سرايا - هذه المقولة لأحد المستشرقين عندما سأل الشيخ الشعراوي أثناء زيارته لمدينة فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا الأمريكية حيث قال له المستشرق : هل كل ما في قرآنكم صحيح؟فأجابه الشيخ : نعم صحيح .فقال: لماذا إذن جعل للكافرين عليكم سبيلا ،إشارة إلى قوله تعالى :
( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ) النساء/ 141 .
أجابه الشيخ: السبب في ذلك؛ لأننا مسلمين ولسنا مؤمنين !! فقال المستشرق : وما الفرق بين المسلمين والمؤمنين؟فرد عليه الشيخ : نعم هناك فرق ، فالمسلمون يؤدون شعائر الإسلام من صلاة وزكاة وحج وصوم رمضان .. إلخ من العبادات ، فالمسلمون اليوم في شقاء تام ، شقاء علمي وسياسي وعسكري واجتماعي وضعف وهوان على الناس ..الخ ، فسأله المستشرق : وما سبب هذا الشقاء ؟قال: لأنهم لم يرتقوا إلى مرحلة المؤمنين، فلو كانوا حقا مؤمنين لنصرهم الله ـ عز وجل ـ بدليل قوله تعالى:(وكان حقا علينا نصر المؤمنين )الروم/47. ولم يقل نصر المسلمين، فلو كانوا مؤمنين حقا،لأصبح لهم كلمة مسموعة بين الأمم والشعوب، ولأصبحوا هم الأعلى بين دول العالم بدليل قوله تعالى : ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين )آل عمران /13 ولم يقل إن كنتم مسلمين .قال المستشرق : فما هي أوصاف المؤمنين ؟ قال الشيخ: القرآن الكريم يجيب على ذلك، قال تعالى: (التَّائِبُوْنَ الْعَابِدُوْنَ الْحَامِدُوْنَ السَّائِحُوْنَ الرَّاكِعُوْنَ السَّاجِدُوْنَ الآمِرُوْنَ بِالْمَعْرُوْفِ وَالنَّاهُوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُوْنَ لِحُدُوْدِ اللهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِيْنَ)التوبة / 112 ولم يقل وبشر المسلمين . فالله ـ سبحانه وتعالى ـ ربط موضوع النصر والغلبة والسيطرة بالمؤمنين وليس بالمسلمين .
والسؤال الذي يطرح نفسه من خلال صفة المؤمنين في آية آل عمران السابقة، كم من حاكم مسلم يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ؟ أليس المنكر ( على كف من يشيل )، وكم من حاكم مسلم يقيم حدود الله ؟والله يأمره أن يرد الأمور المتنازع عليها إلى الله ورسوله قال تعالى:
( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} النساء: 59. .فإن إقامة الحدود خير لأهل الأرض من أن يمطروا شهرا ، وفي رواية أربعين صباحا لقوله عليه السلام : (لحد واحد يقام على الأرض خير لأهلها من أن يمطروا شهرا)وفي رواية( حد يقام في الأرض خير من مطر أربعين صباحا ).وكلنا يعرف حاجة الناس إلى المطر، لما فيه من إحياء موات الأرض، وتنقيته للهواء ، وحاجة الإنسان والحيوان والنبات إليه .
.....