حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,28 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 2571

مساجد الإمارات القديمة .. معالم حضارية

مساجد الإمارات القديمة .. معالم حضارية

مساجد الإمارات القديمة ..  معالم حضارية

27-03-2024 05:22 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - احتلت المساجد مكانة دينية في المجتمعات العربية والمُسلمة على مدى سنوات طويلة، وأضيف لهذه المكانة أيضاً المكانة الاجتماعية التي كانت حاضرة في كُل مكان، حيثُ إن المساجد لم تقتصر وظيفتها على الوظيفة الدينية بل إنها كانت تلعب دوراً مُهماً في الحياة الاجتماعية باعتبارها مكاناً لالتقاء السكان ويتم في المسجد تبادل الشورى والنصيحة، وقد اكتسبت المساجد في كل مناطق دولة الإمارات العربية المتحدة أهمية معمارية باعتبارها من أبرز المباني التي عكست الطرز المعمارية السائدة في الفترات التي بُني فيها المسجد وكذلك الخامات التي كانت تُستخدم في ذلك الوقت وغير ذلك من التفاصيل، ويعود تاريخ بناء المساجد إلى فترة وصول الإسلام إلى المنطقة.

مقابلات

وقد عمل فريق الجمع الميداني بمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث على استكمال ما قد بدأوه في مشروع الجمع الميداني بتسجيل مقابلات ميدانية مع فئة «كبار المواطنين» ممن عاشوا الأزمنة القديمة في الإمارات والذين يعتبرون ذاكرة وتاريخ هذا البلد ونقل الموروث الشعبي لنا وللأجيال القادمة، وقام الفريق بتسجيل هذه المقابلات في عدة مناطق عن تاريخ المساجد القديمة التي انتشرت في الفرجان القديمة في مناطق الدولة.

التقينا بالراوي محمد عبدالله أحمد العماني النقبي من سكان منطقة خورفكان التابعة لإمارة الشارقة وأخبرنا عن 3 مساجد مشهورة في المنطقة وهي: مسجد الجامع وعمره أكثر من 150 سنة، ومسجد سالم المطوع مسجد قديم يعود حول 180 سنة وهو صغير جداً وكان إمام المسجد يُعرف باسم «مُلا غالب»، ومسجد عبدالله المطوع، وأخبرنا الراوي عن المواد التي استخدمت في البناء حيث كان الاعتماد الأول على الحصى والطين وأيضاً الجص وأما الأسقف فقد استخدموا الدعون وجذوع النخل، وطريقة إنارة المسجد كانت تتم عن طريق «الفنر» للإضاءة في وقت المساء ويتم فرش المسجد بـ «الحصير» المصنوع من سعف النخيل.

تعليم

وحدّثنا الراوي أيضاً عن مسجد «مُلا غالب» والذي يقع حالياً في القرية التراثية بمدينة خورفكان ولم توجد للمسجد مُسميات أخرى غير هذا المسمى، ولم يكن للمسجد اسم قبل ذلك إلى أن أتى إليهم «مُلا غالب» الذي كان مُعلماً للدين والقرآن والحديث والفقه وكان يقوم بتعليم الأطفال علوم الدين والقرآن وذاع صيته في المنطقة وكانوا عندما يوّدون الذهاب للمسجد لأداء الصلاة يقولون نحن ذاهبون لمسجد «مُلا غالب» ومن هنا أتت تسمية هذا المسجد وظلّ فيه حتى أصبح شيخاً كبيراً طاعناً في السن فأتى من بعده الإمام أحمد بن قضيب.

والتقينا أيضاً بالراوي عبدالله خلفان سرور المراوني المزروعي من منطقة وادي اصفني التابعة لإمارة رأس الخيمة والذي أخبرنا عن مسجد في منطقتهم عُرف باسم (مسجد الممدوح) وقد بُني هذا المسجد بالقرب من الحصن الذي كان يُستخدم أيام الحروب وعمر المسجد 500 سنة.

ترميم

تمت عملية الصيانة في المسجد في عهد حياة الشيخ صقر بن محمد القاسمي، رحمه الله، وتم ترميمه في ستينيات القرن الماضي، وكان المسجد في السابق قد بُني بالقرب من مخزن فهدوه وعند بناء المسجد تم إدخال المخزن لداخل المسجد فأصبحت مساحته كبيرة، عند الترميم تم استخدام الحصى والإسمنت وتم وضع «الليحان» أيضاً لاستكمال عملية البناء وبالقرب من هذا المسجد كان يوجد الحصن والذي كان يستخدم في أيام الحروب لصّد هجمات الأعداء وقد بُني تحت هذا الحصن «طوي» يستفاد منه الأهالي لجلب الماء للشرب والاغتسال وكذلك للوضوء عند ذهابهم للصلاة، ولم يتم الاعتماد على أساتيد لبناء المسجد بل اعتمدوا على أنفسهم والحصن أيضاً بنوه بأنفسهم، ولم تكن هناك مساجد قريبة في المكان غير هذا المسجد الوحيد، لم يكن للمسجد قبة ولا زخارف، بل فيه درجة بسيطة يستخدمها المؤذن وقت النداء للصلاة، ووجدت في المسجد منارة بُنيت على يمين المسجد، كما وتوجد «درايش» قام أهالي المنطقة بخدمتها.

1978

وتم اللقاء أيضاً مع الراوي علي بن جمعة الشامسي من أهالي منطقة السلمة بإمارة أم القيوين والذي أخبرنا بدوره عن مسجد «السلمة» والذي بُني في سنة 1978، وعن وصفه لهذا المسجد قال الراوي: كان المسجد عبارة عن حجرة واحدة للصلاة وبيت للمطوع وحمامات وقد بُني هذا المسجد من طابوق وأسمنت وحديد ومسلح، حيثُ إن هذه المواد دخلت في البناء بعد قيام الاتحاد وبما أن المسجد هذا تم بناؤه في سبعينيات القرن الماضي إذاً فإن مواد البناء اختلفت هنا.

وعلى الرغم من تغير الأزمنة وتطور الحياة إلا أن المساجد ظلَت بوظيفتها الدينية والحيوية والاجتماعية كما هي، فلا يزال تُدار فيها حلقات العِلم بإقامة بعض المحاضرات الدينية في شهر رمضان وأيضاً المشورة بين الناس والالتقاء بعد الصلاة والتحدث في أمور الحياة في أروقة المساجد.

اهتمت دولة الإمارات بإنشاء المساجد على امتداد مدن الدولة ومناطقها المختلفة، فقد تجاوز عددها 4000 مسجد حتى عام 2012م، وقامت بتعزيز وتطوير دورها الديني والثقافي، إلى جانب العديد من المؤسسات الرسمية والأهلية المكملة لدور المساجد والمهتمة بالتوعية الدينية، ونشر المبادئ الإسلامية، مثل: دار زايد لرعاية المسلمين الجدد، ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الإنسانية والخيرية.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 2571

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم