02-03-2023 10:50 PM
سرايا - وتيرة العنف الدموي للمستوطنين ضد الشعب الفلسطيني مرشحة للتزايد اتكاء على الحكومة اليمينية المتشددة برئاسة بنيامين نتنياهو
وما تزال سلطات الاحتلال تُحكم حصارها الشديد حول مدينة نابلس في محاولة للتضييق على سكانها الفلسطينيين، في إطار سياسة العقاب الجماعي التي تنفذها دوماً، أسوة بحصارها لمدينة أريحا وقراها، لليوم الرابع على التوالي
في غضون ذلك يحتشد الفلسطينيون، اليوم، بالمسجد الأقصى المبارك تلبية لدعوات القوى والفصائل الفلسطينية لتكثيف الرباط والنفير العام لحمايته والدفاع عنه ضد اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي، ومستوطنيه، وسط تصاعد أجواء التوتر والاحتقان في القدس المحتلة، وأنحاء الضفة الغربية، عقب مطالبة وزير في حكومة الاحتلال بمحو قرية فلسطينية مع سكانها من الوجود
وعلى وقع استياء أميركي وغربي من جرائم المستوطنين المسلحين ضد الشعب الفلسطيني؛ لم يصدر حتى الآن أي تعقيب من قبل حكومة الاحتلال اليمينية حيال تصريحات ما يسمى وزير المالية الإسرائيلي، المتطرف بتسلئيل سموتريتش ، التي دعا فيها إلى محو قرية حوارة الفلسطينية، مثلما أنها لم تلاحق أو تعتقل المستوطنين ارتكبوا جرائم الحرق والتدمير بحقها مؤخراً
وعّم الإضراب الشامل، أمس، محافظة أريحا ومنطقة ألأغوار، بالضفة الغربية، حداداً على روح الشهيد الشاب الفلسطيني، محمود جمال حمدان (22 عاماً)، الذي ارتقى برصاص الاحتلال خلال مواجهات في مخيم عقبة جبر ، أول من أمس
وأغلقت المحال التجارية أبوابها في مدينة أريحا وقراها ومخيماتها، فيما عطلت المدارس والمؤسسات العامة عن العمل، تلبية لدعوات القوى والفصائل الفلسطينية، وسط مطالب الفلسطينيين بالرد على جرائم الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني
وتواصل قوات الاحتلال، حصارها المشدد لمدينة أريحا وقراها، لليوم الرابع على التوالي، وتعيق وصول الفلسطينيين إلى المدينة أو الخروج منها، وتجبرهم على الوقوف والانتظار لساعات طويلة، عند الحواجز العسكرية، التي تقيمها على مداخل المدينة الرئيسية، إضافة إلى إغلاق الطرق الفرعية، المؤدية إليها
وباستشهاد الشاب حمدان؛ يرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين الذين ارتقَوا برصاص جيش الاحتلال والمستوطنين، منذ بداية العام الحالي، إلى 67 شهيدا، بينهم 4 برصاص المستوطنين، و13 طفلا، وأربعة مسنين، وأسير في سجون الاحتلال
بينما أصيب، في وقت سابق، 3 فلسطينيين بالرصاص الحي، واعتقل 6 آخرين خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي، مخيم عقبة جبر ، جنوب أريحا، وفق وزارة الصحة الفلسطينية
وفي الأثناء؛ اقتحم الحاخام المتطرف، يهودا غليك ، مع عشرات المستوطنين المتطرفين، أمس، باحات المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة ، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي الخاصة المدججة بالسلاح، وفق دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة
وأضافت أن عشرات المستوطنين، يتقدمهم المتطرف غليك ، اقتحموا الأقصى على شكل مجموعات متتالية، ونفذوا جولات استفزازية مشبوهة وأدوا طقوساً تلمودية مزعومة في باحاته
إلى ذلك؛ ما تزال أصداء تصريحات المتطرف سموتريتش قائمة؛ إذ أعربت واشنطن، في وقت سابق، عن استيائها من تصريحاته التي دعا فيها إلى محو قرية حوارة الفلسطينية، واعتبرت أنها بغيضة وغير مسؤولة ومثيرة للاشمئزاز ، داعية حكومة الاحتلال إلى التنصل علناً عنها
وقد تعرضت قرية حوارة، جنوبي نابلس، وبلدات مجاورة، إلى هجوم نفذه مئات المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين، ما أدى إلى استشهاد فلسطيني وجرح العشرات إضافة إلى إحراق والتسبب بأضرار لعشرات المنازل والسيارات
وقوبل هجوم المستوطنين الإسرائيليين حينها بإدانات دولية واسعة، بما فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلا أن المتطرف سموتريتش ، المسؤول عن هيئة البناء الاستيطاني، رفض اعتبار ما قام به المستوطنون إرهابا يهوديا ، وفق مزاعمه
في حين لم يعلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، على تصريحات سموتريتش بالرفض أو القبول، إلا أنه كان قد قارن بين هجمات المستوطنين على حوارة، والمحتجين ضد حكومته، رافضاً العنف في الجهتين، بينما لم تعلن سلطات الاحتلال حتى الآن اعتقال ولا ملاحقة المستوطنين الذين هاجموا سكان حوارة الفلسطينية
من جهتها، اعتبرت حركة حماس تصريحات سموتريتش مؤشراً خطيراً على مستوى الإجرام والتحريض العلني لارتكاب المستوطنين المزيد من المجازر بحق الشعب الفلسطيني بغطاء رسمي من حكومة الاحتلال
وأكد الناطق باسم حركة حماس ، حازم قاسم، استمرار تمسّك الشعب الفلسطيني بالمواجهة وتوسع النضال ضد عدوان الاحتلال، معتبراً أن كل جرائم الاحتلال لن تُوقف المد النضاليّ للشعب الفلسطيني الذي يقاتل من أجل حريته واستقلاله
وأضاف إن ما يمارسه جيش الاحتلال من استهداف المدنيين واستخدامهم كدروع بشرية، يؤكد أنه يتصرف بطريقة وحشية، مشدداً على استمرار المواجهة ضد الاحتلال في كل ساحات الفعل النضالي الفلسطيني
وبالمثل؛ أكدت حركة الجهاد الإسلامي، أن جريمة الاحتلال بحق الشهيد حمدان، عقب إصابته واعتقاله ومن ثم استشهاده، تظهر وحشية الاحتلال وإمعانه في قتل أبناء الشعب الفلسطيني بدم بارد، مثلما تمثل تصعيداً للحرب الممنهجة بحق الأرض والمقدسات، والتي لن تنال من عزيمة الشعب الفلسطيني وإيمانه بحقه على أرضه
وأكدت ثبات الشعب الفلسطيني وصموده في معركته ضد عدوان الاحتلال، في مختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية في أريحا والقدس وجنين ونابلس وكل المدن الفلسطينية الصامدة في وجه الاحتلال ومستوطنيه
ودعت الجهاد الإسلامي ، إلى ضرورة تحقيق وحدة الشعب الفلسطيني لصد عدوان العدو الصهيوني واعتداءات المستوطنين المتطرفين حتى تحقيق التحرير وتقرير المصير
ويُشار إلى أن قائمة شهداء الحركة الأسيرة الفلسطينية ارتفعت إلى 236 شهيداً بعد استشهاد الجريح حمدان من مخيم عقبة جبر ، بمحافظة أريحا، وذلك في زيادة ملحوظة لعدد الأسرى الشهداء على يد الاحتلال في الآونة الأخيرة، حيث يرتقي كل شهر شهيد أسير، بما يدلل على تطبيق الاحتلال لما يسمى قانون إعدام الأسرى الفلسطينيين الذي اقترحه الوزير المتطرف ايتمار بن غفير ، للتنكيل بالفلسطينيين