سرايا -

سرايا - اصدرت النقابات المهنية الاردنية بيانا جاء فيه إن المأساة والظلم والحصار الذي يعيشه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لا يمكن قبوله ، الحصار الذي يفرضه العدو الصهيوني على شعب يُنشد الكرامة والعزة والتحرر له ، ولأمته ، حصار فرض عليه من أجل تركيعه وتطويعه ، وفرض حلول استسلامية عليه ،لم يقبلها ولن يقبلها ، وهو الشعب الذي قدم الشهداء والدماء والجراح في سبيل الله ، وفي سبيل تحرير أرضه ، وإنسانه ، ودحر الغاصب المعتدي.

إننا لا نتصور إغلاق معبر رفح المنفذ الوحيد لقطاع غزة مع العالم ، وهو معبر فلسطيني مصري خالص ، ليس لأي طرف آخر التدخل وفرض السيطرة عليه ، كما أن الدولة المصرية غير مرتبطة بأن اتفاقية أو قيود على الجانب المصري من حدودها تمنع فتح المعبر ، وإنما تمارس سيادتها الكاملة عليه ، كما أكد ذلك خبراء القانون الدولي.

اننا لا نقبل لمصر العربية أن تكون شريكة في حصار أهلنا في غزة تحت أي ظرف ، كما لا يمكن قبول ما يساق من مبررات اعلامية وسياسية في هذا المجال .

إن الأخوة العربية والإسلامية تفرض على الحكومة المصرية فتح معبر رفح، وفك الحصار عن غزة هاشم ، ومـد يـد العون والمساعدة للشعب المنكوب هناك ، وهو شعب اختار طريق المقاومة والمواجهة مع عدو لئيم ظالم ، يتطلع للأشقاء العرب لدعم صموده ، وتحقيق النصر ، ولا يتوقع مشاركة من أبناء أمته ووطنه في حصاره وظلمه .

إن الشعب الفلسطيني في غزة ينظر ومعه أبناء الأمة العربية والإسلامية بألم وحسرة إلى الغاز المصري الذي يباع للعدو الصهيوني بأسعار زهيدة ، ليشارك في المعركة الدائرة على أرض فلسطين ضد الشجر والحجر والإنسان الفلسطيني ، الغاز المصري الذي يتنعم به المستوطنون الصهاينة ويبنون به صناعات عسكرية وتكنولوجية ، بينما تمنع المساعدات الإغاثية من طعام وشراب ودواء ووقود لتمر عبر معبر رفح الفلسطيني المصري . ماذا سيسجل التاريخ ؟ وماذا ستقرأ الأجيال   عن هذا الزمان ؟.

إننا نطالب الحكومة المصرية بفتح معبر رفح فوراً ، والسماح بإدخال كل ما يلزم الحياة لأهل قطاع غزة ، والسماح للمرضى بمغادرة القطاع للبحث عن الدواء والاستشفاء .

كما نطالب الحكومات العربية والرئيس الفلسطيني اعتبار فك حصار غزة على رأس أولوياتهم ، وأن توضع هذه القضية الإنسانية محل العناية والاهتمام ، وأن تترجم القرارات الأخيرة لوزراء الخارجية العرب بفك الحصار وتنفيذه فوراً ، وأن تكون هذه الأنظمة والحكومات في خدمة أهداف وتطلعات الشعوب العربية ، لا أن تكون عوناً وخادمة للمشاريع الأمريكية والصهيونية في تقسيم الأمة ، ونهب ثرواتها وخيراتها.

إننا نطالب الدول العربية التي ترتبط بعلاقات مع العدو الصهيوني وخصوصاً الحكومة المصرية والحكومة الأردنية بقطع علاقاتها معه ،   وإلغاء الاتفاقيات المشؤومة مع العدو الصهيوني ، وطرد سفارئه وممثليه من العواصم العربية ، حيث لا يمكن قبول علاقات مع عدو ظالم يغتصب الأرض الفلسطينية العربية ، ويفرض الحصار والتجويع على الشعب الفلسطيني ، ويهدد المسجد الأقصى بالنخر تحت أساساته في كل يوم .

إن المسؤولية التاريخية تفرض على الحكومة المصرية والأردنية والسلطة الفلسطينية عمل كل جهد لفك الحصار عن الشعب الفلسطيني وخصوصاً أهل غزة ، وأن من يشارك في حصارهم وظلمهم سيعيش ويموت محملاً بإثم هذا الحصار ، وستبوء خططه في النيل من الشعب الفلسطيني بالفشل والخيبة ، فهذا الشعب صامد مقاوم مجاهد ، الله في عونه ، ما دام ثابت على الحق ويقدم التضحيات   من أجل وطنه وأمته .