09-01-2017 11:40 AM
سرايا - سرايا - مالئ دنيا السعوديين والخليجيين وغيرهم منذ السبت حتى صباح اليوم الاثنين، هو العريف بالأمن العام السعودي، جبران العواجي، فعنه يجد المتجول بمواقع التواصل عشرات الآلاف يذكرونه يومياً في موجزات تمدحه بالكلام الجميل، لأنه تحول بساعات إلى بطل قومي سعودي، وخبره عبر حدود المملكة الواسعة الأطراف إلى وسائل إعلام بلغات عدة في معظم الأرض وأقاصيها، بعد أن تصدى بشجاعة نادرة لسعوديين "متدعوشين" مطلوبين للسلطات، وتشير أدلة كثيرة إلى أنهما كانا يتأبطان شرا إرهابي الطراز بالبلاد والعباد.
العواجي، هو أصلا من قرية "أم التراب" بمحافظة الحرث في منطقة "جازان" المطلة بأقصى الجنوب الغربي السعودي على البحر الأحمر، طبقا لما جمعت "العربية.نت" ما تيسر عنه من معلومات، لكنه يقيم ويعمل بالعاصمة الرياض، حيث واجه بمسدس عيار 9 أوتوماتيكي المطلوبين طايع بن سالم بن يسلم الصيعري وطلال بن سمران الصاعدي، وكانا مسلحين برشاشين وحزامين ناسفين، فأرداهما قتيلين صباح السبت وسط شارع في حي "الياسمين" بالرياض، منقذا ربما العشرات ممن كانوا سيقضون بعملية تقتيل عشوائي في واحد من مكانين هما الطبق الشهي لإرهاب المتطرفين: داخل أحد المساجد أو المراكز التجارية في عاصمة بلاد الحرمين، وأدناه فيديو تم تكبير لقطاته لإيضاح بعض مشاهد الفيديو الأصلي.
ما حدث السبت الماضي، هو نسخة طبق الأصل تقريبا، عما حدث في سبتمبر 2005 بمدينة "الدمام" عاصمة المنطقة الشرقية بالسعودية، وأرشيفه الخبري متوافر "أونلاين" في مواقع إعلامية عدة، منها صحيفة "الوفاق" المحلية، عن مواجهة مع مطلوبين أمنيا، كانا يتسوقان داخل سوبر ماركت Panda في "حي العمامرة" بالمدينة، وهما: صالح الفريدي الحربي وزيد السماري، ممن طوقتهما دوريات للشرطة وفرق مساندة، فقررا الافتراق والابتعاد، وخرج الحربي من باب "بنده" الرئيسي، وتبعه رجل أمن نراه مرتديا ثوبا وغترة بيضاء، وراح يشير بيده لرجال الأمن بأن الخارج أمامه هو المطلوب التعامل معه بالتي أحسن إذا استسلم، أو بالأسوأ إذا عاند وتكبر.
وسائل إعلام غير ناطقة بالإنجليزية والفرنسية، أتت بنيوزيلندا وألمانيا والبرتغال وفنزويلا على خبر المواجهة
وصرخ به رجل أمن: "سلم نفسك" لكن الحربي عاجله بالرصاص، من دون أن يصيبه، ثم استمر متوجها إلى رجلي أمن، نراهما بعد الدقيقة 1.50 في فيديو تعرضه "العربية.نت" أدناه، وصوره أحد سكان الحي من سطح منزله، وهما يترصدان خلف سيارة الدورية، فأطلق 5 رصاصات من مسدسه عليها، إلا أن رجل أمن برتبة عريف واسمه فهد الحربي، أصابه من موقع آخر برصاصة من سلاح MB5 نفذت بصدره. مع ذلك، عاند واستمر يركض نحو رجلي الأمن، حتى أصبح لهما وجها لوجه، عندها تولاه رجل الأمن علي الأسمري برصاصة سددها إليه من موقع آخر، نفذت بعنقه وأردته قتيلا قبل أن يحقق حلمه الإرهابي.
معظم تلك المواجهة شبيه إلى حد ما بمواجهة السبت الماضي بين رجال الأمن والمطلوبين، باستثناء الأهم، وهو أن القتال بالرصاص في "ساحة المعركة" الحقيقية، كان بينهما وبين العريف جبران العواجي، مع مساندة لوجستية طبعاً من الأمن الذي سبق وطوق منزلا جعلاه وكرا للإرهاب في "حي الياسمين" شمال الرياض، فرفضا تسليم نفسيهما، مع مبادرتهما بإطلاق النار على الأمن وهما بحزامين ناسفين في وضع الاستعداد الأخير للتفجير، ثم قفزا إلى فيلا في الحي، لاحظا منها وجود سيارة للشرطة وسط الشارع، من دون أن يكون بداخلها أحد، فتوجها للهرب بها من المكان إلى حيث يمكنهما تفجير نفسيهما بعمليتين إرهابيتين فيما بعد، إلا أن العواجي كان بالمرصاد.
كان راصداً للمفاجآت خلف شجرة في الشارع، حين لمحهما يركضان إلى السيارة سعياً للفرار، فأقبل إليهما بمسدسه، في مشهد يعيد الذاكرة إلى الممثل الأميركي، كلينت ايستوود، ودوره الهوليوودي المتكرر في سلسلة أفلام، قام فيها بدور شرطي اسمه Callahan امتهن التصدي للمجرمين بمسدس ماغنوم عيار 45 حيثما وجدهم في الشوارع والأزقة، وهو ما رأيناه عن العواجي حقيقة بفيديو صورته امرأة وهي "تولول" من نافذة منزلها في حي "الياسمين" وتفاصيله ستبقى بذاكرة السعوديين لسنين طويلة على ما يبدو، وهي التي جعلت اسم جبران العواجي يفرض نفسه في وسائل إعلام دولية الانتشار، امتدحت تصديه لمسلحين برشاشين وأحزمة ناسفة، من دون أن يهتز أو يتراجع، بل ظل ممسكا بمسدسه يطلق منه الرصاص حتى تأكد من مقتل مهاجميه.
ولم ينته كل شيء الا كما خطط الأمن السعودي، بقتل العواجي للمتدعوشين بعد رفضهما الانصياع والاستسلام.