حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,27 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 42296

هل تصدقون أن هذه الحسناء تلتقط 200 صورة باليوم .. والسبب سيصدمكم!!

هل تصدقون أن هذه الحسناء تلتقط 200 صورة باليوم .. والسبب سيصدمكم!!

هل تصدقون أن هذه الحسناء تلتقط 200 صورة باليوم ..  والسبب سيصدمكم!!

30-11-2016 09:27 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - تقوم آلانا، في بعض الأيام، بالتقاط أكثر من 200 صورة سيلفي، ثم تحذفها جميعها معتقدة أنها قبيحة، على الرغم من الجمال الكبير الذي تتمتع به، ويعود السبب وراء ذلك هو أنها تعاني مما يعرف باسم اضطراب التشوه الجسمي BBD، ويعاني 1 من كل 50 شخصاً من هذا الاضطراب، الذي يسبب هوساً ببعض عيوب المظهر، حتى غير الملحوظ منها، رغم عدم إدراك الآخرين أو إدراك الأطباء لوجوده.

وآلانا الجميلة، 20 عاماً، ترى عكس ما يراه الآخرون عندما تنظر إلى المرآة، وتقول لبي بي سي: "أعتقد أنه من القسوة أن يرى الآخرون وجهي هذا.. أرى الكثير والكثير من العلامات على وجهي، رغم أن أمي تقول إنها لا ترى شيئاً"، وتكمل: "أرى جلدي تغطِّيه البقع والحفر، وأرى أنفي معوجّاً وكبيراً وبارزاً للغاية، كما أن عينيَّ صغيرتان جداً".

وفي حال ازدادت حالتها سوءاً، فإنها تنظر إلى نفسها في المرآة عدة مرات وتحاول إخفاء العيوب التي تعتقد أنها تراها، ويستغرقها الأمر أربع ساعات للانتهاء من وضع مستحضرات التجميل، وبالرغم من ذلك لا يفارقها الشعور بالقلق عند الخروج من المنزل.


وتتابع آلانا القول: "اعتدتُ على وضع أربع أو خمس طبقات من المكياج الأساسي، الذي يخفي عيوب البشرة، يجب عليَّ كذلك أن أضع مكياج العيون بكل دقة، وأقوم بتعديل المكياج مراراً وتكراراً بلا جدوى".

وخلال محاولتها لإزالة البقع التي تراها تتسبّب آلانا لنفسها في بعض جروح البشرة، وكانت آلانا تظهر في صور العائلة كطفلة سعيدة ذات شعر مموج، إلا أن الأمر اختلف تماماً عندما أتمّت أربعة عشر عاماً لأسباب لا تعلمها.

وتقول آلانا: "عندما كنت طفلة كنت أحب صوري... ربما لم ألحظ ذلك عندما كنت صغيرة، ولكن عندما أعود بذاكرتي إلى الوراء، فإنني أتذكر أن بدايات الأمر كانت عندما كنت في المدرسة، كنت منتبهة جداً لما يحدث من حولي، وأتلفت لأرى ما إذا كان أحدهم ينظر إلي، أو أن هناك من يضحك، أو يتكلم عني. كانت النوافذ كبيرة وكنت أنظر إليها دائماً، كذلك عندما كنت أذهب إلى دورة المياه، لا بد لي أن أنظر إلى المرآة"، وأضافت: "عندما كنت في الخامسة عشرة، توقفتُ عن الذهاب إلى المدرسة".

كانت والدتها تقلّها إلى المدرسة كل يوم، لكن آلانا وبالرغم من حبها للدراسة إلا أنها كانت ترفض النزول من السيارة؛ واستمرت والدتها في المحاولة لعدة أيام، ولكن رفض آلانا استمر كذلك، وزاد إصرارُها على ألا تدخل المدرسة؛ الأمر الذي تسبب بدخول الفتاة في حالة من العزلة، التي أدت بدورها إلى تغيُّرات واضحة في شخصيتها.

بدورها تقول والدتها: "لمدة عامين أو ثلاثة أعوام، لم نكن ندري ما الذي يحدث.. بعد أن كانت ابنتي طالبة ذكية وواثقة من نفسها، انهارت بكل بساطة. لم أعد أغادر المنزل، كانت مستلقية طوال الوقت في فراشها، وكان عليَّ الاعتناء بها.. كان هذا قاسياً، لأن كل أم سوف ترى ابنتها جميلة، ولكن بالنسبة لآلانا فقد كانت حقاً كذلك، وأعتقد أن أحداً لن يرى خلاف ذلك. من المؤلم أنني لا أستطيع أن أفعل شيئاً لمساعدة ابنتي... ولكني تعلمت أن أتعامل مع الأمر بشكل مختلف، لم أعد أحاول أن أثبت لها أنها ليست قبيحة، ما علينا فعله أنا وهي أن نقوم بتغيير الموضوع، والتركيز على أمورٍ أخرى".


وكانت آلانا تنزعج كثيراً عندما تقوم والدتها بوضعِ صور لها في المنزل، مما اضطر الوالدة لإزالتها جميعها.

وبعد عدة تشخيصات خاطئة من الأطباء الذين قالوا إن الأمر لا يتعدى تلك المشكلات الخاصة بمرحلة المراهقة، تم تشخيص حالة الفتاة بصورة صحيحة في مستشفى ماودسلي في لندن، التي أقامت فيها لمدة خمسة أشهر لتلقي العلاج، والآن تستمر في جلسات منتظمة للعلاج السلوكي الإدراكي، وسمي مرضها بـ"اضطراب تشوه الجسم".

قامت آلانا بجلسات تصوير فوتوغرافي لصالح شبكة "بي بي سي" بعنوان "لا أحد مثالي" وذلك بهدف نشر الوعي بهذا الاضطراب، ومساعدة الآخرين في التعرف على أعراضه.


وبعد مرور آلانا بهذه التجربة، أصبحت ترى أن تشخيص اضطراب التشوه الجسمي ليس سهلاً على الإطلاق، بالإضافة إلى قلة الوعي بالأعراض، فهؤلاء المصابون بهذه الحالة يشعرون بالخجل من مظهرهم ولا يميلون إلى التحدث عن الأمر بشكل منفتح، وتقول آلانا: "كان قلقي الرئيسي يرجع لشكل أنفي، واستغرق الأمر ثلاث سنوات من العلاج حتى استطعت أن أفصح عن هذا لأسرتي أو للمعالج النفسي".

جلسات التصوير لم تكن سهلة بالنسبة لآلانا التي كانت ترفض أن يتم التقاط صور لها على مدار أعوام، وكانت تقوم أحياناً بالتقاط ما يزيد على 200 صورة سيلفي ومن ثم تحذفها جميعها.

من جانبه، يرى معالج السلوك المعرفي ومدير جمعية علاج اضطراب التشوه الجسمي، روب ويلسون، أن المصابين بهذا الاضطراب لا توجد لديهم مشكلة في التقاط صور سيلفي بأنفسهم، حيث يتحكمون بالأمر ويستطيعون تعديل الصور، المشكلة تكمن حينما يقوم الآخرون بتصويرهم، لأنهم يشعرون أن الأمر أصبح خارجاً عن سيطرتهم.

وقال ويلسون: "هذا الاضطراب يبدأ غالباً في مرحلة المراهقة، وكثيراً ما يكون بسبب التعرض للتحرش أو المُضايقات"، مضيفاً: "أحيانا يكون السبب متعلقاً بما يجعل الشخص يشعر بالاختلاف عن الآخرين، مثل ظهور حب الشباب على سبيل المثال"، وتابع: "بالنسبة للمراهقين، من المعتاد أن يكون لديهم اهتمام بمظهرهم، أما ما يميز المصابين بهذا الاضطراب فهو أن قلقهم بشأن مظهرهم قد يستمر لمدة ساعة على الأقل كل يوم. يسبب هذا القلق معاناة كبيرة، مع مستويات عالية من القلق والخجل والاكتئاب بما يكفي لعرقلة الحياة الطبيعية لهؤلاء الأشخاص".


وكان لمواقع التواصل الاجتماعي دوراً في زيادة حالة آلانا سوءاً، حيث كانت تجد نفسها في مقارنة مستمرة مع من هم في مثل عمرها، ويرى ويلسون أنه على الرغم من هاجس الصور وانتشار ثقافة التقاط صور "السيلفي" بدلاً من النظر في المرآة، فإنه لا يمكننا إلقاء اللوم على شبكات التواصل الاجتماعي.

إضافة إلى ذلك فإن هناك عوامل أخرى وراثية، واجتماعية، وأخرى متعلقة بتجارب الشخص في مراحل عمره المبكرة، هذه العوامل مجتمعة قد تسبب هذا الاضطراب، ويعتقد ويلسون أن طبيعة هذا الاضطراب تكمن في اعتقاد الشخص بأن لديه مشكلة جسمانية، وليست مشكلة نفسية، لذلك ينفقون أموالاً كثيرة لشراء مستحضرات التجميل وإجراء عمليات تجميلية.

كما وحذر ويلسون من أن تأخر العلاج أو عدم الحصول على العلاج المناسب قد تكون له عواقب وخيمة؛ حيث يعتبر هذا المرض أحد أخطر الاضطرابات النفسية، مع خطر ارتفاع معدلات الانتحار والمشاكل في الحياة العملية والمعاناة الشديدة.

أما العملية العلاجية لآلانا فتسير بشكل إيجابي، وهي تدرس الآن علم النفس في الجامعة، وتنوي بعد ذلك متابعة شهادة الدكتوراه وإجراء الأبحاث حول هذا الاضطراب.

بذلت آلانا في اليوم الأول لجلسات التصوير، جهداً كبيراً لتستطيع أن تترك شخصاً غيرها يقوم بتصفيف شعرها ووضع المكياج لها، وتقول "في نهاية جلسات التصوير شعرت بسعادة غامرة لقدرتي على تحقيق ما كنت أظنه مستحيلاً".

الآن أخيراً سمحت آلانا لوالدتها بوضع إحدى تلك الصور في غرفة المعيشة.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 42296

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم