سرايا -

إنَّ المتتبع لما تُقدّمه مديرية الأمن العام من خدمات في شتى المجالات ليلاحظ الأثر العظيم لتلك الجهود المميزة ، والتي يلمس أثرها كل مواطن ومقيم على أرض أردننا الحبيب ، وهذا ما يُقرُّ به جميع متلقي الخدمة ، وهي خدمات نوعية ظاهرة للعيان لا يُحدّها مكان أو زمان ، ولعلي في هذه السطور أستطيع أن ألقي الضوء على ملامح مُشرقة من أعمال مديرية الأمن العام الكثيرة والعظيمة والتي يلمس أثرها جميع مَن يعيش على أرض الأردن من مواطنين ومقيمين ، وإنَّ لتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين الأثر العظيم في النهوض بمستوى الخدمات التي يُقدّمها هذا الجهاز العريق في جميع المواقع ، وفي شتى الظروف المتوقعة .

ولنتذكر في هذا المقام الدور الكبير الذي يقوم به اللواء فاضل الحمود مدير الأمن العام لتحسين مستوى جهاز الأمن ، وسعيه المتواصل للرقي بمستوى الخدمة ، ورغبته الملحة في التغيير والتطوير والتحسين ، ويبرز ذلك في شتى الإدارات التابعة لمديرية الأمن العام .

وتعرفت باطلاعي على سيرة مدير الأمن العام على رجل يعدّ مثالاً فريداً لحب العمل الجاد والمتميز ، وقد أسهمت في بناء شخصيته الفريدة تلك ، ما يكتسبه ذلك الرجل من مؤهلات علمية ومهنية متنوعة ، وبما لديه من خبرات عملية طويلة داخل جهاز الأمن العام وفي شتى الوحدات والإدارات ، وفي العديد من المواقع المتنوعة التي ساعدت على صقل شخصيته لتغدو مزيجاً من الخبرات المتنوعة الفريدة ، والتي كان لأثرها الدور الفاعل في الارتقاء بمستوى جهاز الأمن العام وفي فترة زمنية وجيزة ، ولعل أبرز شاهد على ذلك متابعته الحثيثة لمكافحة الجريمة والمخدرات . وإنني لأكبر في ذلك الرجل ما يقوم به من أعمال يسعى من خلالها إلى التجديد لتقديم ما هو أفضل للوطن والمواطن ، وإننا لنلمس جهوده الواضحة في تطوير جهاز الأمن العام بإصدار القرار الخاص بالهيكلة مما سيسهم بصورة فاعلة بتنظيم عمل إدارات الجهاز ومما يؤدي إلى تحسين مستوى الخدمة للمواطن ضمن الإمكانيات المادية المعقولة ، وأقدّر في عطوفته حرصه المتواصل على تحفيز أصحاب المبادرات وتقديرهم وتبني نجاحاتهم ، وأثمّن ما يقوم به كذلك من تكريم وتقدير للمخلصين الأوفياء والأمناء من رجال الأمن والمواطنين على حدٍّ سواء .
ولنتذكر أولاً ما شهدناه أخيراً من وقفة ــ محفورة في الذاكرة ــ لرجال الأمن العام في وحداتهم الأمنية المتعددة ، ولنقف مقدّرين لحسن تعاملهم للمعتصمين في جميع محافظات المملكة وخاصة على الدوار الرابع ، وإنَّ الإدارة الحكيمة للأزمة تلك تثمّن وتقدّر ، ولا ينكرها أي مراقب في الداخل أو الخارج ، وهي وقفة تنمّ عن تلاحم كبير بين الأجهزة الأمنية والمواطن ، وهي وقفة تحفّزنا على الافتخار بأجهزتنا الأمنية وبعطائها المتواصل .
أينما تتجه تطالعك أعمال ــ نفتخر ونعتز بها ــ يقوم بها رجال الأمن العام ، وإننا لنلمس أثرها الكبير في مجالات حياتنا المتعددة ؛ فتلك الطرقات التي أصبحت مزدحمة بالكم الهائل من المشاة والمركبات ، التي تحتاج إلى جهود كبيرة لتذليل الصعاب وتجنب العقبات ، فيقوم رجل السير بأمانة وإخلاص بإزالة المعيقات المتوقعة بهمة عالية ونشاط وتفان .
إننا لنلحظ عطاءً متواصلاً للعديد من الإدارات التابعة لجهاز الأمن العام كإدارة الإقامة والحدود والإدارة الملكية لحماية البيئة وإدارة حماية الأسرة وإدارة ترخيص السواقين والمركبات وإدارة السير وإدارة مكافحة المخدرات والشرطة السياحية والأمن الوقائي والبحث الجنائي ومركز الإصلاح والتأهيل ، وإننا سنحتاج إلى بحث مطول للحديث عن تلك الإدارات وخدماتها الكثيرة التي لن نُعطي حقها بعدة فقرات أو عدد من المقالات .
إنَّ من إدارات الأمن العام التي يحتاج المواطن إلى مراجعتها إدارة ترخيص السواقين والمركبات ، وهي إدارة أثبتت جدارتها في العمل ، ولا يستطيع أحد أن ينكر الجهد العظيم الذي تقوم به تلك الدائرة في شتى أقسامها المنتشرة في المملكة ، وإنَّ المراجع ليشاهد الخدمة النوعية المقدمة والجهد المميز لجميع العاملين فيها ، فعملها يسير بيسر وسلاسة وسرعة وإتقان .
وتولي مديرية الأمن العام الإعلام الأمني أهمية خاصة ، وذلك عبر وسائلها الإعلامية المتعددة كالصحف والمجلات ومواقع التواصل الاجتماعي وإذاعة أمن أف أم التي أثبتت دورها الفاعل على المستويين الوطني و العربي .
إنَّ من المجالات التي توليها مديرية الأمن العام الاهتمام الكبير بتقديم الخدمات المجتمعية ، ويبرز ذلك من خلال مجموعة من النشاطات والفعاليات التي تقوم بها الشرطة المجتمعية ، وقد لمست ذلك الأثر عند تنفيذ مجموعة من الأنشطة المتنوعة التي تخدم الطلبة في المدارس والجامعات . وأقدّر التعاون المستمر البنّاء بين مديرية الأمن العام ووزارة التربية والتعليم لتنفيذ برنامج مجتمعي تربوي يسهم في صياغته مجموعة من المختصين في المجال الأمني والتربوي ، بحيث يصبح هذا البرنامج مكوناً مهماً من المحاور الرئيسة للمنهاج المدرسي .

وهكذا تستمر مسيرة الأمن العام ، مسيرة العطاء والوفاء ، مسيرة يزينها جهود الجنود الأوفياء ، لا يثنيهم عن العمل الدؤوب المتواصل رغبة في التخاذل أو التكاسل ، سعادتهم في رفعة الوطن وخدمة المواطن ، وغايتهم سامية محورها : أمن وأمان وراحة واطمئنان لا يغيب شذاه عن أفئدة المواطنين والمقيمين .

فإليكم أيّها الرجال الشرفاء ، يا جنود الأمن الأوفياء ، إليكم كلَّ تقدير واحترام ، نكبُر فيكم الجدَّ والعطاء ، ونجلّ في أعمالكم التفاني والوفاء ، منّا إليكم كلَّ محبة وإجلال ، لن يغيب عن ذاكرتنا عطاؤكم المشكور ، ولن ننسى مع مرور الأيام وفاءكم للوطن وللمواطن .

سنبقى جميعاً درعاً للوطن لن تلين قناتنا ، ومناراً شامخاً لا يخبو ، يُعلي سناه همم الرجال ، نقدّس ثراه الطهور ، ونساند حماته المخلصين ، نبجّل واجبهم المقدّس ، ونتباهى مفتخرين بأمننا المشهود ، ونشدو مبتهجين : نفديك بأرواحنا يا وطن الأبرار والأخيار ، ونسمو إلى العلياء بهمة جنودك الأبطال وبعزيمة أبنائك الرجال .

الأستاذ : علي راجي الرضاونه ــ الأردن / مادبا