حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,26 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 10328

الأردن و الحظر الشامل: "لا يموت الذئب و لا يفنى الغنم" .. والهدف المرحلي الآن صمود وزارة الصحة .. تفاصيل

الأردن و الحظر الشامل: "لا يموت الذئب و لا يفنى الغنم" .. والهدف المرحلي الآن صمود وزارة الصحة .. تفاصيل

الأردن و الحظر الشامل: "لا يموت الذئب و لا يفنى الغنم"  ..   والهدف المرحلي الآن صمود وزارة الصحة  ..  تفاصيل

22-10-2020 09:34 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - اختصر مسؤول ملف كورونا الجديد في الأردن الدكتور وائل هياجنة، من بداية الأسبوع الحالي، المسافة في الجدل السياسي عندما اعتبر – علناً وضمناً – أن العناصر التي تقرر سياسة الحكومة بخصوص «الحظر الشامل» فيها بعض ما هو «سيادي» ولا يقتصر الأمر على «الصحي والوبائي».

عملياً، كان الهياجنة في تصريحه المقتضب واللماح، يؤشر على أن قرار الإغلاق والحظر -بصرف النظر عن وجاهة رأي وتقدير لجنة الوباء الوطني- يتضمن بعض الاعتبارات البيروقراطية أو حتى الأمنية، وعلى الأرجح – في رأي المراقبين- السياسية أيضاً.

مجدداً هنا لا تصارح الحكومة الجديدة الشارع بكل الأسباب التي تدفعها للتمسك سياسياً وليس وبائياً فقط بمسألة الحظر الجزئي، مع أن وزير الاتصال الناطق الرسمي الوزير علي العايد، تحدث مرتين على الأقل عن الإفصاح والشفافية ومصارحة الرأي العام بكل الوقائع.

وذلك لا يعني طبعاً بأن الحكومة ستكون «صريحة للغاية» ولا تحجب المعطيات باسترسال، لأن الوصفتين هنا عبثيتان، وإن كان يعني بالمحصلة أن الاعتبارات العابرة للحكومة عملياً تلعب دورها أيضاً، خصوصاً وأن مسألة «إجبار الناس على التباعد» لا تدخل في صلاحيات الحكومة ووزارة الصحة فقط.

وبهدوء، ركب وزير الصحة الجديد الدكتور الطبيب نذير عبيدات، موجة المصارحة عندما أبلغ الأردنيين، منتصف الأسبوع، بأن الحفاظ على فعالية القطاع الصحي قد يتطلب قرارات صعبة وأحياناً «مؤلمة».

المشهد واضح في ذهن الوزير عبيدات، فهو يعكس عملياً مخاوف غرفة العلميات والمستوى السيادي على النظام الصحي الرسمي، حيث رغبة جامحة بأن يبقى القطاع فعالاً ويتفادى تحذيرات التراجع الحاد أو الانهيار جراء الزحف الكبير للفيروس كورونا في موجته الثانية والارتفاع المقلق في عدد الوفيات، بالرغم من عدم وجود «أدلة علمية» على أن حظر التجول يساهم في تخفيف عدد الإصابات.

يجمع تقريباً خبراء اللجنة الوبائية على عبثية الحظر فيما يختص بالفيروس، وقد كان الوزير عبيدات يلمح إلى هذا التقدير عندما كان عضواً في اللجنة الوبائية، لكنه دخل اليوم غرفة القرار وأصبح مسؤولاً مباشراً عن «منع تداعي النظام الصحي» حيث اجتماعات مكثفة خلف الستارة، ووثيقة تحذر من خوض الاختبار على حيثياتها بعد اجتماعات بالمنسوب السيادي في مركز الأزمات.

الوثيقة تنص في ثلاث فقرات – على الأقل – على ضرورة عدم تجاهل بقية واجبات النظام الصحي، والتركيز فقط على الفيروس كورونا، الأمر الذي يمكن اعتباره وظيفة ومهمة الوزير عبيدات بعد تخفيف الضغط الفيروسي عليه بالاستعانة بكفاءات مهنية بينها الهياجنة والوزير الطبيب الدكتور عزمي محافظة وغيرهما في اللجنة التي تتولى الآن، بناء على الوثيقة نفسها، «تجديد» تقنيات المواجهة مع «تفشي الفيروس».

بمعنى آخر، تتحرك الحكومة الحالية فيروسياً واقتصادياً وبيروقراطياً وحتى أمنياً، في سياق يجعل الأولية الأكبر مرحلياً هي الحرص على «صمود وتماسك» النظام الصحي في القطاع العام بدلاً من إصابته بترنح محتمل إذا استمر معدل تسجيل الإصابات كما هو طوال ستة أسابيع وإذا سمح للمجتمع بأن يتفاعل بعيداً عن التباعد الصحي.

وعليه، وفي مواجهة جدل الحظر الشامل حيث ضجيج من الاقتصاديين والقطاع التجاري ومشكلات متراكمة وأفقية ومخاوف على البيئة النفسية للأردنيين وخسائرهم المعيشية والنفسية والمالية.. في مواجهة الواقع الموضوعي اتجهت حكومة الرئيس بشر الخصاونة إلى مقاربة «وسطية» هي أقرب لـ «تجربة جديدة» على قاعدة اجتماعية بسيطة وعلمية أيضاً، فكرتها.. «لا يموت الذئب ولا تفنى الغنم».

والمقاربة هنا قررتها الحكومة بعد «تفعيل أوامر الدفاع» ومخالفة من لا يلتزمون بها على أساس الاكتفاء بيوم حظر شامل واحد في الأسبوع، هو الجمعة، وترك يوم السبت حراً، مع الحرص على إطالة سقف الحظر اليومي طوال الأسبوع وحتى نهاية العام الحالي، حتى لا يراجع الرأي العام الحكومة أسبوعياً أو حتى يومياً.

وفي التفاصيل، منع العمل والحركة والتنقل ليوم الجمعة كاملاً، وإغلاق المحلات التجارية والأسواق، يومياً وعلى مدار الأسبوع، الساعة العاشرة مساء، والسماح للمواطنين بالبقاء متنقلين حتى الحادية عشرة قرب منتصف الليل. تلك معادلة رقمية صحية وسيادية تقررت بعد مشاورات مكثفة، ويعتقد أنها تحاول التوازن ما بين الكلفة الاقتصادية والكلفة الوبائية، كما تسعى إلى معادلة وسطية تضع قيوداً على الحركة المسائية يومياً، وتقلص فترات السماح مقابل بقاء يوم الجمعة خارج الحسابات بسبب طبيعته الدينية والاجتماعية.

في كل حال، تبقى الوصفة الجديدة في النهاية ليست أكثر من «وصفة» تحت الاختبار، وظيفتها تخفيف الحظر الشامل الأسبوعي والحفاظ عليه في الذروة الاجتماعية، والهدف الأبعد قد يكون «تمكين» وزارة الصحة من الصمود وتجنب أي ظروف يمكن أن تؤدي للتأثر سلباً في قدراتها خلال مرحلة التفشي، على أمل البقاء في حالة سيطرة، مع أن أرقام الوباء لا تبشر بكثير من الخير.

"القدس العربي"


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 10328

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم