مكاتب الأمم المتحدة المختلفة والبعثات الدائمة الراغبة في المشاركة، في مقر الأمم المتحدة وفي مكاتبها الأخرى حول العالم.

يمثل يوم "فيساك" تذكارًا مهما لتعاليم بوذا ورسالته التي تركز على الرحمة والسلام وحسن النية.

هذه القيم أثرت على ملايين الأشخاص حول العالم الذين يتبعون تعاليم بوذا، ويُحيون في هذا اليوم ذكرى ولادته و"بلوغه التنوير" ووفاته، وفقا لمعتقدات الديانة البوذية.

في رسالة للأمين العام السابق للأمم المتحدة، خافيير بيريز دي كويلار، في يوم فيساك عام 1986، أشار إلى أهمية دعوة بوذا للرحمة والإخلاص في خدمة البشرية، مشددًا على أن هذه الدعوة تزداد أهمية في العصر الحديث.

يعتبر يوم اكتمال القمر في شهر مايو/ أيار، الذي يُعرف بيوم "فيساك"، فرصة للاحتفال بالتسامح والاعتراف بتنوع ثقافات الشعوب وعقائدها.

وأكدت الأمم المتحدة أهمية هذا اليوم كمساهمة في تعزيز أسس التسامح والاعتراف بالآخر.

البوذية واحدة من أقدم الديانات في العالم، ويعتنقها عشرات الملايين حول العالم.

يحتفل البوذيون بيوم "فيساك" ويعتبرونه اليوم "الأكثر قداسة".

سدهارتا، الذي عُرف لاحقًا ببوذا، اتجه إلى الزهد والتصوف باحثًا عن الحقيقة. تخلى عن حياة الرفاهية ليعيش حياة الزهد.

توفي بوذا في سن الثمانين، وتروي القصص أن وفاته كانت بسبب تناوله لحم خنزير فاسد، لكنه لم يشأ أن يحرج الشخص الذي قدمه له، فأكله وتوفي بعد معاناة من آلام شديدة.

تقوم البوذية على 4 حقائق نبيلة: الأولى، أن الألم موجود بالفعل؛ الثانية، أن للألم سببًا؛ الثالثة، أنه يمكن إنهاء الألم؛ والرابعة، أن هناك طريقًا يؤدي إلى إنهاء الألم. تنص تعاليم البوذية على إنكار الذات والتأمل والتحكم في الرغبات الإنسانية كوسيلة لتحقيق السلام الداخلي والنيرفانا.

البوذية تدعو للأخلاق الأساسية مثل عدم قتل أي كائن، وعدم الكذب، والابتعاد عن الخمور.

يرى العديد من المفكرين أن البوذية هي فلسفة أخلاقية أكثر من كونها دينًا تقليديًا. ورغم ذلك، تطورت تعاليم بوذا عبر الزمن، وأدخل بعض رهبان البوذية الجدد تعديلات جعلتها شبيهة بالأديان السماوية الأخرى، مثل الإيمان بخالق الكون.

يحتفل الملايين بيوم "فيساك" في دول مثل الهند وكمبوديا والصين وسنغافورة واليابان وتايلاند وسريلانكا وهضبة التيبت وكوريا الجنوبية والشمالية وفيتنام، وغيرها.

تُقام الاحتفالات في المعابد البوذية المنتشرة حول العالم، مثل معبد بورويودور في إندونيسيا، الذي يعتبر أكبر معبد بوذي في العالم بحسب منظمة "يونسكو"، ويحتوي على أكثر من 500 تمثال لبوذا.

في كلمته بمناسبة يوم "فيساك"، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن الأسرة البشرية تتذكر في هذا اليوم تأثير بوذا الذي قال: "لأن جميع الكائنات الحية عرضة للمرض، فأنا أيضًا مريض"، هي مقولة تعزز التضامن والعمل لأجل الآخرين.

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا