سرايا - سرايا - اشتباك هي فقرة جديدة، يطرح فيها محرران من الموقع رأيهما في قضية تهم الشارع الرياضي .. وحلقتنا الأولى اليوم عن طريقة لعب مورينيو ضد برشلونة ؛ فهل كان الموضوع ذكياً من أجل مدريد أم من أجل سمعته.

التحليل الاول: جوزيه مورينيو جعل ريال مدريد فريقاً صغيراً جداً

من المعروف أن كرة القدم تحت مسمى "لعبة" من أجل التسلية والترفيه وليس من أجل رؤية جدار برلين الدفاعي وهو ما حدث في مباراة الكلاسيكو مساء أمس بين ريال مدريد وبرشلونة حيث بدى الفريق الأبيض صغيراً جداً أمام فريق يكافح من أجل الوصول إلى مرمى المنافس.

وإذا ما تعلق الأمر بي شخصياً فإنني لست على استعداد لدفع ثمن تذكرة لرؤية نجوم العالم يلعبون في مناطقهم ويكتفون بإنتظار الخصم في وسط الميدان وفي الثلث الأخير من الملعب ليخطفوا بعد ذلك الكرة متوجهين إلى مرمى المنافس بملسة أو لمستين من أجل حفظ ماء الوجه.

جوزيه مورينيو لعب مساء أمس لنفسه ولسمعته فقط لا غير وجعل من ريال مدريد الذي صرف الملايين في الموسم الحالي مثل فريق ألميريا الذي يقبع في المركز الأخير من الليغا الإسبانية والذي لعب في الجولة (31) على ملعب كامب بنفس الأسلوب .. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل تعلم مورينيو من أسلوب ألميريا في المرتدات ؟؟.

أنا متأكد من أن جماهير ريال مدريد ليست سعيدة بهذا الأسلوب الذي يطبق للمرة الأولى في نادٍ حصد العدد الأكبر من ألقاب الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا والذي صال وجال في الملاعب الأوروبية والإسبانية ولكن أن نرى لاعباً يصل ثمنه إلى (95) مليون يورو في مركز الظهير الأيمن فهذا الذي لم أشاهده في حياتي !!.

ومما لا شك فيه بأن مورينيو حاول خلال المؤتمر الصحفي بعد اللقاء في لفت الأنظار إلى طرد المدافع راؤول ألبيول المستحق بعد إعاقته المهاجم دافيد فيا متناسياً أداء فريقه الدفاعي رغم أن حكم المباراة تساهل مع فريقه على حساب برشلونة بعد رفضه احتساب ركلة جزاء واضحة في الشوط الأول.

وفي المحصلة فإن جوزيه مورينيو لعب من أجل نفسه لعدم تكرار الخماسية .. صحيح أن خسارة مباراة الذهاب كانت ثقيلة جداً بيد أن ريال مدريد نال احترامي أكثر في تلك المباراة لأنه لعب لأجل نفسه ولحسابات شخصية بعيدة عن كرة القدم

التحليل الثاني: مورينيو ناجح وانتقاده إما ترف أو تعصب

نجح يوم أمس جوزيه مورينيو بتحقيق التعادل مع برشلونة رغم النقص العددي وبدأ البعض باصطياده من محللين ومشجعين ، فاتهموه بالدفاع واتهموه باستخدام العشب وهي قصة مثل قصص خلود الزمن الماضي والبحث عن العشبة بين أسنان الأفعى الهائلة الحجم وتبقى الحقيقة الوحيدة أن مورينيو تفوق تكتيكياً.

فمن وصف مورينيو بالدفاعي يذكرني بمن يطلب ممن يحارب طائرة بأن يخرج من مخبئه وإلا اعتبر جباناً ذليلاً ، وعندما يخرج ويتعرض للضرب يصفوه بالغبي الأحمق الذي لم يستخدم الحيلة في الحرب ... مورينيو يوم أمس كان ملك المعركة وأنزل بيبي وحير لاعبي برشلونة ولأول مرة نشاهد لاعب خط وسط برشلونة يملك الكرة من دون أن يعرف ماذا يفعل فيها.

إن أراد البعض أن ينظر للأرقام فله ذلك ؛ لكن لا نريد منه أن ينظر إلى الاستحواذ ويقف لأن ذلك من باب " لا تقربوا الصلاة" فهو يقص الآية دون إكمالها لغاية في نفس يعقوب ... أما الصورة الكاملة التي يجب أن ننظر إليها : " إن ريال مدريد سدد 12 كرة على المرمى في حين سدد برشلونة 10 ، وسنح لريال مدريد 8 ركنيات في حين لم يكن هناك أي ركلة ركنية لبرشلونة ... فعن أي دفاع يتحدثون؟..وكيف لو هاجم مورينيو؟...ماذا سيفعل الريال ؛ هل سيسدد ألف تسديدة مثلاً؟!!

بصراحة ما قيل في مورينيو هو ناجم من عقدة الخوف منه التي تحدثت عنها في الماضي ، فالرجل يوم أمس كان يستحق أن ترفع له القبعات بدلاً من أن يخرج البعض أحقاده تجاهه ... فخط الدفاع الذكي ولعب بيبي في محور الوسط وخطة 4-3-2-1 والهجمات المرتدة المتقنة وتجريب اللاعبين في أوقات محددة وإخفاء بعض الأوراق الرابحة مثل كاكا وأن تكون خطورته الإجمالية أعلى من خطورة برشلونة لهي أفضل دليل على نجاحه يوم أمس.

وبالنسبة للبرشلونيين من عشاق ومحللين ، فإن عليهم أن يفهموا بأن للخصم حق بأن يكسب بالطريقة التي يريدها ، وأن الطريقة الوحيدة للعب كرة القدم هي طريقة "كيف أفوز" وليست طريقة " كيف يفوز برشلونة!"...فمورينيو عندما لعب بشكل طبيعي في الذهاب تلقى خماسية وعندها وصفوه بالفاشل وعندما تفوق وصفوفه بالأناني!.