16-11-2016 03:47 PM
سرايا - سرايا - كشف الكاتب الصحفي عماد الدين أديب، عن التفاصيل الكاملة لمرض الفنان الراحل محمود عبد العزيز، والذي لقى معه معاناة شديدة بلغت أحيانًا إلى حد اليأس من الشفاء. وقال «أديب» في مقاله بعنوان «محمود عبد العزيز» بصحيفة «الوطن»: «أريد أن أستأذنكم اليوم للحديث عن أخى الأكبر، وصديقى الوفي الفنان محمود عبد العزيز (رحمه الله).. ورغم أننى أؤمن إيمانًا خالصًا بأن الموت حق، وأن كل من عليها فانٍ ولا يبقى إلا وجه ربنا ذي الجلال والإكرام، فإننى لم أتخيل يومًا أن أمسك بالقلم؛ كى أنعى «الحاج محمود»، أو «حودة» كما كان يحب أن يناديه أصدقاؤه».
وتابع: «الحقيقة أن محمود عبد العزيز مات عن عمر يناهز الـ«70 عامًا» قدم خلالها على مدار نصف قرن مجموعة من أجمل وأرقى أفلام السينما المصرية بعد معركة شرسة مع المرض». وأوضح الكاتب الصحفي أنه: «منذ عدة أشهر وبالتحديد فى شهر رمضان الماضى بدأت معاناة محمود عبد العزيز بآلام فى أسنانه قيل إنها - فى التشخيص الأول - تسوس حاد فى الأسنان والضروس يحتاج لجراحة.. أجريت الجراحة فى فرنسا وثبت بعد فترة أنه حدث فيها خطأ فى استكمال الجراحة، مما أدى إلى دخول فيروسات إلى أعلى الفك ومنها إلى مؤخرة الرأس».
وأشار إلى أنه «شاهده عدة مرات فى باريس يتألم بشدة من ردود فعل هذه الجراحة إلى الحد الذى كانت تتسرب منه بعض عبارات اليأس من الشفاء من هذا الألم رغم الكمية الهائلة التى كان يتناولها من المسكنات.. وتوالت الأحداث حتى اكتشفت بعض الأورام قيل إنها محدودة وبدأت رحلته فى فرنسا للمرة الثانية للعلاج ولكن هذه المرة بالكيماوى». واستطرد: «وبعد قرابة 20 جلسة من الكيماوى عاد للقاهرة ولكن الآلام عاودته.. وفى القاهرة أكدت الأشعة المغناطيسية أن السرطان قد انتقل إلى خمسة أماكن رئيسية منها الكبد والرئة والعمود الفقرى والمخ.. باختصار، أبلغ الأطباء فى «مستشفى الصفا» ولديه محمد وكريم أن الحالة ميئوس منها وأن المسألة «مسألة وقت» وتعهدوا أن يبذلوا كل الجهود للتخفيف عنه حتى يحين أمر الله».
وأشار: «من ناحية أخرى كانت هناك محاولات للبحث عن آخر أمل ممكن للعلاج فى باريس، وتم بالفعل إرسال تقرير طبى من مستشفى الصفا مع «شريط سى دى» إلى أهم استشارى أورام فى باريس الذى أكد دقة تشخيص الأطباء المصريين وأن حالته لا تسمح بنقله وأنه لا يوجد أى بروتوكول علاجى يمكن أن ينقذه».
وأوضح: «تم إخفاء هذه المعلومات عن محمود عبد العزيز الذى تمكن منه المرض وأصبح يؤثر على حالته النفسية حتى إنه أمضى آخر 8 أسابيع رافضًا للطعام وأصبح يتناول غذاءه عبر محاليل عبر الوريد.. شعر محمود عبد العزيز بقرب لقاء ربه فكان يكثر من تلاوة ما يحفظ من قرآن ويدعو ربه ضارعًا مستغفرًا». وتابع أديب: «لم يرحم الإعلام الشرس محمود عبد العزيز فشكل ضغطًا هائلاً على ولديه وزوجته وعلى مداخل ومخارج المستشفى.. أعلنت مواقع الإنترنت وفاته 4 مرات قبل وفاته الحقيقية».
واختتم قائلًا: «يكفى أن أقول لكم إن محمود عاش ومات مُحبًا لكل الناس، صديقًا وفيًا لكل من عرفهم، شهمًا فى أخوته، كريمًا فى محبته، رجلاً حكيمًا لكن بقلب طفل كبير وبرىء.. قلبى اليوم فيه وجع كبير لفقدانك يا محمود.. اللهم أغفر له وثبته ساعة الحساب». وكان الفنان الكبير محمود عبد العزيز رحل عن عالمنا أول أمس، وتم تشييع جثمانه أمس ودفنه بالإسكندرية بعد صراع مع مرض السرطان عن عمر يناهز 70 عامًا.