سرايا -

كلما تزامن حلول شهر رمضان الفضيل مع انطلاق البطولات الكروية والمباريات الهامة يجد اللاعبون المسلمون أنفسهم أمام تحد وحرج كبيرين للتوفيق بين أداء الشعيرة الدينية والظهور بأفضل حال في المباراة.

ويتزامن نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم الذي يجمع ليفربول وريال مدريد، في 26 من الشهر الحالي مع شهر رمضان المبارك.

ويواجه النجم المصري محمد صلاح رفقة زميليه في فريق الريدز ساديو ماني وإيمري تشان هذا التحدي، لأنهما سيخوضون النهائي أمام ريال مدريد خلال الشهر الفضيل.

وسبق للنجم المصري من قبل الاعتراف بصعوبة أداء فريضة صيام شهر رمضان المبارك في العام 2014 خلال وجوده رفقة فريق تشلسي الإنجليزي أثناء فترة الاستعداد للموسم الجديد.

وقال صلاح "كان رمضان صعبا بعض الشيء بالنسبة لي لأنه كان لدينا دورتان تدريبيتان كل يوم، وكان الطقس حارا جدا وشاركت في جميع المباريات".

وأضاف "لم أتمكن من شرب الماء حتى الساعة 9:30 مساء، فعندما تتدرب مرتين يوميا تنخفض مستويات الطاقة، لكن هذا يعني الكثير بالنسبة لي، لذلك أنا سعيد جدا وأشعر أنني بحالة جيدة".

ويتوجب على ثلاثي الريدز المسلم محمد صلاح وساديو ماني وإيمري اتخاذ قرار حاسم بخصوص الصيام والمخاطرة بالحالة البدنية والصحية -حسب وصف الصحيفة- وإما بالإفطار وعدم تأدية أحد فريضة الصيام.

وكانت صحيفة "ذا صن" ذكرت أن محمد صلاح سيكون أمام اختبار صعب نظرا لالتزامه بالشعائر الإسلامية.

وأبرزت الصحيفة الإنجليزية فتوى الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، التي يجيز فيها الإفطار للاعبي المنتخب الوطني المصري في فترة الاستعداد لمباريات كأس العالم المقبلة في روسيا.

بدورها، نقلت صحيفة "سبورت" الكتالونية تأكيد المركز الثقافي الإسلامي في مدريد أن هناك استثناءات لبعض الحالات التي قد تشمل لاعبي ليفربول المسلمين في نهائي دوري الأبطال وكأس العالم، خاصة مباريات المونديال الأولى، مما يجعلهم يؤجلون صيامهم لما بعد نهاية رمضان.


ماني (يمين) وإيمري يواجهان الوضع نفسه (غيتي)
وكانت بطولة أوروبا في عام 2016 قد تزامنت مع شهر رمضان، ما شكل تحديا لعدد من اللاعبين، في مقدمتهم إريك أبيدال وعدد من لاعبي المنتخب الفرنسي، مما دفع بعض اللاعبين ربما إلى الإفطار في تلك البطولة التي وصل فيها الديوك إلى النهائي.

ونشرت صحيفة "إي أس" بيانا للمسؤول عن الشؤون الثقافية للمركز الثقافي الإسلامي في مدريد سامي الموساوي ألقى فيه الضوء أكثر على هذا الموضوع الذي يخص اللاعبين والصيام ومدى إمكانية إفطارهم في رمضان.

وقال الموساوي إن هناك بعض المسائل التي تبيح الإفطار في رمضان، من بينها السفر لمسافة أكثر من 84 كم من المنزل، ما يتيح، وفقا للموساوي، الفرصة أمام بعض اللاعبين للتوقف عن الصوم، لأنهم في حكم المسافرين.

وأكد الموساوي فيما يخص حالة صلاح وماني أنه من حقهما الإفطار والتوقف عن الصيام ثم تعويض هذه الأيام بعد نهاية الشهر الفضيل، في ظل سفرهم، وفقا لقول بعض العلماء، في حين يمكنهم الصيام في أيام أخرى بعد نهاية رمضان (القضاء).


كلوب اعتبر أن صلاح أصبح رمزا هاما في العالم المليء بالصراع والتعصب الأعمى (رويترز)
كلوب يشيد بالثلاثي المسلم
وكشف مدرب ليفربول يورغن كلوب في مقابلة مع القناة الرابعة الإخبارية كيف أن صلاح وماني وإيمري يمكن أن يحافظوا على عقيدتهم رغم كونهم لاعبي كرة قدم محترفين.

وأكمل "صلاح لاعب مسلم ومحافظ بصورة كبيرة على أداء جميع الشعائر الدينية، فدائما ما يتوضأ قبل بداية المباريات بالإضافة إلى قيامه ببعض الشعائر المشابهة".

واعترف المدرب الألماني بأن صلاح أصبح رمزا هاما في العالم المليء بالصراع والتعصب الأعمى ضد المسلمين، مشددا على أن العالم في حاجة لمثل هذه النماذج في الوقت الراهن.

واختتم بالقول "محمد صلاح يعد سفيرا أمثل لمصر وللعالم العربي أجمع ومن المتوقع أن يتعرض صلاح لضغوطات كبيرة في الفترة القادمة نظرا لتسليط الضوء عليه إزاء قراره بالصيام أو عدمه خلال شهر رمضان المبارك في العام الجاري، بسبب تألقه اللافت مع فريق ليفربول الإنجليزي والمنتخب المصري".