13-06-2011 09:49 AM
يعيش الوطن فرحة عارمة، وسرور دخل قلب كل مواطن أردني، ولنزيد افراح الوطن علينا ان نستذكر هذه الذكرى المدثورة، هي ذكرى غالية على قلب كل أردني غيور على وطنه، فبعد ايام معدوده نعاصر الذكرى الثالثة والثمانون على انعقاد المؤتمر الوطني الأول.
المؤتمر الوطني الأول للشعب الأردني، بهذا الأسم تم الأعلان اول مؤتمر وطني أردني حيث عقد في عمان في ٢٥/٧/١٩٢٨ بمقهى حمدان\"سوق الصاغة حاليآ\" ففي ظل الروح القومية والعربية والكفاح الوطني المناهض للهيمنة الأستعمارية البريطانية وخلفيات المعاهدة البريطانية التي ترسخ هذه الهيمنة انعقد هذا المؤتمر بحضوذ ١٥٠ شخصية وطنية من زعامات وشيوخ و مفكري شرق الأردن الذين يمثلون مختلف المناطق الأردنية آنذاك.
وبعد انعقاد المؤتمر تم تشكيل الهيئة الأدارية بزعامة حسين باشا الطراونه وعضوية كل من\"هاشم خير، طاهر الجقة، سليم البخيت، ايوب فاخر، مصطفى المحيسن،علي الكردي، نمر الحمود، سليمان السودي).
وكان من أهم اعمال المؤتمر الوطني رفض المعاهدة البريطانية وأصدار أول وثيقة وطنية بأسم \"الميثاق الوطني حيث تضمنت أحدى عشر بندآ كان أهمها استقلال البلاد وادارة بلاد شرقي الأردن تدار برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن الحسين المعظم واعقابه من بعده والمطالبه بأصلاح اوضاع البلاد الأقتصادية والأجتماعية. ومن بعدها اصبح يعرف بأسم\" حزب اللجنة التنفيذية للمؤتمر الوطني\" حيث خاض الحزب أول نهوض وطني في شرقي الأردن حيث اخراج البلاد نهائيآ من عزلته التاريخية وزرع في ارضها النضال القومي والوطني. خيث خاض الحزب(١٩٢٩_١٩٣٤) العديد من المجابهات مشددآ مقاومته للمعاهدة البريطانية وتصدي للنشاط الصهيوني في الأردن وبالتحديد مشروع\"غور الكبد\" وكما تصدى لقانون الأنتخابات الذي اعتبره لا يقوم على أساس التمثيل الصحيح، وقامت سلطة الأنتداب بطرح قوانين عديدة لمواحهة هذا الحزب حيث اقرت سلطات الأنتداب قوانين خاصة لإيقاف الحزب ومنها قانون العقوبات المشتركة لسنة ١٩٢٨ كما قامت على أصدار قانون النفي والأبعاد وعملت قانون الأجتماعات العامة لسنة ١٩٣٣.
عقد الحزب خمسة مؤتمرات وطنية في مناطق مختلفة من شرقي الأردن، كما وشارك وبرز في المؤتمر الأسلامي في القدس ١٩٣١ وعمل على تمتين روابطه بالحركة الوطنية الفلسطينية والمشاركة بأنتخابات المجلس التشريعي رغم الطابع القانوني الذي كان الحزب قد رفضه.
ان نتائج المؤتمر لا زال تأثيرها ساري مفعوله حتى ايامنا هذه فعمل المؤتمر الى حد ما في اقناع بعض الأردنيين عدم التصديق على المعاهدة البريطانية، وساهم الحزب على منع الأمتداد الصهيوني الى المنطقة كما وساعد في سن قانون يمنع بيع الأراضي لغير الأردنيين وكان له دور كبير في النضال في فلسطين فكلما كان حدث او مناسبة في فلسطين إلا وكانت لجنة المؤتمر الوطني جزء منه. فكان دائما يرد رئيس اللجنة حسين باشا الطراونه في رسائله على رسائل يعقوب الفراج نائب رئيس اللجنة التنفيذية العربية الفلسطينية بقول\"أننا مع فلسطين في الكفاح حتى النهاية\".
اما عن رئيس هذه المؤتمرات حسين باشا الطراونه فهو واحد من طلائع مناضلي تاريخنا المعاصر،اسمه يسطع في وجدان الأمة وذاكرتها امام مواقفه الكبيرة، انه رمز جاوز حدود الواقع ودخل عالم الأصلاح والثورة و دخل التاريخ من خلال رؤيته للنهضة الشاملة دون خوف او تراجع حتى تنهض الأمة لأسترداد مكانتها تحت الشمس.
كم نفقدك يا حسين باشا، فكنت عربي بحجم الوطن، أردنيآ نقيآ بنقاء وعطر هذه الأرض،عاصرت الوطن منذ ما كان عثمانيآ، وفيصليآ، وأردنيآ، كنت صنديد امام مواقف هزت الأنسان العربي وزعزعت صفه ،لكنك كنت موجودآ واثبت وجودك \"بكاريزما\"ندر وجود مثلها في اي قومي و وطني حالي،كنت ركنآ من اركان تحولات عميقة ونبض الإيقاع السريع للمتغيرات التي اجتاعت المنطقة. فمن واجبنا ان نستذكرك في هذه اليوم لأنك انت واعضاء هذا المؤتمر تستحقون الذكر، فلا بد على معارضينا \"الأشاوس\" ان يستذكروكوا انتم و معارضتكم الشفافة والنقية في يومكم يا صناع العزة فكنتم من رجالات الرعيل الأول الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية المرحلة ورسالة النضال بكل نظافة وصدق في اصعب الظروف واحكها.
فلقد سجل التاريخ حسين الطراونه كأول معارض أردني فالمعيار الحقيقي للرجال مواقفهم و فكرهم ورؤيتهم ،فكان رمز المعارض والقومي والوطني والنشمي الذي لم يخذل الوطن حين استنجد بأبنائه فكان اول من لبى النداء. على غرار معارضين اليوم فأصبحت معارضتهم كمثل\"الدحية\" هز أكتاف و تصفيق لكن من دون حراك، فالمعارضة ليست الأكتفاء بقول\"لا\" المعارضة هي حب الأرض و القيادة، هي حب الوطن والدفاع عن طهارته وسيادته لا الفوضة والغوغائية للنيل منه وتشويه سمعته بالخارج.
فلقد أمن حسين باشا الطراونه بمقولة\"على الثائر ان يكون ناسكآ\" فيجب ان تجمعوا بين الثورة والنسك لا الأنتقاد والغطرسة فحب الوطن مهنة وحرفة نادرة يصعب التداول بها ولكن الحمدلله فهي موجودة في قلوب كل نشامى و نشميات الوطن.
فكل عام و وطننا الغالي بخير و ود وئام و سلام وكل عام وقائد الوطن وحامي الديار بألف خير ورحم الله حسين باشا الطراونه ورجالات الرعيل الأول.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
13-06-2011 09:49 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |