21-01-2011 02:25 AM
سرايا - سرايا - يعي نشامى المنتخب الوطني أن اليوم هو المنعطف التاريخي والأهم في مسيرة الرياضة الأردنية بشكل عام ولعبة كرة القدم بشكل خاص ذلك لأنهم مقبلون بدءاً من الساعة (6,25) على موقعة هامة لا تحتمل سوى نتيجة الفوز لبلوغ المربع الذهبي ، على لقب أقوى الاستحقاقات القارية على الاطلاق - نهائيات كأس آسيا الخامسة عشرة.
اليوم سيقف المنتخب الوطني على ستاد خليفة الدولي أمام تحد سبق وأن خاضه قبل ستة أعوام واجتازه بنجاح فنياً ، لكن ركلات الحسم الترجيحية لم تبتسم له بل أشاحت بوجهها نحو المنتخب الياباني الذي صعد الى المربع الذهبي ومن ثم خط طريقه نحو الظفر باللقب.
ها هو التاريخ يعيد نفسه لكن مع اختلاف الظروف والمعطيات ، فأوزبكستان هي الخصم هذه المرة وهي التي تعتبر احدى المنتخبات الصاعدة في القارة الآسيوية ، رغم الفوارق التي تفصل بينها وبين نظيرتها اليابانية على سبيل المثال لا الحصر ، كما أن طريقة التأهل جاءت مغايرة عن سيناريو النسخة قبل الماضية عندما تأهل المنتخب الوطني من انتصارين وتعادل ، في حين أن جيل (2004) صعد اثر تعادلين وانتصار وحيد ، ومن هنا فان التطور قد أصاب كرة القدم الأردنية ما بين هاتين المشاركتين من المنظور الرقمي ، في حين أن مواصلة رحلة الانجاز حق مشروع أمام النشامى ، كونهم لا ينقصهم شئ ، فالعزيمة والرغبة العارمة في الفوز موجودة ، اذ لا يوجد هنا في الدوحة ما يخسره الرجال ، في حين المكسب سيكون له الأثر والصدى الكبيرين في عموم القارة الصفراء التي ترقب المشاركة التاريخية للمنتخب الوطني بعين الاعجاب.
النشامى بلغوا هذا الدور اثر ثلاث نتائج مدوية ، تعادل مع اليابان بهدف لمثله ، فوز على السعودية بهدف نظيف وآخر على سوريا بهدفين لهدف ، فكانت ضربة لجميع المنظرين الكرويين الذين راهنوا على خروج مبكر أمام العملاقين اليابان والسعودية تحديداً ، والذين كانا مرشحين اكثر من غيرهما للمنافسة على اللقب ، اذ نجح المنتخب الياباني في اعتلاء صدارة المجموعة الآسيوية الثانية برصيد سبعة نقاط وبفارق الاهداف عن المنتخب الوطني الذي حل ثانياً بذات الرصيد.
المدير الفني للمنتخب الوطني عدنان حمد عكف طيلة الأيام الماضية على دراسة أنجع الطرق والخيوط التي يحتاجها لحياكة النسيجين الهجومي والدفاعي للمنتخب الوطني ، بعد أن أصاب الضرر جزءا يسيرا منه اثر حمى المنافسة التي شهدها في الدور الأول ، اذ يفترض أن يكون قد وضع اللمسات الاخيرة على تشكيلة المنتخب الوطني في المران الرسمي الذي احتضنه ملعب اللقاء مساء أمس ، بعد مرانين آخرين احتضنها ملعب حمد الكبير التابع للنادي العربي يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين.
وانشغلت الاوساط الكروية المحلية والقارية بالغيابات التي طرأت على بعض النجوم البازرة يتقدمهم قائد الفريق المدافع المخضرم حاتم عقل والذي خرج مصاباً من مباراة اليابان الافتتاحية الى جانب المهاجم عدي الصيفي والذي خرج بذات الطريقة أمام سوريا في ختام الدور الاول ، في حين أن العديد من المؤشرات أكدت احتمالات عدم مغامرة عدنان حمد بالدفع بورقة المدافع أنس بني ياسين الذي غاب عن جميع مباريات الدور الأول اثر اصابته بتمزق بالعضلة الخلفية للفخذ ، اضافة الى لاعب خط الوسط رائد النواطير والذي تعرض لذات سيناريو الاصابة ، اذ لم يشاركان زملاؤهما في التدريبات الأخيرة بشكل فعلي كما لم يتم اخضاعهما الى التدريبات البدنية العنيفة خوفاً من تفاقم الاصابة ، في حين أطل قرار الحرمان برأسه ليعيق مشاركة باسم فتحي لتراكم انذارين في رصيده.
اثر هذه التداعيات التي يعاني منها المنتخب فان الأيام السالفة أعطت انطباعاً بأن حمد يعتزم الدفع بورقة أحمد عبدالحليم في وسط الميدان عوضاً عن عدي الصيفي ، اضافة الى محمد الدميري بدلاً من باسم فتحي ، اذ سيقع على هذا الثنائي الدخول في النسيج التكتيكي الذي سينهجه المنتخب الوطني خاصة وأن المدير الفني اتبع أسلوباً دفاعياً ضاغطاً في المواجهات الثلاث الماضية لاحتواء النزعات الهجومية التي بسطها الخصوم.
المدير الفني للمنتخب الاوزبكي فاديم ابراموف وان غلفت الدبلوماسية والضبابية حديثه في المؤتمر الصحفي الذي عقده ظهر أمس في المركز الاعلامي الخاص بالبطولة ، الا أنه كان قد كشف صراحة قبل مباراة المنتخب الوطني الاخيرة امام سوريا عن رغبته الواضحة في عدم تاهل الاردن الى دور الثمانية ذلك لأنه يتوجس خيفة من القدرات التي يتمتع بها عدنان حمد والذي رأى أنه عراب الانجاز الاردني الاخير.
فاديم أعلن صراحة خوفه من التكتيك المحكم الذي يخوض به المنتخب الوطني مبارياته في البطولة عادة وهو الذي رأى أنه الانضج من بين جميع المشاهد التكتيكية التي تابعها لغاية الآن ، حيث يعي فاديم والذي كانت له وقفة مطولة مع حمد قبل مباراة المنتخبين الودية السالفة القدرات الفنية الهائلة التي يتمتع بها النشامى ، اذ كان المنتخب الاوزبكي الذي بدا أنه ينتهج خطط هجومية ناضجة قد عادل المنتخب الوطني مرتين في المباراة التي جمعتهما يوم الثاني من الشهر الجاري على ملعب نادي الشارقة ، حيث يملك المنتخب الاوزبكي خط وسط قوي وقدرة على التحرك وتهديد المرمى من محوري العمق والأطراف وهذا وضح جلياً في المباراة الافتتاحية التي جمعته مع المستضيف المنتخب القطري حيث أنهاها فائزاُ بهدفين للا شيء.
وينتظر ان يزحف أبناء الجالية الاردنية صوب ستاد خليفة الدولي مسرح اللقاء المنتظر لمؤازرة المنتخب الوطني في هذه المباراة التاريخية ، الى جانب أبناء الجاليات العربية المقيمة هنا في قطر ، حيث قام مؤازرو المنتخب الوطني بالتوجه الى أماكن بيع التذاكر فور ضمان التأهل الى الدور الثاني وتحديداً عقب مباراة سوريا التي جرت الاثنين الماضي وحظيت بمتابعة جماهيرية غفيرة وغير مسبوقة. وثبت ستاد خليفة الدولي وهو الملعب الأول في قطر لاحتضان اللقاء رغم المطالبات المتكررة من مختلف المراقبين بأن يقام عليه لقاء قطر مع اليابان مساء اليوم والمقرر على ملعب الغرافة أصلاً حتى يتسنى للجماهير القطرية متابعة لقاء منتخبها الوطني ، لكن الاتحاد الآسيوي رفض هذا الطرح بداعي ضرورة الالتزام بمواعيد وأماكن احتضان اللقاءات ، ذلك لأن أي تغيير سيحدث فوضى في العملية التنظيمية والتي ستؤثر حكماً على الشركات الراعية. ويعتبر تأهل المنتخب الأوزبكي الى ربع النهائي الثالث على التوالي في تاريخ مشاركاته الآسيوية ، اذ سبق له التأهل الى ربع نهائي النسختين السابقتين (2004) و(2007) ، فيما شهد مشواره في نهائيات الدوحة فوزه على قطر بهدفين نظيفين ثم على الكويت بهدفين لهدف وتعادل أخيراً مع الصين بهدفين لمثلهما ليتصدر بالتالي سلم ترتيب المجموعة الآسيوية الأولى ، اذ لا يعاني المنتخب الأوزبكي من أي غياب يذكر سواء من جهة الاصابات أو الايقاف على عكس المنتخب الوطني اما أبرز لاعبي المنتخب الاوزبكي فهم دجيروف سيرفر وشتاسكيك مكسيم وأوديل أحمدوف.
