حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 3178

أدباء وفنانون يودّعون عام 2022

أدباء وفنانون يودّعون عام 2022

  أدباء وفنانون يودّعون عام 2022

29-12-2022 08:57 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - طوى عام 2022 أسماء كتّاب وأدباء ومفكرين وفنانين أردنيين، تركوا لدى زملائهم أطيب الذكرى بعد حياة حافلة بالعطاء والإنجاز الثقافي، غادروها وهم يؤمّلون المزيد من منها، لكنّ إرادة الله ومشيئته قضت دون ذلك. وقد نعت الهيئات والروابط والجمعيات الثقافية رحيل هؤلاء المبدعين، مثلما نعتهم المؤسسة الثقافية الرسمية، لا سيّما وقد تتلمذت على أيديهم كفاءات شابّة ما تزال تواصل طريقها في رحاب الإبداع.

فقد رحل عن عالمنا الكاتب الصحفي والأديب المفكّر إبراهيم العجلوني، الذي ظلّ مشغولًا بمساجلاته وقراءاته الفكريّة لأمّهات الكتب العربية والغربية في مقاربات ومستخلصات أفادت المكتبة الفلسفيّة، مثلما كان عموده الصحفي في «الرأي» منبرًا للوعي والاستنارة وقراءة الواقع والماضي والمستقبل، وقد عُرف عنه أنّه كان ذا حسّ أصيل في تداوله المفردة الفكرية والأدبيّة وخدم في قطاعات ثقافيّة مهمّة، منها وزارة الثقافة ووزارة التربية والتعليم ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون وأسهم في تحرير ورئاسة مجلّة «أفكار» الصادرة عن وزارة الثقافة.

كما ودّعنا قبل أسبوع الكاتب الصحفي الأديب عصام الموسى، الذي كتب الرواية والقصص مبكّرًا في السبعينات من القرن الماضي مثلما كتب روايات حديثة، مازجًا بين الإعلام الذي قام بتدريسه في جامعة اليرموك منذ أوائل الثمانينات، والأدب الذي تنافذ عليه من هذا الجانب، فكان معنيًّا بالتواصل الحضاري والاتصال الإعلامي الثقافي بين العرب والغرب في عدد من مؤلفاته.

وانتقل إلى رحمة الله الكاتب الصحفي الزميل عبدالله حجازي، كاتب زاوية «نزيه» المشهورة في «الرأي»، والمحرر للعديد من الصفحات الحيوية والثقافية في الصحيفة، وقد اشتهر الراحل باهتمامه اللغوي والأدبي ودراساته العميقة في قراءات القرآن الكريم، كما عُرف بصداقاته لكثير من الأكاديميين واللغويين الأردنيين والعرب.

ورحلت عن عالم الكتابة القاصّة عضو رابطة الكتاب الأردنيين د.هدى فاخوري، التي كانت من أبرز كاتبات الطفل بما اشتملت عليه من وعي وتصوُّر مسبق للكتابة في مضمار احتاج منها رؤيةً لكيفية إدخال التراث والمفردة الأصيلة في ما تكتب من مؤلفات شهدت لها وفازت خلالها بعدد من الجوائز، علاوةً على نضالها الفكري الذي ضمّمنته كتابًا لافتًا بهذا الخصوص.

وفي بلاد الغربة بمصر، ودّع الوسط الفني الأردني أيضًا الممثل والمخرج المسرحي والسينمائي أشرف طلفاح، الذي رحل في القاهرة في عزّ عطائه الفني، لا سيّما وقد شهد زملاؤه ونقابة الفنانين الأردنيين بنبوغه المبكّر وجديّته في كلّ أعماله، ما جعل رحيله خسارةً كبيرةً ومؤلمة لفنان كان يمكن أن يقدّم الكثير في عالم الفن.

وفي هذا العام، رحل عنّا الفنان والممثل هشام هنيدي، صاحب الريادة في الأعمال الدراميّة الأردنيّة في عصرها الذهبي على المستوى العربي، إذ كان هذا الفنان الذي درس الإخراج السينمائي مبكّرًا من جامعات عربية وعالميّة، شاهدًا منذ انطلاقته في ستينات القرن الماضي، على الإبداع الأردني، الذي رفد من خلاله التلفزيون والمسرح بالعديد من الأعمال القيّمة والخالدة في ذاكرة الفن.

ومثله، ودّعنا هذا العام الفنان داود جلاجل بعد أن ظلّ حتى آخر نَفَس من حياته وفيًّا لمهنة التمثيل التي عشقها وكذلك المسرح الجامعي في أواسط الستينات، وقد عُرف عن الفنان جلاجل حضوره البارع مع زملائه من الفنانين الأردنيين والعرب في أعمال دراميّة وثّقت لحياة البادية والقرية والمدينة الأردنيّة، في مسلسلات وأعمال عديدة.

كما غادرتنا الفنانة التشكيليّة النحّاتة، والشاعرة أيضًا، منى السعودي، التي وصلت إلى مرتبة عالية في المشهد الفني العربي في مجال النّحت، بعد حياة جادّة، درست خلالها الفنون الجميلة بباريس في الستينات، وكان لها حضورها في أوروبا وأميركا وآسيا، لتترك إرثًا نوعيًّا من المنحوتات الثريّة التي عكست شفافية روحها ورؤاها وتفكيرها الإبداعي والثقافي.

وفي الفن التشكيلي أيضًا، رحل الفنان المبدع محمد عوض، عضو رابطة التشكيليين الأردنيين، صامتًا عن الثناء والمديح باتجاه الإخلاص لأعماله التي ذهبت باتجاه التجريب والتجريد التعبيري وتحولات اللون والمعالجات التكوينية، وقد أسس لذلك ما تمتّع به الفنان عوض من حسّ إنساني وثيق بينه وبين المكان وتجلياته على أكثر من صعيد.

وفي هذا العام، غادرنا الكاتب المسرحي جبريل الشيخ، بعد إبداعات كثيرة في المسرح الطقسي والشعبي وكتابة السيناريو، على المستوى المحلي والعربي، في عناوينه ونصوصه المهمّة التي ما تزال تثري رفوف المكتبة المسرحية والسينمائيّة، وتقدّمه كاتبًا مهمًّا من جيل الروّاد.

كما رحل عن المشهد الفني المخرج المسرحي حسين نافع الذي لفت الأنظار إليه مبكّرًا في أعماله التي قدّمها للمسرح بمعالجات ذكيّة دلّت على انخراطه وعشقه مع شباب أردنيين درسوا هذا الفنّ وسعوا إلى تطويره، وقد كان رحيل نافع المبكر مفاجأة لأحد المخرجين المهمين في المسرح الأردني.

ووسط أحزان الذكريات، افتقد الوسط الثقافي الأردني صديقًا حميمًا لمعظم الكتاب الأردنيين والإعلاميين المعنيين بأحدث إصدارات الساحة الثقافيّة العربية والعالمية، فقد تُوفّي حسن أبو علي صاحب كشك «الثقافة العربية» بوسط البلد بعمّان، كواحد من أبرز معالم ومحطّات وسط البلد الثقافية.

وافتقد مثقفو إربد والمملكة أيضًا الناشط الثقافي الرئيس الفخري لملتقى إربد الثقافي عضو مجلس إعمار إربد هشام سليم التل، كنموذج حقيقي وداعم للحركة الثقافية، ترك أطيب الأثر في مساندة المشهد الثقافي والإبداعي والمنتديات والهيئات والجمعيات الثقافية.

وفي قضايا الفكر والتاريخ، رحلت عن عالمنا الأكاديميّة المؤرّخة د.فدوى نصيرات، التي قدّمت للمكتبة العربيّة مؤلّفات في الفترة العثمانيّة والفكر القومي والمسيحيين العرب، وكتبًا أيضًا في القومية العربية في مصر وبلاد الشام.

على المستوى العربي، تأثّر الوسط الثقافي الأردني لرحيل أعلام في حقول الأدب والفنّ والمسرح، ومن الأسماء العربية الفارقة في الشعر، رحل الشاعر العراقي مظفر النواب، الذي كان له حضوره في قصائده السياسية والعاطفية، وكتب أيضًا القصيدة الشعبيّة وأبدع فيها، خصوصًا أنّه من الشعراء الذين انطلقوا في عالم الشعر في فترة الخمسينات من القرن الماضي.

كما رحل عن المشهد النقدي والثقافي العربي د.صلاح فضل، أستاذ النقد والأدب، ورئيس مجمع اللغة العربية بمصر، واشتهر فضل بأنّه ممن أثروا ساحة النقد الأدبي العربي من خلال الكثير من مؤلفاته الغنية في الشعر والرواية والمدارس النقدية والمناهج الأدبية.

وغاب في نهايات هذا العام الروائي والقاص والمترجم المصري بهاء طاهر، الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية عام ٢٠٠٨ عن روايته «واحة الغروب»، وقد عمل في الإذاعة والترجمة وحاز جائزة الدولة المصرية التقديرية، وهو من مواليد الثلاثينات في مصر واعتبره نقّاد مؤسسًا لتيار الوعي في الرواية المصريّة.

كما افتقدت الساحة الشعريّة العربيّة أيضًا الشاعر والناقد اليمني د.عبدالعزيز المقالح، أحد أبرز شعراء العرب في العصر الحديث، وقد عمل المقالح أستاذًا للأدب والنقد ونال جوائز وأوسمة عديدة، وكتب في أزمة القصيدة الجديدة وشعر العامية في اليمن، فضلًا عن مؤلفاته الثريّة في غير ذلك من المواضيع.

وفي مجال الأدب الشعبي، رحل الشاعر اللبناني نقيب شعراء الزجل يلبنان جورج أبو أنطون، وهو من المنظّرين حول شعر الزجل ومن أبرز شعرائه، وله أسلوب مثقّف وإبداعي في كتابة هذا اللون من الشعر في حقول وميادين اجتماعيّة وسياسيّة عديدة.

الرأي


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 3178
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
29-12-2022 08:57 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم