حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,11 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 19292

حكاية تونسي تغلب على "عمى الألوان" بألوان ترصد تفاصيل الحياة الشعبية

حكاية تونسي تغلب على "عمى الألوان" بألوان ترصد تفاصيل الحياة الشعبية

حكاية تونسي تغلب على "عمى الألوان" بألوان ترصد تفاصيل الحياة الشعبية

26-11-2023 08:57 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - رغم أنه ولد مصابا بعمى الألوان، فإنه اختار "الألوان" كأسلوب حياة، وقام بدراسة الفنون الجميلة في تونس وألمانيا، إنه التونسي رشيد العلاّقي، يرصد دقائق الحياة اليومية والشعبية في تونس، ويعتبر ما يراه في أسفاره "كنزا" يظل في داخله.

ورغم أنه يقطن الآن في حي ميتوال فيل الراقي بالعاصمة تونس، فإنه يحتفظ بورشته الخاصة في حي باب الفلة الشعبي جنوب المدينة العتيقة حيث ولد عام 1940، إضافة لرواق دائم بمدينة كولونيا الألمانية على مقربة من نهر الراين، التي ذهب إليها عام 1961 لمواصلة دراسة فن الرسم في أكاديمية الفنون الجميلة.

الحياة اليومية موضوعا أساسيا
وعلى جدران بيته لوحات ترصد دقائق الحياة اليومية في تونس مثل: لوحة بيع السمك بالطريقة التقليدية في جزيرة جربة، جنوب شرقي تونس، ولوحة العروس الشابة في موكبها التقليدي (من مدينة تابعة لولاية المهدية على شاطئ المتوسط شرق تونس)، وأخرى ترصد امرأة تحمل على رأسها قصعة كسكسي (من ضابط شرطة للولي الصالح سيدي بلحسن الشاذلي على الهضبة الجنوبية التي تطل على مدينة تونس العتيقة).

باب الفلة الجذور
ويعود العلاقي إلى الحفر في الجذور بالرجوع إلى حي باب الفلة وأثره في اختياراته الفنية بالقول:" فعلا تأثرت بباب الفلة وأنا ابن باب الفلة، وفي صغري في حيّنا كانوا يبيعون التين الشوكي بالصندوق ويبيعونه مقشرا، وهذا لا يزال إلى الآن، وكذلك يبيعون البسيسة (أكلة شعبية تونسية تتكون من دقيق خليط من القمح والبقول المحمصة والمكسرات) والنساء تعد الخبز في البيت ويحملنه في أطباق للفرن الشعبي في الحي".

ويضيف بصوت يعكس الحنين إلى تلك الأيام "هذه الحياة الشعبية والأصالة الشعبية سيطرت عليّ وتركتني فنانا لا ينجز الطبيعة والبورتري ولا باقة الزهور ولا منظر البحر بل يبدع أعمالا حول ما يعيشه الناس توًّا وليس في القرون السابقة".
أنا شاعر الريشة
ويقول العلاّقي، "كان شغلي هو رصد ما يقع في الحياة اليومية، وبعد تفكير في أي اتجاه فني أختار بين الاتجاهات الفنية التي برزت للوجود منذ العصر الحجري إلى القرن الـ21، اخترت وأنا دارس الفن والعارف بأصوله وأسبابه وكل مدارسه، أن أصبح شاعرا ليس بالكتابة بل بالريشة".

ويبين أن اللوحة عندما تُرسم قد تبقى سنوات حتى تنجز، والفن التشكيلي يختلف عن الكتاب لان الكتاب يجب قراءته كله لفهمه ولكن اللوحة عندما يرسمها الفنان وحين تشاهدها في دقائق قليلة تفهمها.

محطات في الذاكرة
ويعود الفنان العلاّقي إلى مرحلة البدايات في خمسينيات وستينيات القرن الماضي بالقول: "أنا كنت العربي الأول الذي درس بمدرسة الفنون الجميلة بتونس، وكل زملائي كانوا فرنسيين وأجانب، مديرها بيار بورجون هو الذي جعلني شغوفا بالفن وأحبني كثيرا".

وأضاف "مدير المدرسة أعطاني دفترا صغيرا وقلما فحميا، وأمرني برسم أي شيء يعترضني، وبقيت على تلك العادة إلى اليوم عندما أجلس في مقهى أشكل تجسيما أوليا للوحة التي سأرسمها فيما بعد وتخلد المشهد".









طباعة
  • المشاهدات: 19292

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم