22-12-2017 02:21 PM
سرايا - دابتنا لاتأكل حراما !!
هذه المقولة للشيخ الصالح العابد الزاهد الصابر /محمد بن منصور القباري، من مواطني الإسكندرية ( 587هـ ــ 662هـ ) عاش خمسة وسبعن سنة ، لم يخرج من بلده إلا للحج ؛ لأنه كان مصابا بثلاث حواس : السمع والذوق والشم ، وكان صابرا لقدر الله محتسبا .كان يردع الولاة عن الظلم ، فيسمعون منه ، ويطيعونه ويرضون بمنهجه لما عرف عنه من صدق وورع وزهد واستقامة .
كان له بستان يتعهده بالزراعة والسقاية ، وإذا أثمر كان يطعم الناس من ثمره ؛لأنه كان كريما معطاء يحب عمل الخير والمعروف .
في يوم من الأيام ، جاءه رجل ليشتري منه دابة فباعه ، وبعد عدة أيام أرجع الدابة له وقال له يا سيدي : إن الدابة التي اشتريتها منك لا تأكل عندي ، فأخشى عليها الموت إن بقيت عندي، فنظر إليه الشيخ وقال له : ما مهنتك ؟ فأجابه الرجل : إني أعمل رقاصا عند الوالي، فقال له الشيخ : إن دابتنا لا تأكل حراما . دخل الشيخ منزله ، فأعطاه الدراهم التي دفعها ثمنا للدابة، وكانت دراهمه قد اختلطت بدراهم الشيخ.
لقد تهافت الناس على دراهم الرجل الذي اختلطت دراهمه بدراهم الشيخ ، فاشتروا منه الدرهم بثلاثة دراهم طلبا للبركة .
فإذا كان حمار الشيخ بغريزته لا يأكل حراما ، فما بالك بالإنسان الذي يتلذذ بأكل الحرام،ويعد ذلك كسبا مشروعا ، وصيدا ثمينا يحسد عليه .
يا من تنهبون المال العام، يصدق فيكم رسول الله ـ عليه السلام ـ( ليأتين على الناس زمان
لا يبالي المرء بما أخذ من المال أمن الحلال أم من الحرم ). وقال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ ( كنا ندع تسعة أعشار الحلال ، مخافة الوقوع في الحرام )وذلك ابتعادا عن الشبهات .وقال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ( لا يقبل الله صلاة امرئ في جوفه حرام)وقال أبو حامد الغزالي ـ رحمه الله ـ ( إن أكل الحرام سبب في سوء الخاتمة ).
يا من تخوضون في المال الحرام ، فالوقت الآن في صالحكم ؛ لان فيه متسعا قبل الممات ، فأعلنوا توبتكم قبل أن يصلّى عليكم ، وتتخلّى عنكم الدنيا، وحينها ترددون قوله تعالى :(رب آرجعون) المؤمنون / 99 . وهيهات هيهات الرجوع .
أ.د / غالب محمد الشاويش
20 / 12 / 2017 م .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
22-12-2017 02:21 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |