حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,2 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 3848

تقليص موازنة »الثقافة 2020« .. إضعاف للمشروع الثقافي الوطني

تقليص موازنة »الثقافة 2020« .. إضعاف للمشروع الثقافي الوطني

تقليص موازنة »الثقافة 2020« ..  إضعاف للمشروع الثقافي الوطني

22-10-2019 08:37 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - قلّصت الحكومة - بحسب ما علمت الراي - موازنة الأنشطة لوزارة الثقافة في موازنتھا المقبلة للعام 2020 لأكثر من
النصف مقارنة بموازنة العام الحالي 2019 ،حیث لا یتجاوز سقف موازنة 2020) 947 ألف دینار)، لتكون وزارة
الثقافة بذلك في اخر سلم الوزارات من حیث المخصصات مقارنة مع الأھداف المطلوبة، ما یخلق تناقضا واضحا في
.خطاب الحكومة الأردنیة تجاه التعاطي مع ھذا المشروع
وكانت الحكومات السابقة دأبت على استشارة فریق الوزارة المعني بوضع الموازنة التقدیریة للعام القادم، من خلال
حوار جاد بحضور الجھات التشریعیة المعنیة، وصولا إلى أرقام مالیة تحمل إلى حد ما جزءاً من المشروع المتخیّل،
إلا أنھا في ھذا العام قامت بوضع الموازنة دون الرجوع للوزارة، ما یعني ان على فریق الوزارة أن ّ یقسم ویوزع ھذه
المبالغ الھزیلة على مشاریعھا المتعددة، مما یضعنا أمام سؤال كبیر: من یخطط للثقافة في الأردن، وھل وزارة الثقافة
صاحبة دور فیما یرسم لھا من مشاریع أو ما ترید الوصول إلیھ من أھداف قریبة أو بعیدة ا?مدى؟
لھویتھ الثقافیة، الھویة
ویرى مثقفون أن ھذا التقلیص غیر المبرر یؤكد أن الدولة قد تخلّت عن دورھا لإنشاء جیل واعٍ
الجامعة التي تسعى لخلق توازن ودمج بین الھویات الفرعیة من خلال إیجاد قواسم مشتركة تؤسس لھا الوزارة
.وتكشف عنھا وتعمقّھا من خلال مشاریعھا التي بدأت تتعثّر بفعل ھذا التنشیف والتجفیف لمنبع دعمھا
فیما یؤكد مثقفون ان الدعوة إلى أردن حدیث ومعاصر، والانزیاح إلى دعم مشاریع مفرغة من أھدافھا الوطنیة على
حساب دعم مشاریع التراث والنشر والفلكلور ومدن حقیقیة للثقافة ومسرح جاد وصناعة سینما ومھرجانات ترسخ قیم
التنافس والإبداع، سیأخذنا إلى مكان أخر نفقد فیھ البوصلة وتضیع فیھ الأھداف الحقیقیة لدولة معاصرة ذات جذور
.ثقافیة راسخة
وأضاف آخرون إن رعایة الدولة التي بدأت تسحب یدھا عن المشروع الثقافي الوطني، ھو الحل الأصیل لإیجاد إطار
یحمي تفاعل المجتمع مع ھذا الانفتاح الثقافي المذھل، ً بدلا من إنشاء أج ٍ یال غیر راغبة في الانتساب إلى مكانھا
الجغرافي وإرثھا الثقافي، أو منفصلة معرفیًا عن ھذا الإرث ولا تتفاعل معھ. الأمر الذي یعیدنا لمربع حمایة الدولة من
خلال ذراعھا الذي یجب أن یكون أكثر قدرة في التوسع وخلق الفضاءات الجدیدة للإنتاج الثقافي والمعرفي الذي یسھم
في تجذیر الھویة وفي دعم الدخل القومي وتشغیل الفئات ذات العلاقة في الصناعة الثقافیة ال?ي أصبحت من أھم
.الصناعات في الدول صاحبة النھضة الحقیقیة، وقوة ناعمة أكثر قدرة على مواجھة القوى الصلبة فكریا وعسكریا
في موازنة 2020 حددت الحكومة الأردنیة سقف موازنة وزارة الثقافة الأردنیة بمبلغ 2562000 دینار للنفقات
الرأسمالیة حیث یتضمن ھذا الرقم مخصصات مھرجان جرش والبالغة (900 ألف دینار)، ومخصصات آل البیت
(100 ألف دینار)، ومخصصات منتدى الوسطیة والبالغة (20 ألف دینار)، ومخصصات المركز الثقافي الملكي
والبالغة (190 ألف دینار)، ومصاریف ثابتة (423 ألف دینار) تتضمن أعمال الصیانة ورواتب مدربین فنون وأثاث
وغیرھا، مما یعني أن المخصص لمشاریع الوزارة الثقافیة والتي تتجاوز الثلاثین مشروعا وتتوزع بین المسرح
والسینما والنشر والموسیقى ?دعم الھیئات الثقافیة ومكتبة الأسرة ومدن الثقافة وجوائز الدولة ومكتبة الطفل والأسابیع
الثقافیة ومسابقات الوزارة، ومھرجانات الشعر والموسیقى والسامر، والمخیمات الإبداعیة، وجائزة الملك عبدالله
للتمیز، والمسرح الجوال والنشرات الدوریة والشھریة، ودعم الملتقیات والاتحادات والروابط الثقافیة المختلفة،
.(وغیرھا فقط (947 ألف دینار
لعل النظر في ھذه الأرقام وتفحصھا جیدا یضعنا أمام تصور واضح لكیفیة التعاطي مع مفھوم الثقافة في حال إعداد
موازنة الدولة الأردنیة، وھذا یجعلنا نؤكد مرة أخرى على أن المشروع الثقافي الوطني یغیب تماما عن طاولة واضع
الموازنة وسیاساتھا، على الرغم من التأكید الدائم والمستمر في خطابات العرش السامیة على أھمیة ھذا المشروع
.وضرورة دعمھ، والوقوف إلى جانب المثقف وإبراز دوره في الحیاة العامة لیكون نموذج








طباعة
  • المشاهدات: 3848

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم