10-08-2017 10:19 AM
سرايا - سرايا - ما يزال نهائي بطولة الاندية العربية وما رافقه من احداث اعقبت اللقاء، يشغل الشارع الرياضي في الاردن ومصر على وجه التحديد، للتعرف على تداعيات الاعتداء على الحكم ابراهيم نور الدين بعد مواجهة الفيصلي والترجي التونسي بالمشهد الختامي.
ومع انتهاء البطولة باعلان الفريق التونسي بطلاً للمسابقة بفوزه على الفيصلي 3-2، مستغلاً هدفاً «مثيراً للدهشة والاستغراب» في الاشواط الاضافية، الا ان الاحداث التي اعقبت مواجهة الاسكندرية الاحد الماضي ما تزال تلقي بظلالها على الاجواء الرياضية بعد ما وصفه الحكم المصري بـ محاولة الاعتداء عليه من بعض لاعبي الفيصلي.
في البداية، وترجيحاً للغة العقل، فان المشاهد المسجلة عبر مختلف القنوات التلفزيونية، اظهرت بالفعل اندفاع عدد من لاعبي الفيصلي ومحاولتهم الوصول الى الحكم لضربه.. ومع تأخر اعلان تقرير مراقب المباراة او الحكم نفسه، فاننا نعتبر الحادثة مجرد «محاولة اعتداء» حتى يثبت غير ذلك.
ربما وثقت المشاهد قيام عدد من اللاعبين بالاعتداء، لكن الحكم نور الدين اكد في بعض المداخلات التفزيونية انه لم يتعرض للاذى بعد المباراة، وقد حاول البعض التعدي عليه بالضرب، لكن ذلك لم يحدث بالنهاية -على حد قوله-، ما يشكل ركيزة قانونية يمكن لممثل الكرة الاردنية استغلالها في حال تفاقمت الامور مستقبلاً.
وبعيداً عن التصرفات التي بدرت من بعض اداريي الفيصلي خلال المباراة وبعدها، فان الحديث الان يتركز على اللاعبين، والموقف القانوني الذي أخذ العديد من الابعاد مع علو بعض الاصوات بالتأكيد على ان البطولة غير رسمية، وبطولات الاتحاد العربي غير معترف بها لدى «فيفا»، ما يجعل الفيصلي بالتالي في مأمن من أي عقوبة!
وللتوضيح، فان الاتحاد الدولي «فيفا» يأخذ بعين الاعتبار في تعليماته التي يشترط على الاتحادات الاهلية اتباعها، ان تحيط القوانين التأديبية بكل المباريات الرسمية وغير الرسمية.. سواء اشرف عليها اتحادات معترف بها من فيفا، أو «منظمات رياضية» اقامت بطولة لاسباب ثقافية او جغرافية او تاريخية وغيرها من الدوافع.
ويشترط فيفا على الاتحادات والمنظمات الرياضية ان تبلغ الهيئات القضائية لدى الاتحاد الدولي بأي انتهاكات خطيرة.. وكمادة «ملزمة»، فان الاتحاد الاردنية في سياق اللائحة التأديبية للموسم الجديد 2017-2018، صاغ المادة (100 و101) ضمن باب التنظيم، وتضمنت شرحاً لتعليمات جاء فيها ان فيفا قد يتدخل في بعض الحالات الخطيرة عبر لجانه التأديبية لاتخاذ اي قرار على ضوء حالات تحدث في مباريات ودية بين فريقين ممثلين من اتحادين مختلفين.
وفي هذا السياق، أكد أحد المختصين بتعليمات كرة القدم على المستوى المحلي والآسيوي والدولي، أن وقائع لقاء الفيصلي والترجي قابلة بشكل كبير للنقاش لدى اللجان التأديبية في الاتحاد القاري وفيفا رغم ان البطولة غير معترف بها على المستوى الرسمي، مشيراً الى ان تقرير الحكم قد يكون كافياً لادانة اي لاعب وتعريضه لعقوبات تحرمه من اللعب لمدة عام ميلادي كامل مع ناديه والمنتخبات الوطنية في مناسبات رسمية أو حتى ودية!
اضاف: اذا ثبت لدى اللجان التأديبية خارجياً وقوع اعتداء لاعب على الحكم في لقاء اودي او رسمي نظم من جهة معتمدة او غير تابعة بشكل مباشر للفيفا، فان الاتحاد الدولي قادر على اصدار عقوبات انضباطية ومالية كبيرة.
في المقابل، اوضح المختص بأن اقرار الحكم بعدم تعرضه فعلياً للاعتداء من اللاعبين «يمكن الاعتماد عليه» لاثبات ان الاحداث التي تبعت اللقاء كانت محاولات للتعدي على مسؤولين وليس الاعتداء بالضرب، ما يجعل الواقعة مخففة ولا تدخل في بند «المخالفات الخطيرة» التي تستدعي تدخل فيفا.
ووفقاً لما سبق، فان الاعتداد بأشرطة الفيديو التي وثقت الاعتداء على الحكم، هي ذاتها تؤكد ان التعدي لم يقع فعلاً مع تأكيد نور الدين بانه لم يتعرض للضرب بشكل مباشر من اللاعبين، ما يحول القضية على سياق مختلف وهو «محاولة تعدي»، لكن ماذا عن تقرير الحكم؟
.. موقف الفيصلي
و«لجنة التحقيق»
لا شك ان المسألة الان تقبل العديد من الاحتمالات.. وبعد ان أكد الحكم الانتهاء من تقريره ورفعه للاتحاد العربي، وارسال نسخة ايضاً للاتحاد المصري، فان الفيصلي مطالب الان باحتواء الموقف والتدخل سريعاً لتطويق القضية.
وأكد مصدر مسؤول داخل النادي الفيصلي ارسال مجلس الادارة كتاب اعتذار الى الاتحاد العربي امس الاول، وتأكيد النادي على مساعيه لاحتواء الموقف، واتخاذ خطوات مؤثرة وسريعة للتأكيد على رفض الاحداث التي اعقبت اللقاء.
وكشف المصدر نية الفيصلي توسيع اطر التحرك خلال الساعات القادمة لضمان تطويق الموقف مع المعنيين بالاتحادين العربي والمصري والحكم، لضمان عدم التعرض الى عقوبات قاسية بحق اي من اللاعبين على المستوى المحلي والخارجي.
وتأخذ ادارة الفيصلي على عاقتها معالجة المسألة في اسرع وقت واتخاذ خطوات استباقية تحول دون توسيع نطاق القضية، مع التوجه لتشكيل لجنة تحقيق داخلية تقف على كافة التفاصيل التي ساهمت بخلق الاجواء المتوترة، وتحديد المتسببين والمخالفين للاعراف والتقاليد الاصيلة لكرة القدم الاردنية.
..الإعلام المصري يواصل!
في المقابل، افتقد الاعلام المصري بشكل كبير «الاصوات المطالبة باحتواء الموقف»، ليواصل العديد منهم اعادة الملف ووضعه على واجهة الاحداث حتى اللحظة!
ورغم خروج بعض الاسماء الاعلامية والرياضية «المتزنة» هناك لتؤكد على ان محاولات التعدي على الحكم كانت على ضوء تعرض الفيصلي لـ الظلم وليس بدافع ان الحكم مصري، الا ان اغلب البرامج تناولت الموقف من زاوية ضيقة، وأكدت بان المسألة لا بد وان تتسع اكثر!
ورغم ان التقارير الاعلامية المتواردة من القاهرة اكدت مراراً ان الحكم نور الدين تسبب سابقاً بالعديد من الازمات على مستوى البطولات المحلية والقارية، الا ان البعض ما يزال يحاول التأجيج والتصعيد بحثاً عن «مواد اعلامية ساخنة» في ظل الفراغ الرياضي في مصر خلال الفترة الماضية.
قطعاً.. لا يتشابه الموقف الاعلامي في مصر مع «الحِكمة» للادارة الرسمية للدولة الشقيقة، والتي سعت منذ اللحظات الاولى للاحداث الى تطويق القضية واغلاقها سريعاً، والعمل على اعادة الاجواء للوضع الطبيعي، وعدم تحميل القصة أكبر مما تحتمل، خاصة وانها مباراة كرة قدم حملت في طياتها اجواء مشحونة يفترض ألا تخلف اي اثر بعد ساعات من نهاية اللقاء.
وفي الوقت الذي ننتقد فيه الاعلام المصري على تعاطيه مع نهائي الاندية العربية، فان بعض وسائل الاعلام الاردنية لم تتعامل مع مشاركة الفيصلي بأي مسؤولية، بل كالت الامور بمكيلين!
احدى الاذاعات المعروفة محلياً، استضافت بين شوطي لقاء الفيصلي والاهلي المصري ضمن الدور نصف النهائي مشجعاً لنادي الزمالك، واصرت عليه ان يعلن موقفه داعماً لممثل الكرة الاردنية على حساب الغريم التقليدي في مصر!
الاذاعة ذاتها، وفي برنامجها باليوم التالي، شددت على وقوف الاندية الاردنية كافة وجماهيرها مع الفيصلي في البطولة العربية، رغم انها تغنت في اليوم السابق بأن مشجع الزمالك لا يؤازر الاهلي!
الرأي