سرايا -

سرايا -رغم أنهما لم يتجاوزا السابعة عشرة من عمريهما؛ إلا أنهما استطاعا ابتكار جهاز إلكتروني أشبه بالخفاش لمساعدة الضرير بحيث ينبهه إلى وجود أي عائق أمامه، سواء كان هذا العائق إنسانا أو حيوانا أو جمادا، ويقوم الجهاز بإصدار صوت رنين مع إضاءة وذبذبة مما يجعله يغير مساره قبل وصوله إلى العائق بمسافة كافية.

والجهاز الذي اخترعه الشابان الأردنيان "محمد عبد الكريم أبو صالح" و"أيمن مصطفى صلاح" عبارة عن مجموعة إلكترونية صغيرة تشبه في آليتها للعمل طريقة طيران الخفاش، بحيث يصدر ذبذبات صوتية، فترتطم بالحواجز أمامه لتعود إليه، مما يجعله يغير مساره بسرعة شديدة.

وأوضح الشابان اللذان يدرسان في مدرسة حكومية في محافظة معان جنوب الأردن  أن هذا الجهاز يستطيع أن يسهل على الضرير حركته، ويساهم في إنقاذه من الاصطدام بالمارة أو عوائق الطريق مهما كانت صغيرة أو كبيرة، وبتكلفة بسيطة جدا تناسب البيئة والمجتمع، ولن يزيد سعر كلفته عن 60 دينارا أردنيا في حال تصنيع الجهاز الخفيف جدا.

وأضاف أن الجهاز يمكن وضعه على عصا الضرير أو في الحزام الذي يرتديه، فيرسل ذبذبات فوق صوتية تحذره من وجود عائق، وقد تم تشغيله بنجاح كبير.

وقالا: "نقوم الآن بتطويره ليكون بحجم أصغر، مما هو عليه، وسوف يكون المستفيد الأول من هذا الاختراع (الضرير)، بحيث لن تعود العصا الخشبية صماء، بل تشبه العصا السحرية في تقديم تسهيلات الحياة للضرير، وتمهد له حرية الحركة أينما ذهب لأن العصا التي تصدر ذبذبات تقوم بعمل مسح سريع للعوائق التي أمامه، وتحذر منها بواسطة إصدار رنين تحذيري وإضاءة".

بداية فكرة الاختراع

وقال الشابان: إن فكرة اختراع هذا الجهاز راودتهما في معرض "إنتل الدولي" حيث قامت المدرسة بإرسال أسماء الشابين، كونهما من أوائل المبدعين، لتتحول الفكرة بعد ذلك إلى واقع ملموس وبكلفة بسيطة إلى جهاز لمساعدة الضرير إلى كل مكان يقصده.

وأضافا أنهما منذ أكثر من عام وهما يعكفان على دراسة وتصميم هذا الاختراع، لكن كانت العقبة في تبني هذه الفكرة وتمويلها للحصول على القطع المطلوبة وإجراء التجارب اللازمة لها.

ومع الإصرار والبحث عمن يخرج هذا المشروع إلى النور أشارا إلى أنهما وجدا من يتبنى هذه الفكرة، وهو المهندس حسين كريشان مدير عام سكة حديد معان العقبة "الذي قام بتمويلنا بكل احتياجاتنا وتشجيعنا، ولا ننسى هنا الدعم النفسي والمعنوي والتشجيع الذي لقيناه من قبل مدير مدرستنا" على حد تعبيرهما.

وأضافا: "لقد قمنا بتصميم الجهاز وعمل التجارب التي استغرقت أكثر من 18 شهرا، وتكللت بالنجاح، ودخلنا بعدها في المسابقات الإبداعية للاختراع، وحصلنا على درجة عالية من التقدير والنجاح.

وكشفا عن أنهما بعد تجاوزهما العديد من المسابقات والامتحانات فإنهما الآن تأهلا كمبدعين مع 50 شابا مخترعا للمشاركة في جائزة كبرى بالولايات المتحدة الأمريكية.