سرايا - الكاتبة مها احمد


بدأت مشكلتي عندما تقدم لي ابن عمتي لخطبتي, وبالرغم من انه قريبي وابن عمتي الا اني لم اكن اعرفه جيدا, بحكم العادات والتقاليد التي تمنع الفتاة من التحدث مع رجل غير اقربائها من الدرجة الأولى كالاب والاخ والعم والخال وغيرهم.

وفعلاً تمت الخطبة, وقرأنا الفاتحة على نية التوفيق فقط.
نعم وافقت على الخطوبة وانا لا ادري لماذا وكيف, وخصوصاً انني لا املك تجاهه اي مشاعر من الاعجاب والود، حاولت التقرب منه والتعرف على طبعه فزاد نفوري منه؛ لان تصرفاته وطريقة تدخله في حياتي الشخصية مزعجة للغاية,

فقد كان يرفض طريقة لباسي, برغم انني ملتزمة بما رباني اهلي عليه, وكان ويصر على ان ارتدي جلابيب مثلا، ناهيك عن اتصالاته التي لا تتوقف لا في الليل ولا في النهار, وصباحاً ومساءً, والتي كانت تطول لساعات, وإذا حاولت ان انهي المكالمة يغضب ويقول: انتي لا تحبيني ولا تريدين التكلم معي, وكان شكاكاً, حيث انه يشك في اي شيء صغيراً كان او كبيراً, ويتسبب بالعديد من المشكلات بيننا اذا اتصل وجد جوالي مشغول, ويبدأ بالتحقيق معي, ويريد ان يتأكد مع من كنت اتحدث، وعندما اخبره انني كنت اتحدث مع صديقتي يبدأ بالسؤال: من هي صديقتك؟ وأين تسكن؟ ومنذ متى وانتي تعرفينها؟ واسئلة لا تنتهي.

انا بصراحه أشعر انني تسرعت في الارتباط به, وأريد الأنفصال, وقد سبق واعطيته واعطيت نفسي فرصة لكي نفهم بعضنا البعض, وحاولنا ان نحب بعضنا بالرغم من أنه هو من يجب ان يجعلني احبه, وقلت لنفسي وإذا لم استطع ان احبه الان فمع مرور الوقت والعشرة ساحبه (كما يقولون: الحب ياتي بعد الزواج), ولكن تصرفاته الصعبة والمستمرة تجعلني اكرهه ولا احب قدومه او الكلام معه.

والذي افقدني عقلي هو عندما قال لي: غدا سوف تكونين زوجتي, وانا لا احب ان تخرج زوجتي من بيتها لاي سبب, وكأنه يقول لي: سوف اسجنك في بيتك.
هو يحبني بجنون, ويحاول أن نعقد القران بأسرع وقت, ولكني دائماً ما اتحجج بتأجيل هذا الامر, بسبب الوضع الذي يشهده البلد وانا في داخلي لا أريده, واريد الانفصال عنه, ولكني اتردد في مواجهة خطيبي بذلك, لا ادري لماذا, ربما لأنني اخجل منه, كونه ابن عمتي.
اتمنى منكم تنصحوني لأنني لا ادري ماذا افعل.