سرايا - ايمن العمري - منذ ان اعلنت كل من السعودية و البحرين والامارات ومصر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر واعلنت فوراً اغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية مع الامارة الصغيرة، شنت المؤسسات الاعلامية التابعة لتلك الدول حرباً اعلامية على دولة قطر وبدأت تنشر تقارير اخبارية موسعة عن كل ما يخص قطر والاتهامات الموجهة لها في دعم الارهاب والتدخل في شؤون الدول المجاورة.


وكان من ابرز الجهات الاعلامية السعودية و الاماراتية التي شنت حربها على قطر هما قنوات "العربية" و"العربية الحدث" وقناة "سكاي نيوز عربية"، اذ لم توفر تلك القنوات اي وسيله في هجومها على قطر من خلال اعداد التقارير الاخبارية التي تدين قطر، ولم تتوقف حربها فقط على السياسة القطرية، بل شنت حرباً على شبكة الجزيرة الاعلامية القطرية والمدعومة اميرياً، واتهمتها بتلفيق تقارير من شأنها زعزعة استقرار دول الخليج العربي والتدخل في شؤونها، واتهمتها باعداد تقارير لصالح التنظيمات الارهابية في كل من العراق و سوريا، وبالطبع فإن الجزيرة لم يطل صمتها طويلاً، اذ بدأت هي الاخرى باعداد تقارير اخبارية تهاجم فيه كل من السعودية والامارات ومصر والبحرين، واتهمت الجزيرة تلك الدول في تقاريرها بأنها افتعلت أزمة سياسية في المنطقة، وانها تسعى لتغيير نظام الحكم في قطر.


ما حدث بعد ذلك في السعودية ليلة الاحد الفائت بأنها قررت تشكيل هيئة ملكية لمحاربة الفساد برئاسة ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، والذي قام بتوقيف 11 اميراً سعودياً و 38 وزير ونائب وزير حاليين وسابقين، كان من ابرزهم الامير الملياردير الوليد بن طلال والامير متعب بن عبدالله بن عبد العزيز وزير الحرس الوطني، بالاضافة لأمراء يملكون مجموعة قنوات اعلامية ضخمة كالامير وليد الابراهيم مالك شبكة قنوات mbc والتي تتفرع منها قناتي العربية والعربية الحدث، كما تم توقيف الامير مالك شبكة art، ما حدث لم يمر مرور الكرام في العالم العربي.


اللافت ان شبكة الجزيرة الاعلامية لم تستغل تلك الازمة في مهاجمة الامراء السعوديين الذين اوقفوا بتهم الفساد وغسيل الاموال، لتفند تقاريرها السابقة، بل لجأت قناة الجزيرة في تقاريرها الاخبارية الى الدفاع عن الامراء الموقوفين على حساب مهاجمة سياسة الامير محمد بن سلمان، متهمة الامير بانه افتعل ازمة في مؤسسة الحكم السعودية، وتساءلت تقارير الجزيرة عن خطر الصواريخ الحوثية التي طالت العمق السعودي وكان آخرها الصاروخ الذي استهدف مطار الرياض واعترضته الدفاعات الجوية السعودية ليلة صدور اوامر بالاعتقالات، متسائلة هل تخدم تلك الاجراءات تقدماً واصلاحاً ام تخلق ازمة في المنطقة كلها.


ولم تذكر الجزيرة في تقاريرها وتحليلاتها الاخبارية اي هجوم على قناة العربية، رغم ان محللون وصفو تلك الفرصة بأنها طبق من ذهب للانتقام من الاعلام السعودي وعلى راسه العربيه والحدث اللتان اعتقل مالكهما وليد الابراهيم، إلا ان الجزيرة اكتفت باثارة تساؤلات تحيط بولي العهد السعودي وسياسته في الحكم، والتي ألمحت بأنها هي التي خلقت أزمة في الخليج العربي، والتي ستخلق أزمة محلية و اقليمية، وذلك بعد منحه صلاحيات واسعة عندما كلفه الملك سلمان بولاية العهد رسمياً، خلفاً للامير محمد بن نايف.


محللون اكدوا ان الاسلوب الذي اتبعته الجزيرة بعدم مهاجمة الامراء المعتقلين و مهاجمتها سياسة الامير محمد بن سلمان، فإن ذلك دليلاً على صحة تقرير اخباري اورده تقرير روسي يذهب الى ابعد من مسالة الفساد وان سياسة المعتقلين ضد حكم ابن سلمان انطبقت على اجواء الجزيره التي امتنعت عن مهاجمة العربيه والامراء المعتقلين.

ومن الملاحظات المهمه ايضا فتور ما يسمى الهجوم على النظام القطري في النشرات الاخباريه التي تبثها العربيه والحدث ما يؤشر على وجود تقاطع مصالح التقت اخيرا بعد انقطاع دام لاشهر حيث لوحظ ان مستوى الهجوم الاعلامي خفت الى ما دون ال ١٠٪؜ مقارنة مع الهجوم الذي كان منظما قبل اعتقال الامراء ومالك مجموعة ال mbc.