24-02-2021 09:42 AM
سرايا - كان انشقاق حسين كامل صهر الرئيس العراقي الراحل صدام حسين من الأحداث البارزة التي حظيت بتغطية واسعة من الصحافة العربية والدولية على مدى أشهر امتدت بين عامي 1995 و1996 في غمرة الحصار الدولي المفروض على البلاد آنذاك، إذ إنه كان ذراعه الأمنية ووزير التصنيع العسكري والمشرف على قوات الحرس الجمهوري التي كانت تعد قوات النخبة في الجيش العراقي.
وشكلت حادثة مقتله أثناء رجوعه إلى العراق بعد إصدار عفو عنه مفارقة بارزة في مسيرة حكم صدام حسين، حيثيات كثيرة شابت تلك الأحداث ما بين تداخلات شخصية وعشائرية وبين اتهامات بالخيانة ومحاولات قلب نظام الحكم في بغداد.
سيرته ونشأته
ولد حسين كامل حسن المجيد في 18 يونيو/حزيران 1954 في قرية تل الذهب بمدينة تكريت في محافظة صلاح الدين (شمال بغداد)، وينتمي لنفس عشيرة صدام حسين، إذ إن والد حسين كامل هو ابن عم صدام حسين من عائلة المجيد.
لم يكمل حسين كامل دراسته، فقد تركها عام 1966 وكان في المرحلة الأخيرة للدراسة الابتدائية، ثم في عام 1974 عينه ابن عم والده صدام حسين (الذي كان نائبا لرئيس الجمهورية آنذاك) في الحرس الخاص به، وفي عام 1979 أتم دورة للضباط الاحتياط وتخرج فيها برتبة ملازم أول، وذلك بحسب الكاتب والمؤرخ وسيم العاني الذي يؤكد للجزيرة نت أن حسين كامل ومنذ موافقة صدام على تزويجه ابنته رغد عام 1983 انهالت عليه الترقيات والرتب العسكرية.
لم يكن زواج حسين كامل من رغد صدام حسين بالأمر السهل، إذ تذكر ابنته حرير في كتابها "حفيدة الرئيس العراقي الراحل" أن خطبة أبيها من أمها رغد شابها الكثير من الخلاف داخل العائلة الحاكمة والعشيرة، إذ كان وطبان وبرزان -وهما أخوان لصدام من أمه- يرغبان بخطبتها لابنيهما، إلا أن حسين -الذي كان يشغل منصب رئيس جهاز الأمن الخاص ومسؤول الحرس الجمهوري آنذاك- سبقهما ونال موافقة والدها الرئيس العراقي الراحل.
وتضيف حرير أنه بسبب زواج أبيها من أمها ساءت العلاقة بين عائلتي إبراهيم الحسن والد أخوة صدام من أمه وبين عائلة كامل الحسن والد حسين كامل، وعلى إثر ذلك قدم برزان التكريتي (الأخ غير الشقيق لصدام) استقالته من منصب رئيس جهاز المخابرات الذي كان يشغله، وتوترت إثر ذلك علاقة صدام مع برزان لسنوات طويلة لاحقة.
مناصبه الأمنية
كان حسين كامل من القلة القليلة التي يثق بها صدام حسين في المفاصل الأمنية للبلاد، إذ إنه بسبب قرابته وقربه من الرئيس وقوته وسطوته تدرج في العديد من المناصب الأمنية الحساسة حتى تولى منصب وزير التصنيع العسكري بين عامي 1987 و1995، إضافة إلى إشرافه على الحرس الجمهوري.
يقول رئيس تحرير صحيفة "وجهات نظر" مصطفى كامل إن حسين كامل لم يكن المؤسس الأول للحرس الجمهوري، إذ إن هذه القوة كانت قد تأسست في ستينيات القرن الماضي، غير أنه تولى الإشراف عليها بعد منتصف الثمانينيات، وجرى في عهده تعزيزها وتوسيعها ورفع مستوياتها القتالية والتسليحية، مما انعكس على مسار الحرب مع إيران (1980-1988) في سنواتها الأخيرة.
ويذهب مع هذا الطرح المؤرخ وسيم العاني الذي يرى أنه منذ زواج حسين كامل برغد ازدادت ثقة صدام به وكلفه بالإشراف على قوات الحرس الجمهوري، حيث ازداد عدد ألوية الحرس وتطورت الأسلحة التي يمتلكها حتى بات في عهده القوة الكبرى والأقوى داخل الجيش العراقي.
ويتابع العاني -وهو مؤلف كتاب "تاريخ الانقلابات العسكرية في العراق"- أنه بمرور الوقت ازدادت ثقة صدام بحسين كامل، ومنحه رتبة فريق أول ليصبح المسؤول الأول عن البرنامج النووي العراقي في أوائل التسعينيات.
أما في ما يتعلق بالتصنيع العسكري العراقي فيشير مصطفى كامل -الذي كان يشغل منصب سكرتير تحرير جريدة الجمهورية الرسمية (قبل الغزو الأميركي للبلاد عام 2003)- إلى أن صهر صدام لعب دورا كبيرا في تطوير التصنيع العسكري بسبب الصلاحيات الواسعة التي كانت بيده، إضافة إلى الإمكانيات الهائلة التي وضعت بين يديه.
هروبه للأردن
شكل هروب حسين كامل إلى الأردن مفاجأة من العيار الثقيل للنظام العراقي ولعشيرة صدام حسين كما يقول الخبير الأمني ماجد القيسي الذي يرجع أسباب هروبه وأخوته للأردن إلى الخلافات الكبيرة بينه وبين عدي نجل الرئيس صدام حسين.
ويؤكد هذا الطرح المؤرخ العاني بالقول إنه في 9 أغسطس/آب 1995 غادر حسين كامل وإخوته وزوجاتهم وأطفالهم إلى الأردن وكان حينها وزيرا للتصنيع العسكري بسبب الخلافات العائلية بينه وبين عدي وقصي نجلي صدام من جهة، وبقية العائلة من جهة أخرى، وكذلك بسبب تخطيطه للإطاحة بصدام والاستيلاء على الحكم بأي طريقة.
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا