حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,8 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 9677

راكان المجالي يكتب لسرايا: تونس تقود انتفاضة على التسلط المعولم .. !!

راكان المجالي يكتب لسرايا: تونس تقود انتفاضة على التسلط المعولم .. !!

راكان المجالي يكتب لسرايا: تونس تقود انتفاضة على التسلط المعولم .. !!

17-01-2011 03:39 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - من زين العابدين 1987 في تونس الى "الحسن وترا" الذي تحاول امريكا فرضه حاكماً في ساحل العاج عبر صناديق الاقتراع وعبر ضغوط تصل الى حد الاستماتة لازاحة "لوران غباغبو" واستبداله بالحسن وترا المساعد السابق في صندوق النقد الدولي ، ومن قبل ومن بعد فان امريكا حاضرة وممسكة بخيوط لعبة الأمم.

 

من زين العابدين الى اوترا كانت البصمة الامريكية ظاهرة وواضحة في ايصال حكام بالبرشوت او باعادة التأهيل او غير ذلك من سبل ، وذلك ضمن نهج تجلت ارهاصاته في نهاية عقد الثمانينات من القرن المنصرم بالتمهيد لابتداع النظام العالمي الجديد الذي ارتكز وقبل انبثاقه وتبلوره على اغراق بلدان العالم بمديونيات ثقيلة خلال سنوات قليلة مما أتاح اضطرار غالبية بلدان العالم الى اللجوء الى صندوق النقد الدولي والاستجابة لوصفته المسماة بالاصلاح الاقتصادي التي جاءت على حساب التوازن الاجتماعي بحسب دراسات وندوات صندوق النقد الدولي نفسه..

 

وكان البنك الدولي وصندوق النقد الدولي أحد أذرع النظام العالمي الجديد المعولم ، وفي اطار هذه العولمة كانت منظمة التجارة العالمية اطارا ناظماً لحرية السوق وسلطة البزنس بما يتصل بذلك من استشراء الفساد بتوالد سرطاني عبر تحولات اقتصادية من خلال بروز تسخير السلطة لصالح الثروة ودمجها مما وفر لصاحب السلطة مزايا مالية هائلة كما اطلقت يد جماعات البزنس في الاحتكار وتكديس الثروات ، وهكذا اصبحت هنالك شريحة رقيقة جداً لا تتعدى الـ 5% أكلت الاخضر واليابس مقابل افقار وبؤس الـ 95%.

 

والادوات والوسائل التي أوصلت لذلك الخلل الاجتماعي عديدة وابرزها تصفية القطاع العام تدريجيا والتوسع في برامج الخصخصة بما في ذلك بيع مؤسسات وشركات كانت مالكة لثروات طبيعية هي ملك للاجيال...الخ. وقد شهدت كافة البلدان المنخرطة في برنامج العولمة تفريطا بالملكية العامة ، وشهدت بشكل خاص استباحة الاراضي الاميرية وغير ذلك..

 

ما نريد الاشارة له ان ما حدث في تونس لم يكن حالة خاصة وانما هنالك متطلبات للنظام العالمي الجديد عبر حزمة سياسات لها مخرجاتها المأساوية عبر بعض ما اشرنا له من التحولات الكارثية الداخلية التي عصفت بغالبية بلدان العالم ، اما على المستوى الجماعي العالمي فقد كان الانهيار المالي العالمي في نهاية 2007 هو الاعصار المدمر الذي اجتاح العالم وفي المقدمة اهل العولمة وصناعتها،، ومع كل ما حدث ويحدث من تدخل امريكي وسطوة سياسية لا تقتصر على انزال حكام بالبرشوت او تاهيلهم بل وصلت الى غزو عسكري كما في العراق وافغانستان وصراعات داخلية كعامل تمزيق واضعاف وكل ما يمكن ان يوصل الى تطبيق الاستراتيجية الامريكية بتفجير الفوضى الخلاقة والحرب الوقائية وغيرها التي ركزت ابتداء على منطقتنا التي تطبقت بها متطلبات العولمة بنسبة عالية ، وذروة المأساة ان العولمة تهدف الى تفكيك مشروع الدولة والى ارباك وانهاك واضعاف الكيانات الوطنية من خلال تحويل الاوطان الى اسواق عبر سياسات استلاب وتغريب لا بد ان تستفز الشعوب للبحث عن مخرج كما حدث في تونس حيث الشعب التونسي هو اكثر شعوب الارض طيبة وهدوءا وتفهما لكنه ايضا شعب ذكي لا يمكن استغباؤه الى ما لا نهاية ، وهو شعب سمح لكن لا يمكن خداعه الى الابد ، وهو كان بغض النظر ويتلمس الاعذار للنظام لكن الواضح انه كان يعرف كل تجاوزات وفساد ونهب بن علي وعائلته ومن يتصل بهم في اطار تحالف السلطة والثروة وما ترتب على ذلك من تراكمات وتجويع للتونسيين ادى الى انفجارهم.








طباعة
  • المشاهدات: 9677
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
17-01-2011 03:39 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم