03-03-2019 08:22 AM
سرايا - موسى العجارمة - حزم حقائبه ورحل تاركاً خلفه تاريخاً فنياً حافلاً بامتياز لم يكن يعلم بأن حارته التي تربينا على مشاهدتها ومعرفة خفاياها واسرارها التي رسمت الابتسامة على وجوهنا وكانت بوابة الاردن والتحدي الأكبر بأن الفنان الاردني قادراً على تقديمِ الاعمال التلفزيونية التي رسمت الابتسامة على قلوب الناس
وبات مشروعه الفني الذي أطلقه في رعيان شبابه وهو يحلم بمستقبل أفضل ليفعل كعنتر بن شداد ولا يحمل السلم بالعرض لان المشروع الذي اطلقه آنذاك أستطاع ان يكون أيقونة الدراما الاردنية ويرسخ بقلب وذاكرة كل مواطن أردني .
ويبدو انه لأخر لحظة هو يدافع عن حلمه ومشروعه الفني الذي ردد أغنية شارته في مقابلته الاخيرة على قناة روتانا خليجية "أبو عواد يا ابو عواد حامل عنتر من شداد " ،ولم يكن يعلم ان شارة البداية هذه المرة ستكون تتر النهاية التي اقتصرت ولم تكتب للتصوير .
وعلى الرغم من سعيه جاهداً بإكمال مشروعه الذي حارب من أجله ليطل عبر برنامج كرتوني بسيط يحمل أسم عيلة أبو عواد ،بعد فقدان أمله بإعادة الحلم مرة أخرى بعمل يليق به وبمكانته الفنية .
انه شيخ الفنانين الاردنيين وعمود فن الدراما الاردنية والعربية قدم عدداً كبيراً من الاعمال التلفزيونية والمسرحية عبر مسيرة فنية امتدت نحو خمسين عاماً بدأت هذه الحكاية الفنية تسطر سطورها الاولية في أوائل الستينيات من القرن الماضي في الإذاعة، ومنها المسلسل الإذاعي الشهير حينها "أبو العارف"، ليشارك أواخر الستينيات في تمثيلية تلفزيونية بالتزامن مع إطلاق بث التلفزيون الأردني عام 1968.
وتصاعدت مسيرة الراحل مع مسلسل "وضحى وابن عجلان" عام 1976 الذي قدم فيه شخصية "مناع"، ومن ثم توالت عليه الاعمال منها "راس غليص" و"العلم نور" مرورا بـ"شمس الاغوار " و"بيوت في مكة" و"امرؤ القيس" و"شعراء المعلقات" و"عبد الرحمن الكواكبي " و"الاجتياح" و"عيون عليا" و"بوابة القدس" ، والعديد من الاعمال الدرامية وكان اخرها مسلسل العقاب والعفرا ومسلسل ذباح غليص .
"
وعبر نجوم الفن الاردني لسرايا عن حزنهم الشديد وأسفهم الكبير لخسارتهم لعمود الفن الاردني :
بدءً من الفنان موسى حجازين الذي أكد لسرايا ان دموعة اختنقت منذ سماع خبر وفاة عميد الفن الاردني ،لافتاً الى ان الراحل كان بمثابة المعلم والقدوة .
واضاف حجازين انه لن ينسى فضله عليه عندما أخذ بيده ببداياته الفنية لتقديم أعمال ملتزمة ،قائلاً : "وداعاً وداعاً أبا طارق".
وبدورها قالت الفنانة صفاء سلطان لسرايا انها منذ سماعها لخبر وفاة الفنان نبيل المشيني دخلت بحالة صدمة كبيرة ،لافتة الى انه كان معلماً لجميع الفنانين الاردنيين .
واضافت سلطان انها عندما عملت معه بالجزء الاخير في مسلسل أبو عواد كان الراحل يردد دائماً :"صفاء سلطان" فاكهة المسلسل ،مشيرة الى ان الراحل كان له جهود كبيرة معها حول رفع معنوياتها ويطالبها دائماً بالعمل تحت مظلة الدراما الاردنية كونه كان يعتبر عملها بالخارج مثابة خسارة كبيرة.
ولفتت الى ان الراحل كان بمثابة مدرسة يتعلم منها الجميع وهي تربت على أعماله الدرامية .
ومن جهته أعرب الفنان عاكف نجم عن حزنه الشديد لفقدان قامة فنية كبيرة يحتذي بها الجميع ،مؤكداً ان الساحة الاردنية تشهد خسارة كبيرة لمعلم وأستاذ للجميع نظراً للإرث الكبير الذي وضعه بمكتبة الدراما الاردنية .
واضاف "نجم" ان الراحل سيبقى درساً ومنهاجاً لجميع الاجيال القادمة ،لافتاً الى انه كان يعتبره بمثابة الاب والاخ الكبير نظراً لعطاءه الذي لا ينضب ووقوفه امام الكاميرا كحال أي شاب .
وقالت الفنانة مارغو حداد لسرايا : "لقد كان الخبر مؤلماً بمقدار حضوره الكبير في ذواتنا الذي كانت ابتسامته تُثلج الصدور المكتئبة ومؤثراً نظرا للمكانة التي يحتلها في نفوسنا ابو طارق قدم الكثير للفن المحلي والعربي وسوف يبقي قامة كبيرة في تاريخ الفن الاردني والعربي " .