08-02-2018 11:05 PM
سرايا - كتب الدكتور مخلد الزيودي -على مثل "عبد الله المرشد المشاقبه" يبكي الأردنيون والأردنيات.
بكى اليوم أبناء وبنات قبيلة بني حسن وأصدقائهم رجل الأعمال المعروف "عبد الله المرشد الدبلان المشاقبه" بكاءً مُرّاً، يليق برمز وطني أردني بامتياز. الحاج عبد الله المرشد أسس هو وأشقائه وأبناؤهم واحده من أهم المؤسسات التجارية والاستثمارية في تجارة المواشي التي انطلقت من منطقة الضليل - محافظة المفرق لتبسط نفوذها داخل الأردن وتتسع لتشمل دول الخليج العربي وسوريا ولبنان والسودان. قدّم عبد الله المرشد نموذجا أردنيا مميّزا لنظام الأسر المنتجة من خلال عمل مؤسسي عجزت مؤسسات الدولة الأردنية عبر عقود عن تطبيقه على ارض الواقع بالرغم من كل التنظيرات والمؤتمرات والندوات ومؤسسات التمويل الأجنبي المُلتبس. الأسرة المنتجة عند "آل مرشد" تبدأ من الطفل القادر والمدرك وما بينهما وتنتهي بالجدة العجوز الكل ينتج حسب طاقته وإمكاناته. أسرة "آل مرشد" المنتجة، كما عرفتها وعايشتها، تأكل على صحن واحد بلا تمييز، وتعيش ضمن مجمع سكني واحد، ولكل واحد منهم خصوصيته، يلتقون في مضافة واحدة اقرب إلى نظام (دار الندوة) عند قريش في صدر الإسلام يستقبلون فيها ضيوفهم، يناقشون فيها مشاريعهم التجارية وأمورهم الخاصة وفق نظام ديمقراطي فريد يتيح للصغار والكبار إبداء الرأي والمشورة. وهنالك بيت للعبادة (مسجد) يقيمون فيه الصلاة جماعة يقدمون أكثرهم علماً، جميعهم يرتدون زيّاً موحّداً "اللباس البدوي" ويعتمرون الكوفية الحمراء، حتى الأطفال الصغار تنبهر لجمالهم بالزّي البدوي وسلوكهم سلوك الرجال الكبار. عندما تحًلُ عليهم ضيفاً كلهم "معازيب" بلا استثناء. لديهم مؤسسة للعمل الخيري غير معلنة وخاصة بهم يقدمون من خلالها المساعدة للمحتاجين دون منّة. يعملون على مدار الساعة وفق نظام مبرمج يعتمد على أن كل واحد منهم يعرف مهامه. ذكر الشاعر حسن الزيودي "زناد البلقاء" جدهم "دبلان" مادحاً لبطولته في إحدى المواقف القبلية عام 1812م. (دبلان حرً ما توانى ..اكبيتي للمناعير قهّار) وانطبق عليهم قول شاعر بني معروف "شبلي الاطرش" (أدناهم اللي بالعزيمة يباديك..كرام اللحى لو عجّها ثار). تلك هي (أمارة آل مرشد) في الضليل بلا أي دلالة أو قصد سياسي لكنها (أمارة) اقتصادية بامتياز. لمؤسسها الحاج "عبد الله المرشد" الرحمة والغفران ولإفراد أسرته "مؤسسته" وعشيرة المشاقبة وقبيلة بني حسن الصبر وحُسن العزاء.
من صفحة د.مخلد الزيودي على فيسبوك