حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,17 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 3813

شكلي يوحي بصغر سني ولذلك يستصغرني الناس، فما الحل؟

شكلي يوحي بصغر سني ولذلك يستصغرني الناس، فما الحل؟

شكلي يوحي بصغر سني ولذلك يستصغرني الناس، فما الحل؟

19-05-2024 09:24 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - أنا شاب نشأت في ظروف اجتماعية صعبة؛ حيث تدهورت نفسيتي، وعمري الآن 28 سنة، ووزني 55 كيلوجرام، وطولي 181 سم، وأعاني من شكلي، حيث أظهر كأني أصغر من عمري، ولحيتي خفيفة جدًّا، بحيث إذا بدأت في عملٍ جديد أتعرض للتهميش من الزملاء، وعدم التقدير منهم، وهذا الشيء يؤذيني دائمًا.

جربت كل شيء، عملت تحليل (TSH) وكان التحليل عادياً، ومارست الرياضة إلَّا أني لم أتغير بتاتًا، والمشكلة أني أينما أذهبُ أعامل بنفس المعاملة دون أن أفعل أي شيء وهذا عقَّدني كثيرًا، وصرت لا أتحمل، ومع مرور الوقت أظهر وكأن عمري 20 سنة، وأني ضعيف البنية.

أجدني أحارب دومًا لفرض نفسي لكن دون جدوى، وأنا شخصيتي حساسة جدًّا، حتى في بيتنا أُعَامل معاملة المراهق بعمر 17 سنة، ومهما فعلت أبقى في نظرهم ذلك الصغير.

أتمنى أن يتم نصحي؛ ماذا أفعل حتى أظهر في مثل عمري؟ لأنه لو استمر هذا الأمر أكثر من ذلك -وأنا على أبواب 30 سنة- فإن نفسيتي ستدمر، خصوصًا وأنا مقبل على أمور مستقبلية -إن شاء الله- مثل: الزواج، وتكوين الأسرة.

الإجابــة:


بسم الله الرحمن الرحيم

أولًا: نحب أن نذكّرك بأن ربنا العظيم لا ينظر إلى صورنا، ولا إلى أجسادنا، ولا إلى أموالنا، ولكن ينظر إلى قلوبنا وأعمالنا، فعمّر قلبك بتوحيد الله، وأخلص في عملك لله، واتبع رسول الله، وأبشر بعد ذلك بالرفعة والمحبة، {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} [مريم: 96]، محبةً في قلوب الخلق، ويأمرُ الله جبريل أن يُنادي في السماء (إن الله يُحبُّ فلانًا فأحبُّوه) فيُحبُّه أهل السماء، ثم يُلقى له القبول في الأرض.

ثانيًا: أرجو أن تعلم أن الإنسان يُثبت نفسه بل يفرض نفسه بما عنده من عطاءٍ وإنجاز، فقم بما عليك أولًا تجاه ربّك، وأحسن إلى الناس، وأتقن العمل الذي تريد أن تتقدّم له، واجتهد في اكتساب خبرات ومهارات، واعلم أن الناس عند ذلك سيعترفون بك عندما تقدَّم هذه الإنجازات، ومقدار كل امرئٍ ما كان يُحسنه، والجاهلون لأهل العلم أعداء.

ثالثًا: أرجو ألَّا تنزعج من الشكل، أو من كونك تظهر أصغر من سِنّك، فإن العبرة ليس بعمر الإنسان، وقد كان ابن عباس - رضي الله عنه - يشترك مع أهل الشورى من كبار الصحابة في العمر -الصحابة الذين شهدوا بدراً- لأن الله قد رفع قدره بالعلم.

وإذا كنت أيضًا في البيت ويعاملك الأهل على أنك صغير؛ فهناك طُرفة تقول: (لا يزال الرجل طفلًا ما دامت أُمُّه حيّة، فإذا ماتت أُمُّه أصبح رجلًا). نحن الآن في أعمار كبيرة والأم ترى أنك لا تزال طفلًا، لا تزال صغيرًا، فأرجو ألَّا يأخذ الأمر أكبر من حجمه.

ونوصيك بالدعاء، ونوصيك بالاهتمام بمهاراتك الحياتية والعلمية والوظيفية، ونوصيك أيضًا بأن تستفيد من الذين سبقوك إلى ميدان العمل، ونتمنّى أيضًا ألَّا تتأثّر بكلام الناس، فإن رضاهم غاية لا تُدرك، الطويل لا يسلم منهم، والقصير لا يسلم، والنحيف لا يسلم منهم، والبدين لا يسلم كذلك، ولذلك مَن تابع الناس أتعبته الهموم، أو مات همًّا كما قيل.

فاجعل همّك أن تُطيع ربك، وتبرَّ والديك، وتنجح في حياتك، وأكثر من ذكر الله تبارك وتعالى، واعلم أن أصحاب النبي (ﷺ) لمَّا ضحكوا من دقّة ساقي ابن مسعود، وقد صعد نخلة أمامهم، قال النبي (ﷺ): (إنهما عند الله أثقل من جبل أحد). فالميزان كما قال ربنا العظيم: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ} لم يقل الطويل، أو صاحب المال، أو كذا، إنما قال: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13].

ولأن هذه الأشياء منح من الله، فالإنسان لم يُشاور في شكله: طويلًا، أو قصيرًا، أو نحيفًا، أو كذا، ولكن نعم الله مُوزّعة علينا، فقد تجد الإنسان له هندام جميل لكن عقله صغير، وتجد إنساناً عنده نقص لكن عنده كمال في العقل، عنده غزارة في المال، عنده توفيق في الحياة ... نعم الله مقسّمة، فنسأل الله أن يجعلنا وإيَّاك ممَّن إذا ابتُلي صبر، وإذا أُعطي شكر، وإذا أذنب استغفر.








طباعة
  • المشاهدات: 3813

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم