05-01-2009 04:00 PM
سرايا -
سرايا - بعضٌ من حياة عاصمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، طهران، بدأت تظهر إلى العلن، في ظل تعتيم شديد تمارسه وسائل الإعلام هناك. حيث عمل فيلم المخرجة الإيرانية تاناز إشاغيان (أن تكون مثل الآخرين) على نقل حياة الشاذين جنسيا في الجمهورية الإسلامية، من خلال التركيز على حياة ثلاثة أشخاص يتم تحولهم جنسياً وهم علي وآنوش وفرهد. هذا وقد تم عرض الفيلم في عدد من البلدان الأوروبية ومنها برلين العاصمة الألمانية التي عرضته في مهرجانها الشهير للسينما.
قصة الفيلم تنقل قابلية المجتمع الإيراني لمسألة تحويل الجنس من خلال الفتوى الشهيرة التي أصدرها آية الله الخامنئي وأباح فيها أي عملية طبية تمكّن صاحبها من تحويل جنسه. ومن المعلوم أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمنح المتحولين جنسيا أو الشاذين جنسيا، رخصاً تمكنهم من العيش بسلام دون التعرض لإزعاجات المجتمع. كما أن إمكانية عمل بعض المتحولين جنسيا من الشاذين، في إيران، في حق المتعة المؤقتة (زواج المتعة الشهير) ارتاح له الإيرانيون لأنه من الجنس الآمن الذي لايترتب عليه أي خطورة بسبب استحالة أن يتمكن الشاذ من الإنجاب. لذلك فإن الإيرانيين يرتاحون للجنس الآمن هذا إذ لاتترتب عليه اي مسؤولية اجتماعية.
يرصد الفيلم حياة الشبان السالفين بعدما قاموا بتحويل جنسهم من ذكور الى فتيات. حيث لم يسبق على المستوى العربي أو الإيراني أو الإسلامي أن تمت معالجة أمور محظور وعلى درجة عالية من الحساسية كهذه. خصوصاً أن قصة الفيلم تقدم "آنوش" بأنه عاشقٌ لأحدهم – من الرجال – وكيف أن آنوش كان يرفض ممارسة الجنس بانتظار أن يتحول هو نفسه الى امرأة لتصبح العلاقة أكثر طبيعيةً. علماً بأن آنوش السالف كان من المتشبهين بالنساء ويتزين ويضع كل المساحيق النسائية.
من المعلوم بأن الفيلم ذي طبيعة وثائقية عملت المخرجة الإيرانية على جمعها في تسجيلات ضخمة وصلت حد خمسين ساعة مسجلة اختارت منها ساعة وربعاً للعرض في النسخة النهائية للفيلم الذي تم عرضه وتناقلته بعض شاشات التلفزيون في أوروبا. وتعزو المخرجة اهتمامها بأمر المتحولين جنسيا إلى أنها تعتبر سماح السلطات الإيرانية للشاذين بتحويل جنسهم بأنها عملية تخلص مدروس من الشاذين وتنطوي على نوع من احتقارهم بمنعهم أن يظلوا كما هم. واشارت المخرجة أن الفتوى بالسماح بإجراء عمليات التحويل الجنسي غريبة وعجيبة وأن الإيرانيين رحبوا بها ليتمكنوا من ممارسة زواج المتعة دون أن يترتب على المتعاقدين أي تبعة من جراء التواصل الجنسي. ماتراه المخرجة بأنه على جانب كبير من الانتهازية والرخص والاستخدام المفرض لعالم الرغبة بالمتعة الذكرية.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
05-01-2009 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |