02-01-2019 01:55 PM
سرايا - موسى العجارمة - في خضم تدني المشهد الإعلامي وتزاحم الدخلاء على مهنة الإعلام ،الا ان هنالك قامات إعلامية نادرة فضلت الابتعاد من اجل الحفاظ على ما قاموا في بناءه ،برغم الغياب الا انهم وضعوا اثراً طيباً بقلوب محبينهم .
الإعلامية رنا سلطان
إعلامية أردنية حاصلة على البكالوريس في الإذاعة والتلفزيون من جامعة اليرموك بدأت مسيرتها الإعلامية عام 2000 قدمت العديد من البرامج التلفزيونية منها :كل العرب ،يوم جديد ،رمضان معنا أحلى ،ويسعد صباحك الذي وضعت من خلاله بصمة مميزة وفريدة من نوعها .
وعلى الصعيد الشخصي متزوجة الإعلامية رنا سلطان من السفير الاردني الدكتور بشر الخصاونة ولديها منه ثلاثة ابناء .
التقت سرايا مع الإعلامية رنا سلطان ودار بيننا الحوار التالي
نبدأ حديثنا عن برنامج يسعد صباحك الذي قمتِ بتقديمه لمدة ثلاثة سنوات ونصف
1-استطعتِ ان تتركي بصمة واضحة في البرنامج، أخبرينا عن هذه التجربة ؟
كنت اتابع البرنامج ما قبل تقديمي له عندما كان الاول من نوعه في الاردن ،أعتقد ان برنامج يسعد صباحك هو بوابة كل البرامج الصباحية ليوم الجمعة في الاردن ،كانت حركة ذكية من المخرجة الراحلة فكتوريا عميش بإنجاز برنامج صباحي في يوم الجمعة .
انضمامي بالبرنامج جاء بمحض الصدفة أثناء اقامتي مع زوجي في ولاية نيويورك انذاك ، عدت الى الاردن عام 2005 وقدمت برنامج رمضان معنا أحلى عقب انهاء عرض البرنامج ، قامت بترشيحي فكتوريا عميش لتقديم البرنامج واذكر حينها ترددت وتفاجأت الراحلة من ردة فعلي كون يسعد صباحك حلم كل إعلامية أردنية بذلك الوقت ،وشاء القدر بعملي بالبرنامج وعملت مع فكتوريا عميش لمدة ثمانية شهور ومن بعدها انتقلت الى جوار ربها .
بالفعل فكتوريا حالة إبداعية لن تتكرر، معرفتي بها ما قبل يسعد صباحك عندما كنت طفلة وانا اعمل معها في مجال الإعلانات ،واذكر في مساق التدريب الميداني عندما كنت طالبة بكالوريس جعلتني اتدرب داخل مؤسسة الإذاعة والتلفزيون لمدة ستة أشهر .
يسعد صباحك كان مرحلة مميزة بحياتي المهنية ،اتمنى كامل التوفيق لجميع الزملاء الذين تناوبوا عليه طيلة ال24 عاماً .
2- غادرتِ البرنامج دون سابق انذار برغم من النجومية التي كنتِ تتمتعين بها ،كيف جاء هذا القرار الفجائي ؟
اولاً انا لا أؤمن بفكرة النجومية او الشهرة على الاطلاق ولم أشعر بها يوماً ،كنت إعلامية واؤدي عملي ،لمست محبة الناس لي عندما غادرت البرنامج برغم من مغادرتي له لأكثر من 10 سنوات الا ان الناس بفضل الله لازالت تتواصل معي ،بالفعل هذا الأمر أسعدني ،عملت بالبرنامج لمدة ثلاثة سنوات ونصف ما بعدها أصبحت أشعر بأن هناك نوع من الاستسهال بات يحيط بي والشغف الذي كان بداخلي أصبح يذهب يوماً بعد يوم ولم يكن هناك جانباً للإبداع وخفت ان يأتيني شعور الملل لذلك فضلت الانسحاب من البرنامج قبل ان يلاحظ الجمهور ذلك ،واعلم ان قراري كان مفاجئاً ولكن لم يأتي من فراغ بقيت شهرين متواصلين وانا أفكر بمصيري حول تقديم البرنامج ،وفضلت حينها ان اعلن ذلك على الهواء مباشرة ان الحلقة القادمة اخر حلقة لي في يسعد صباحك وكان اعلاني لذلك مفاجئاً للجميع .
3-قال البعض بأن سبب الابتعاد جاء برغبة من زوجك ؟
غير صحيح والدليل عندما ارتبطت في بشر كنت إعلامية واظهر على الشاشة حينها ،وبكل صدق وامانة زوجي شعر معي من هذه الناحية كثيراً وعندما عندنا من مصر ،لاحظ زوجي بأني مشتاقة للكاميرا ولكن هو على دراية تامة بقناعاتي حول العودة ،كوني لست مستعدة للرجوع الا من خلال برنامج يستحق مني ذلك ،وسبب الابتعاد لم يكن برغبة من زوجي وأصلاً الإعلام مهنة محترمة وترفع من قيمة الانسان والإعلامي هو من يختار رسالته الإعلامية التي ترفع شأنه والعكس صحيح .
ومن ناحية أخرى انا حريصة جداً على انتقاء البرامج التي تتناسب مع عمل زوجي واذكر عندما كنت مقيمة في مصر عرض علي فرصة عمل في احدى القنوات المصرية حينها رفضت لأنه كان من الصعب العمل في ظل موقع زوجي كسفير هناك و خاصة في الظروف السياسية التي كانت تمر بها مصر حينها.
4-بعد مغادرتك ليسعد صباحك تناوب على البرنامج العديد من الإعلاميات من أكثر إعلامية نالت اعجابك ؟
جميعهم زميلات لهم مني كامل الاحترام ،وبالتأكيد كل واحدة تركت بصمة جميلة في البرنامج .
5-لو يعرض عليكِ العودة في يسعد صباحك مجدداً هل ستوافقين ؟
لا أعتقد ذلك ، يسعد صباحك مرحلة وعدت والان أسعى بتقديم شيئاً جديداً .
6-ما رايك بالمشهد الإعلامي اليوم المحلي الخاصة والعربي عامة؟
هناك فوضى واضحة في المشهد الإعلامي الاردني ولكن ليس بقدر التخبط الموجود في الإعلام العربي.
أريد ان اتحدث عن الإعلام الاردني كمراقبة وليس إعلامية كوني مبتعدة لفترة عنه ،يواجه الإعلام الأردني مشكلة قلة المؤسسات الإعلامية ،وجميع المؤسسات الخاصة ليس لديها دخل مادي مجدي لذلك يطر صاحب المحطة ان يجلب الدخل المادي بأي شكلاً كان يلجئ لناشطي التواصل الاجتماعي بسبب عدد متابعيهم برغم من ان ليس جميعهم يمتلكون رسائل وادوات إعلامية تأهلهم الى ذلك ،أصبح الإعلامي المؤهل يفضل الابتعاد بسبب قلة المؤسسات الإعلامية التي تقدر الإعلام الحقيقي ،والظاهرة المؤلمة أكثر كل من هب ودب أصبح إعلامياً نرى أشخاص يقدمون برامج على احدى المحطات بفترة وجيزة يطلقون على انفسهم لقب إعلامي هل يعقل من كتب على مواقع التواصل الاجتماعي او قام في بث فيديو مباشر على الفيس بوك أصبح إعلامياً وكالتالي الحال في واقع الإعلام العربي الذي اصبح بعيد كل البعد عن الحيادية والمنطق نرى أشخاص كانوا في يوم أمس يهاجمون أشخاص وبعد فترة نراهم يتبجحون بالمديح لهم بعد انقلاب المعادلة السياسية نعلم بأن سياسية المؤسسة الإعلامية تجبر الإعلامي للخضوع تحت توجهها ولكن لا يعقل على الإعلامي ان يضع مصداقيته على المحك ويقوم بأفعال تتنافى مع مصداقيته وعلى الإعلامي ان يقف بصف الناس ويكون صوتهم ولسانهم .
7-نتحدث قليلاً عن تجاربك الإدارية في إذاعة المدينة وجائزة التايكي ؟
في أواخر (2009) عرضت علي شركة البداد ان اكون مديرة لجائزة التايكي ،واذكر وقتها كانت الجائزة على نطاق ضيق وشركة البداد ارتأت ان تطورها على نطاق أوسع ،في البداية كنت مترددة جداً كون الأمر كان جديد علي ،وبدأت بالعمل في الجائزة من الصفر كنت أعمل لوحدي حينها وقمت بتوسيع الفريق بتدريج اشرفت على المهرجان بدءاً من الشعار وحتى لجان التحكيم ،تجربة ممتعة ومتعبة بنفس الوقت كان مهرجان ال(jordan aword) من أضخم المهرجانات العربية ،كان مهرجان كامل متكامل من التصوير والديكور والموسيقى واستقطاب العدد الهائل من النجوم والجميل أيضاً شمول المهرجان في كافة الفنون سواء في الدراما والغناء والبرامج التلفزيونية ، كان الفخر الحقيقي عندما رأى المهرجان النور ،كان الداعم الاول والحقيقي للمهرجان الدكتور فطين البداد واعتقد عدم استمراريتة المهرجان لعدم وجود جهات داعمة ومساندة له الذي نحن بحاجته كثيراً ،وبالتأكيد تجربتي في إذاعة المدينة بلا شك كانت مثمرة واضافت لي وأطلعتني على أمور جديده .
8-ماذا عن هذا الغياب الذي أستمر لمدة 10 سنوات ؟
انا مشتاقة جداً للإعلام ولكن قاعدتي بالحياة يا اما ان أعود على ما كنت عليه او أفضل الانتظار لأني لست مطره على العودة بشيء يقلل بما قدمته بالسابق .
أ-ما هي البرامج التي تطمحين في تقديمها ؟
ان يكون برنامجا مختلفاً ويقدم شيئاً جديداً للمجتمع عامة ولرنا سلطان خاصة ،وانا تستهويني جداً البرامج الاجتماعية ولكن ان يتم تقديمها بطريقة جديدة ومختلفة وضمن مؤسسة إعلامية محترفة وأصلاً ليس لدي مانع ان اقوم بتقديم برنامج اون لاين ليس على فقط على قناة تلفزيونية لان فكرة البرنامج هي التي تهمني بالدرجة الاولى.
ب-برغم من غيابك لمدة عشرة سنوات عن الإعلام ولغاية الان المشاهد يتذكر رنا سلطان بكافة ملامحها ؟
الحمد لله هذا الأمر أسعدني جداً وفاجئني بذات الوقت ،تلقيت العديد من ردود الفعل الايجابية من الناس ،فخورة لان المشاهد الاردني لغاية الان يتذكرني برغم من انني كنت معتقده ان بسبب هذا الغياب الجمهور لم يعد يتذكرني .
9-لو شاءت الظروف وفرضت عليكِ الانقطاع كلياً عن الاعلام بلا رجعة من أجل عائلتك ،ماذا سيكون قرارك ؟
الإعلام يتفرع منه فروعاً عديدة سواء إعلام مرئي او مكتوب ولا أعتقد ان الاعلامي يستطيع ان ينقطع كلياً هناك فروعاً بالإعلام يتمكن الإعلامي من تقديمها بشتى الظروف المحيطة به ،وانا عن نفسي لا أستطيع الانقطاع كلياً لان هذا العمل اتقنه كثيراً ولا أعتقد ان الظروف تجبر الإعلامي على الذهاب بلا رجعة لان الإعلام بحراً واسعاً ويستطيع الإعلامي الذكي ان يتكيف معه مها كانت ظروفه ، وأصلاً عندما قدمت يسعد صباحك كانت ابنتي البكر طفلة صغيرة كنت قادرة على التنسيق بين أسرتي وعملي .
10-ماذا تحدثينا عن الدكتور بشر الخصاونة الشريك وليس السياسي ؟
بشر إنسان مكافح بدل مجهوداً كبيراً على نفسه ،رهن حياته في سبل العلم ،بشر يحمل 3 درجات بالماجستير واضافة لدرجة الدكتوراه ،بأختصار هو قدوتي العلمية التي احتذي بها بجانب والدي ،فخورة به لأنه رجلاً متفاني بعمله وبكل المناصب التي عمل بها قدم كامل ما بوسعه لعمله ،علمني ان لا اؤجل عمل اليوم الى الغد ،امتع المقالات التي قرأته بحياتي كانت بقلمه احترم حبه للغة العربية وتمكنه من أدواتها واتقانه للكتابة والمامه بمفرداتها الغنية برغم من تواجده في الخارج بكثرة .
11- ماذا يعني برنامج رمضان معنا أحلى لرنا سلطان ؟
كانت تجربة جميلة وممتعة ،قدمني بطريقة مختلفة جداً كون البرنامج بسيط ويحمل خصوصية جميلة ،سعيت جاهدة بأن اقدم البرنامج بطريقة لطيفة ترسم الابتسامة على وجوه المشاهدين .
12-لو تتاح لكِ الفرصة بتجربة تمثيلية بنفس مواصفات فيلم كابتن أبو رائد الذي شاركتِ ببطولته عام 2007 ، هل ستوافقين ؟
أتمنى ولكن بظروفي العائلية الحالية صعب جداً .
أ-أخبرينا عن الفيلم وتجربتك بالعالم التمثيل ؟
كنت متخوفة بالبداية كوني إعلامية وحريصة جداً ان لا اقدم شيئاً يتعارض مع هويتي الإعلامية وانا أصلاً محافظة على العادات والتقاليد جداً ،رشحني المخرج أمين مطالقة من خلال مشاهدته لي في يسعد صباحك ولم يكن بينا معرفة مسبقة كونه كان مقيماً في أمريكا بالبداية رفضت لانها التجربة كانت بمثابة مغامرة بالنسبة ولكن المخرج أصر على ان اقرأ النص الذي شدني كثيراً وقمت باستشارة والدي وقرأ النص وشجعني لخوض المشاركة ،كان من اجمل المحطات على الصعيد العملي للردود الفعل الإيجابية والجوائز التي حققها الفيلم ومنها حصولي على جائزة أفضل ممثلة في احد المهرجانات بكاليفورنيا ،باختصار الفيلم كان محطة فخر واعتزازاً عندي ،كنت بقمة السعادة عندما علمت مؤخراً بأن الفيلم يتم تدريسه ضمن المناهج التعليمية الدولية .
13-في مسيرة إعلامية قاربت العقدين ما هي أبرز التحديات والصعوبات التي واجهتها رنا سلطان ؟
مراحل عديدة تعلمت منها الكثير كانت مفصلية في حياتي، لاشك ان عملي في مهرجان التايكي كان مرحلة إيجابية للغاية وفي بداياتي كان هناك نقاط مضيئة منها تقديمي لبرنامج كل العرب وهناك العديد من الفعاليات التي قمت بتقديمها شكلت علامة فخر واعتزازاً عندي منها يسعد صباحك ومهرجان التايكي
والتحدي الأكبر الأن هو العودة في مشروع يستحق مني ذلك لأنني اذا لم اجد برنامج يستحق العودة سأبقى بعيدة وبالتأكيد سأكون حزينة لأن الإعلام هو مكاني .
14-ما هي الوسائل الإعلامية التي تستهوي رنا سلطان ؟
بسبب ضيق الوقت اتابع البرامج على السوشيال ميديا ومستمعة جيدة لبعض الإذاعات
15-أوصفي ما يلي
أ-يسعد صباحك : ثقة بالنفس
ب-كل العرب : البداية الجميلة
ج-أسرتك : اولويتي وحبي
د-رمضان معنا أحلى : ذكرى تركت ابتسامة على وجهي
ه-كابتن أبو رائد: مفخرة حقيقية
16-أخبرينا عن مشاريعك الجديدة؟
هناك حديث بعدة مشاريع ولكن لم تحسم الأمور بعد
17--بعيداً عن الإعلام رنا سلطان الى من مشتاقة اليوم ؟
مشتاقة الى كل شخص ترك اثراً طيباً عندي وبسبب ظروف الحياة وبعد المسافات لم نعد نلتقي .
18-تصدرت وكالة سرايا الإخبارية مؤخراً مراكز متقدمة عربياً كإنجاز وطني ماذا يعني هذا لرنا سلطان ؟
شهادتي مجروحة في سرايا وبالأستاذ هاشم الخالدي تحديداً ،وهذا لا جديد ولا غريب على سرايا كونها تتميز بالمصداقية والشغف والعطاء والحب بالعمل