سرايا -

محمد النواطير - قال تعالى (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (46) صدق الله العظيم .

مما لا شك فيه ان كثير من الاردنيين يتمنون ان يروا اولادمهم امام اعينهم خاصة وان بعضهم يعاني الامرين حتى يصل لمرحلة الزواج ثم الانجاب ، اذا كانه وضعه الصحي طبيعي وينجب بدون اي اعاقات او مشاكل صحية ، حيث ان كثير من الاردنيين ، اصبحوا يتمنون ان يكون لهم ابن وذلك بعد ان حرموا من الانجاب واصيبوا بالعقم او بعض المشاكل الصحية التي تؤدي الى تدخل بعمليات طبية مكلفة جدا .

عدد من المواطنين تواصلوا مع سرايا حول معاناتهم الطويلة للانجاب من خلال اطفال الانابيب او الحقن المجهري او اي وسيلة طبيه تمكنهم من ذلك ، الا ان الفقر والوضع الاقتصادي المتردي ، وعدم اهتمام الحكومة بمثل هؤلاء يجعلهم فريسة الاكتئاب وامراض نفسية قد توصلهم للانتحار احيانا .

وقال احد المواطنين الذي فضل عدم ذكر اسمه لسرايا : لماذا لا توفر الحكومة الاردنية مظلة لغير القادرين على دفع تكاليف عمليات اطفال الانابيب الباهظة و لو لمرة واحدة لكل عائلة ، وخاصة الفقراء؟؟ ، ويتسائل من جديد هل المواطن الفقير ليس له حق بان يرى اولاده و خصوصا عندما يصل سن الزوج 40 و الزوجة 36 مثلا ؟، وعندما لا يكون اي واحد منهما موظف اي لا يكون له راتب شهري ولا ضمان اجتماعي ولا تامين صحي ولا يلتقى اي معونة من اي جهة كانت كيف يتمكن من ذلك .

وقالت سيدة مرت بتجارب عديدة من اجل الانجاب من خلال اطفال الانابيب ، اصبحت الديون متراكمه عليها ، لانها تحلم ان ترى ابناءها ، ففي سبيل ذلك كل شيء يهون ، لسرايا متسائلة : مالذي يمنع الحكومة لتوفير اعفاءات طبية لعملية اطفال الانانبيب لغير القادرين ، ام لا يحق لهم ذلك ، تستمر السيدة الحالمة بطفل بقولها ، هل الحكومة الاردنية ستلبي لنا ذلك ام ستبقى احلامنا بان يكون لنا اطفال نحن الفقراء مجرد اضغاث احلام .

احد عمال المياومة قال لسرايا : انه بالكاد يستطيع ان يحصل على قوت يومه وايجار بيته و هناك التزامات شهرية من ديون تترتب عليه لانه بالعامية "مش ملحق على بيته لانه اليوم اللي بشتغل فيه يا دوب يكفيه" على حد وصفه ، وخاصة في ظل الارتفاعات المتولية بالاسعار ، ويحلم ان يكون له ابن يستند عليه ويعينه على صعوبات الحياة ، ولا يستطيع ان يوفر مبالغ طائله حتى يتمكن من اجراء عملية اطفال الانابيب .

جميع من تواصل مع سرايا اكدوا انهم راجعوا الديوان الملكي للحصول على اعفاء طبي فقط لغايات اجراء عمليات زراعة اطفال انابيب لكن كان الجواب لهم "انه لا يوجد اعفاءات لمثل هذه الحالات" ، لافتين الى انهم راجعوا عدد من الوزارات ذات الاختصاص للحصول على مساعدة ، وكانت الاجابة بانه "يمكنكم الحصول على تامين يسمى تامين صحي للاسر الفقيرة فقط " دون اي معونات مالية بشرط بان لا يكون لديكم اي تامين صحي ولا ضمان اجتماعي ولا تمتلك اية عقارات او سيارة او حتى موظف .

مؤكدين انهم اتموا الاجراءات وحصلوا على التامين ولكن للاسف يتفاجئوا ان هذا التامين لا يغطي ولا حتى قيمة الابر المصروفة من مستشفى القطاع الحكومي والبالغة تكلفتها (500) دينار ، بمعنى آخر لا يكون لهذا التأمين اي فائدة بالنسبة لموضوع زراعة اطفال الانانبيب .

وختموا قولهم لسرايا واعينهم تفيض بالدمع وقلوبهم تحترق من الحسرة : متى يمكن ايجاد حللنا نحن الفقراء من قبل وزارة الصحة او من قبل الديوان الملكي لمثل هذه الحالات ، متمنين الحصول على اعفاء او مساعدة لرؤية طفل لهم .

سرايا بدورها تضع هذه القضية امام رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز ، ورئيس الديوان الملكي يوسف العيسوي ، ووزير الصحة الدكتور محمود الشياب ، وامام نواب الشعب لعلهم يدخلون الفرحة على كثير من الازواج الذين لا ينفكون عن البحث من اجل ان يكون لهم طفل .

كما تتحفظ سرايا على اسماء وارقام هواتف الذين تواصلوا معها واثاروا هذه القضية التي تهمهم وتهم عدد كبير من المواطنين ، لتقدمها لمن يسال عنهم لمساعدتهم .