حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,29 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 10849

"المكمورة" حكاية عشق بين غصن الزيتون وسنبلة القمح

"المكمورة" حكاية عشق بين غصن الزيتون وسنبلة القمح

"المكمورة" حكاية عشق بين غصن الزيتون وسنبلة القمح

06-12-2019 04:06 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - تحمل الاكلات الشعبية الموروثة في ثناياها حكاية عشق بين سنبلة القمح وغصن الزيتون فهما يشكلان معا ثنائية متلازمة وينصهران معا لتكوين منتج من اكلات شعبية رائحتها تزكم الانوف وتتخطى حدود الجغرافيا لتصبح مطلبا حتى على موائد اهل الحضر تزداد في مواسم البرد والشتاء كونها تمد الجسم بالدفء والطاقة فهي لم تعد حكرا على منطقة بعينها فطالت شهرتها ارجاء الوطن واصبحت مرغوبة من الجميع حتى من الوافدين والمقيمين على ارض الوطن.

وان كانت صناعتها حكرا على الامهات والجدات وتوارثها الاحفاد وكان لكل جيل طريقته الا ان هذه الاكلات بقيت تحتفظ بقوامها ونكهتها ومذاقها الخاص رغم الاضافات التي طرات على مكوناتها التقليدية.

واذا كان لكل منطقة في الاردن اكلتها الشعبية الدارجة والمعروفة بها كما هي "المكمورة " ذائعة الصيت كاكلة شعبية توطنت شمال المملكة بحكم ثنائية العلاقة بين زيت الزيتون وطحين القمح البلدي اللذان تشتهر بهما منطقة سهل حوارن كموكنين اساسيين في انتاج المكمورة الا انها سمعتها اوصلتها للمدينة والبادية والحضر كما هي في الريف.

ورغم حاجتها للاتقان والخبرة من جيل عايشها في مهدها وسكب عليها من خيرات ارضه وانتاجها ولفها بدفئه كما هي حاجة المكمورة الى السخاء في سكب الزيت وخفة الحركة والرشاقة في التعامل مع عجينتها وانضاجها على نار هادئه وبطئية قد تمتد لساعات طويلة فهي تجاوزت الموروث واصبحت حاضرة في المطبح الحديث بعد ان بقيت لزمن حبيسة اهل الصنعة وشكلت ركنا رئيسا في المهرجانات والبازارات والمعارض التراثية فغدت شانها شان الكبة والمردد والمطابق واقراص العيد والمفتول وغيرها مصدر دخل للاسر والعائلات.

ووسم المكمورة بانها اكلة شعبية شمالية ارتبط ارتباطا وثيقا بالميزات النسبية لمناطق الشمال من حيث انتاج زيت الزيتون والقمح ولكن مع تفتت الملكيات وانخفاض انتاج القمح اصبحت المكمورة تعتمد على المزاوجة بين الطحين البلدي"الاسمر" والابيض لكنها بقيت الاكلة الاكثر شهرة وشعبية في موسم قطاف الزيتون في مناطق شمال الممكلة.

وحكاية "المكمورة" لا تقتصر على مكوناتها الرئيسة من الزيت والطحين والبصل وما بينهما من الدجاج او اللحوم الا ان طريقة صنعها لها طقوس خاصة اختلفت بين الماضي والحاضر وفي هذا السياق تقارن الحاجة ام فاضل بين صناعة المكمورة ايام زمان التي وصفتها بايام العز والخير والبركة الممزوجة بالبساطة فانتقلت المكمورة من الطاسة "الطنجرة" الى الصينية او السدر ومن احضان فرن الطابون الى الافران الحديثة وهو ما افقدها شيئا من بريقها وخصوصيتها وحتى طعمها ومذاقها الخاص المختمر في الذاكرة.

وتروي الحاجة ام فاضل ان المكمورة كانت ايام ما وصفته بالزمن الجميل تصنع في الطنجرة وهي عبارة عن طبقات من العجين المغطس بالزيت وبينها قطع اللحم او الدجاج المطهوة مع البصل وتصل احيانا الى اكثر من عشر طبقات وتوضع في فرن الطابون لمدة تصل الى يوم كامل حتى تنضج على نار هادئة وتنصهر مكوناته في مزيج شهي.

وترى الحاجة ام فاضل ان الزمن تغير وتغير معه كل شيىء حتى ان فرن الطابون اصبح من الذاكرة فاختصرت الحداثة وقتا وجهدا كبيرين في صناعة المكمورة لكنها في ذات الوقت افقدتها شيئا من هيبتها وهيكلها وحتى مذاقها حتى انها اصبحت تصنع على مدار العام بعد ان كانت مرتبطة بموسم القطاف والحصاد كما تصف.

وتؤكد شهيناز الطعاني صاحبة مطبخ انتاجي في عمان ان المكمورة لم تعد حكرا على جيل بعينه بل اصبحت جزءا رئيسا من مكونات المطبخ الحديث وهي اكلة مطلوبة في المناسبات والولائم وتخطت شهرتها المحلية فاصبحت من الاكلات المطلوبة للجالية العربية والاجنبية في الاردن ما يعني ضرروة الالتفات الى الاكلات الشعبية الاردنية وتوفير منصات تسويق وعرض دائمة لها من شانها تحسين مستوى دخل الاسر والافراد.

الراي


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 10849

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم