بقلم :

(قمم) في الوادي السحيق حالة (لا ابالية) انتجت ( عبثية )عاثت في افكارنا وعواطفنا، حالة غضب وردة عما نؤمن بعثرت عقولنا وقلوبنا ، وطرحت السؤال الاثقل من جبل : هل هناك من فسحة امل ل (سلام )مع ابناء العم؟ تابعت قنابل تلقى على المقابر خوفا من شهادة يقدمها الذين مضوا بلا ذنب الا البحث عن كرامة وعجزت عن التفسير ، فلجات الى ( احمد مطر) الذي صرخ منذ سنوات : " وارفع رأسي لاعلى سماء ولو كانت بحبل الوريد". غزة ادمنت الموت بحثا عن حياة وان كانت لا تحاكي ( الافلاطونية ) الا انها حتما يجب ان تكون بلا تركيع. ذات حق وحرية خرج اهل ( الحماس) عن جماعة (الفتح) فانشد صاحب ريتا: "ان اعتذر عما فعلت" ،وكان الاجدر ان يصرخ : (اريد ، عبر شعري، الدفاع عن عصر الرقيق) ، ولو كان بيننا اليوم لربما فعل ولربما لا. بالحق والبلاغة والحرية سنهزم المنهزمين و الطاغوت . وان عذرت يا ( درويش) من سار بدرب الخيانة فانك حتما ستعذر من يسير بدرب الوفاء. ويصرخ طفل من (جباليا): ان اقتلوني ، اصلبوني ، ستعيشون بضعة من وقت، ولكن التاريخ سيذكرني مثل( مسيح) مخلص لظلم الانسان لابن عمه الانسان ، قبوركم ستستحيل الى تراب ووجهي سيظل مثل (توت عنخ امون) جميلا يافعا،و (موناليزا) ذات فانتازيا بعدة ابتسامات. ا يا طفال (غزة) اعيرونا قلوبكم فنحن نعاني نقص في الوفاء، امنحونا عقولكم فنحن نعاني نقصا في الفهم ، اقرضونا ضمائركم فنحن نعاني نقصا في الاخلاص. وبفأل ضيق، اضيق من حياة اهل ( رفح)، ننظر لهزيمتنا الاكبر من (ربعنا الخالي) من السكان والضمير والكرامة. يا يوسف لا تنتظر ان يأت اخوتك ليخرجوك من البئر، لا لانهم خون فقط، بل لانهم كذلك لا يستطيعون، فهم وان رموك في البئر فانهم رموا انفسهم في واد سحيق رغم (قممهم) الخائبات ،والشجعان منهم مضوا على طريقة (عمر المختار)، ومن بقي ينتظر دوره على طريقة( ميلوفيتش). وملوك يستعينون في صلواتهم عوضا عن( السور) ب( الاسفار) ، ويتجاهلون ( ليلة القدر) ليبكوا على(حائط المبكى) يرنون لمحاكة (الرئيس المومن) في خطاب الكنيسيت، ويرددون : اعذورونا فنحن منشغلين عن تفاهاتكم ببناء ناطحات السحاب وجزر على شكل النخيل وحروب عابرة للفضاء وصحف كسرنا اقلامها. اعذرونا فلم نستطع ان نجمع لكم اكثر من( ثلاثة قمم) سوف نغطي في( واديها السحيق )وجوهنا الممتهنة للعار. يا خديوي ( الكنانة) ، يا ملوك (الجزيرة) ويا زعماء ( الهلال الخصيب) ارموا الاقداح من ايديكم، اتركوا الخليلات لبضعة ايام وولوا وجوهكم بصدق الى (غزة)فانها اما كلمات تعلن الحقيقة واما صمت يريح الضمير. واخيرا نردد مع ابراهيم نصر الله :" قلنا نموت ولا ننحني لنقبل قامة طاغية عندما قبل الاخرون الاحذية"