فاديم : الحظ وأشياء أخرى
المدير الفني الأوزبكي فاديم ابراموف رأى أن المواجهة صعبة ولا تحتمل سوى فائز وحيد ومن هنا فانه سيعمل بكل ما أوتي من قوة لتجاوز منتخب النشامى المحظوظ على حد وصفه ، مضيفاً (الأردن في الوقت الذي لا توجد خلاله أية اشارات واضحة على قدرته لهز الشباك تجد الاهداف تنهال عليه من السماء).
فاديم عاد وتجاوز هذه الجملة التي أطرها بمصطلح الدعابة على حد وصفه عندما أكد أن النشامى يتمتع بمستوى فني كبير وقدرة على العطاء ، وأنه لم يقصد التقليل من أهمية المنتخب الذي قدم مباريات جيدة مضيفاً : (قد يقف معك الحظ مرة أو مرتين لكن ليس من المنطقي القول ان اجتياز النشامى للسعودية بهدف نظيف هو ضرباً من الحظ ، بل على العكس من ذلك فهو يعكس المستوى الكبير الذي يتمتع به هذا المنتخب).
ويرى فاديم أن التاهل مهم جداً بالنسبة للمنتخب الأوزبكي الذي بلغ الدور الثاني مرتين من قبل لكن لم يسبق له بلوغ الدور نصف النهائي من قبل ، مضيفاً أن فريقه ينعم بالاستقرار ، اذ لا وجود للاصابات في صفوفه ولا للايقافات ، مشيراً كذلك الى أن المواجهة تتطلب منه تغيير الأساليب والخطط كونها لا تحتمل حدوث الاخطاء.
وعرج فاديم على رؤى بعض المراقبين والتي كشفت النقاب عن وجود تدني في مستوى اللياقة البدنية لفريقه مقارنة بالمنتخب الوطني ، حيث أكد أنه سيعمل على حسم المواجهة دون اللجوء الى التمديد أما في حال تم تمديد المباراة فانه سيغير من خططه.
أوديل: كفتان متساويتان
نجم المنتخب الأوزبكي أوديل احمدوف قال في معرض رؤيته للمباراة أن جميع الفرق التي تأهلت الى دور الثمانية ليس بالامكان التكهن بمن ستستمر وتعبر الى نصف النهائي ذلك لأنها متساوية من حيث المستوى وتملك الكثير من القدرات والاستطاعة مضيفاً : (لا يمكنني القول أننا أفضل من الأردن كما لا أستطيع القول أن الأردن أفضل منا ، فلكل منتخب طريقة لعب مختلفة وأوراق مهمة لكن يبقى الرهان على طريقة التوظيف والتعاطي مع مجريات المباراة).
أربع مواجهات
وسبق للمنتخب الوطني أن واجه نظيره الأوزبكي في أربع مناسبات ، الأولى كانت عام (2001) في تصفيات كأس العالم ، حيث تعادل المنتخبان ذهاباً (2 - 2) ثم اياباً (1 - 1) لتمضي سبع سنوات أخرى قبل أن يتواجها مجدداً ودياً عام (2008) ، حيث فاز المنتخب الأوزبكي بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد للمنتخب الوطني ، وآخر اللقاءات التي جمعت المنتخبين كان يوم الثاني من الشهر الحالي على ملعب نادي الشارقة وعلى هامش المعسكر التدريبي الذي أقامه المنتخب الوطني في امارة دبي حيث انتهى اللقاء بالتعادل الايجابي (2 - 2).
قبل المباراة
ـ التشكيلة المتوقعة للمنتخب الوطني : عامر شفيع ، بشار بني ياسين ، محمد منير ، سليمان السلمان ومحمد الدميري (دفاع) ، شادي أبوهشهش ، بهاء عبدالرحمن ، عامر ذيب ، حسن عبدالفتاح وأحمد عبدالحليم (وسط) وعبدالله ذيب (هجوم).
ـ التشكيلة المتوقعة للمنتخب الأوزبكي : نيستيروف ايجاني (حارس المرمى) ، اسماعيلوف انزور ، حيدروف ازيزبك ، دجيروف سيرفر وأوديل احمدوف (دفاع) ، اندريف ستانيسلاف ، كاباديز تيمور ، وكاربينكو فيكتور ونافكاروف اوليم (وسط) ، جيرنيك الكسندر وشتاسكيك مكسيم (هجوم).
ـ الحكام : طاقم سنغافوري مكون من عبدالمالك عبد البشير للساحة ، ويعاونه جيفري غوه وهاجا مايدين والحكم الرابع الياباني يويتشي نيشيمورا.
ـ المكان : ستاد خليفة الدولي.
ـ الزمان : الساعة (6,25) بتوقيت عمان.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
21-01-2011 02:25 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |