03-11-2016 11:51 AM
سرايا - سرايا - ما أَقسى أن تشعَرَ بأنك كنتَ مخدوعاً لردحا طويلا من الزمن
أشعرُ أنني تائه . . لا أدري كيف وصلتُ الى هذه الحالة
كنت أعتقدُ أنني ذكي ومميز ولكنني اكتشفت أَنني مغفل وأَن حياتي كلها قائمة على النسخِ واللصق
منذُ نعومةَ أظفاري نشأتُ على الطاعةِ المطلقةِ لكلِ من هم أكبرَ مني . . .لم أجرؤُ يوما على عملِ أيِ شيئٍ خارجَ منظومة الأعمال التي يسمح لي بها . . . كنتُ بريئا جدا
عندما سُجلتُ في المدرسةِ الأبتدائية . . . روحي الغضة كانت مفعمة بالتفاؤل والحيوية والنشاط
أحببتُ معلمَ الفصل الذي كان يدرسنا . . فقد كان ذا شخصية مؤثرة جدا . . ملهما ساحرا
كنتُ أحسُ أنه عبقري وشخصية فذة لا مثيل لها . . . لكن هذا المدرس كان السبب في ما صارت عليهِ شخصيتي من تشرد و ما آلت إليه روحي من ضياع
في المدرسةِ تعرفتُ على مفاهيم كثيرة وجديدة تختلف كثيرا عن ما ألفته في المنزل . . . كانَ أكثرها غموضا وغرابة بالنسبة لي هو ما يطلق عليه " غرفة الفئران "
نعم هذا المفهوم الوضيع الذي لم يجد أحدا صعوبة في تخيل بشاعته كان له أثره العميق في تكوين شخصيتي المهلهلة . . . على الرغم أن مدرسنا لم يكن بحاجة إلى ترسيخ هذا المفهوم القميئ لفرض شخصيته وإرادته علينا فقد كان سحره وقوة تأثيره تغنيه عن هذا المفهوم الموغل بالرعب
زمان . . كان نظام مدرستنا ينصُ على أن المدرس يقومُ بتدريس نفس الصف في الأول والثاني والثالث إبتدائي . .
ما جعلَ بعض المدرسين يتفننون في غسيل دماغ الطلاب . . . وقد كنت أحد هؤلاء الطلاب للأسف . . اكتشفت لاحقا أن أستاذنا هذا كان مهووسا بفرض معتقداته وأفكاره علينا
وكان يستخدم مفهوم غرفة الفئران كسلاح أفتراضي فعال يعزز فيه قبضة أهواءه الحديدية
كان يوهمنا أنه توجد في طرف ساحة المدرسة غرفة كئيبة . . مظلمة ورطبة . . . تزخر بالفئران والجرذان والعِرَسْ من كل نوع وبكل الأحجام والأشكال . . . تتحين الفرص للإنقضاض ونهش جسد أي طفل يقترف خطئا جسيما أو حتى . . . زلة صغيرة
وتبين لاحقا ان هذه الغرفة لم تكن إلا مستودعا للكتب المتهالكة والمصاحف المهترئة
كنا نَحرصُ على أن لا ندنوا من هذه الغرفة ماديا بالإبتعاد عنها قدر الإمكان ومعنويا بالإمتثال لأدق تفاصيل أوامر هذا المدرس وعدم إقتراف أي خطأ بحقه الشخصي
أو بحق تعليماته الحادة اللذان امتزجا بشكل مريب بحيث أصبح لايمكن التفريق بينهما
أدركتُ متأخرا جدا أن ما كنا نتجنبه هي أفعال طبيعية ومنطقية بالنسبة الى عمرنا ومحدودية تفكيرنا .. ولكنها تتعارض مع ما يحويه دماغ أستاذنا الفاضل من محتويات عفنه
ما فاقمَ النائبةُ أنه لم يكتفِ بتخويفنا من غرفة الفئران بل أضاف الى المشهد غرفة أخرى ليرسخ نفوذ أفكاره ومعتقداته البالية علينا . . كانت الغرفة الأخرى لا تقل غرائبية عن الغرفة الأولى . .
غرفة أسماها (غرفة السكاكر) . . تعجُ بالشيكولاته الداكنه والحلوى المنكهة والمصاص الفاخر
وكان لا ينفك عن مداعبة مخيلتنا الراكدة أصلا بأن من يطيعه ويلتزم أوامره ويكفَ عن نواهيه سيكون حتما من رواد هذه الغرفة في نهاية العام . . . ويمر العام تلو العام وعندما نسأل عن هذه الغرفة يقول أنه ليس ليدخلها أحد إلا بعد انتهاء
المدرسة الإبتدائية وانتقالنا الى الإعدادية حيث أنه سيعمل حفلة كبيرة وسيسمح لجميع الطلاب بولوجها والإستمتاع في أكل ما لذ وطاب من حلوياتها التي لم يكن لها وجود من الأساس
كان هذا المدرس الحاذق يدعي أيضا بأن كلمته هي الأولى والأخيرة عند مدير المدرسة الذي لم نره في حياتنا ولو لمرة . . . واحده وأن المدير لن يتوانى في تنفيذ أي طلب له وخاصة
في تنفيذ العقوبات الشديدة كالطرد من المدرسة أو حتى النقل إلى المدارس البعيدة . . . التي كنا نرتعد لمجرد أن نتصور أنفسنا عبيدا أو إمعات لطلابها الأشاوس
ثلاث سنوات من البرمجة الدماغية جعلتني وأبناء صفي مثل الآليين لا نتصرف إلا وفق الخطة الرديئة المعدة سلفا
في أحد الأيام صارخت امي بشكوك راودتني بماهية هذه الغرف . . فنهرتني بشدة وأكدت لي أنه من الضروري تنفيذ كل تعليمات المدرس . . . كان رد فعل أمي ألطف من طريقة أبي . . الذي صفعني بعنف لمجرد أنني استفسرت عما إذا كانت هذه الغرف موجوده في المدارس الأخرى وعن سبب وجودها في مدرستنا
ونتيجة لهذا العصف الذهني والنفسي حفظت كل المناهج عن ظهر قلب دون أن استوعب حرفا منها
حتى بعد أن كبرتُ وأصبحتُ في مرحلة دراسية أعلى كنت لا أزال أحفظ كتب تلك المرحلة التي وصمت تاريخي وحاضري ومستقبلي برمته . . واستمر دماغي المبرمج على ابتلاع أي فكرة تتوافق مع ما يعتمل في دماغه المقفر
وتقيأ أي أمر لم يكن له انبثاق في صحراء تعاليمه الجرداء
الى أن جاء اليوم الذي تمنيت أنه لم يأت على الإطلاق
حين اكتشفت أن مدرسنا هذا لم يكن سوى إنسان عدواني ومؤذ لجيرانه وأقربائه وكان . . زير نساء من الطراز الأول . . . ناهيك عن عدة قضايا مسجلة بإسمه . . . كانت إحداها قضية تحرش بطفلة لم يتجاوز عمرها السبع سنوات
تأكدت من كل هذه القضايا عندما أطلعني عليها إبن خالي الموظف في قسم ملفات البحث الجنائي
رفضت في البداية أن أصدق ما سمعته من حقائق لم أرغب بسماعها أصلا . . . قاومت بكل ما أملك من قوة . . قاومت بعصبية وصلت لدرجة العنف أحيانا غير أنه لم يكن لي أي حيلة في مواجهة الأدلة الدامغة المادية والظرفية التي كانت واضحة جدا للعيان
الآن بعد ان اكتشفت هذه الحقائق الصادمة عن هذا المدرس . . بت أشك بكل القيم التي زرعها فينا . . .
صحيح أنه علمنا بعض القيم الإيجابية ولكنه زرع فينا الخوف
والرعب والتعلق بآمال زائفة وأوهام كاذبة لا وجود لها إلا في خياله المريض
حتى تلك القيم فقد فسدت وتلاشت مع الزمن لأننا لم نكن نمارسها بدافع الإستيعاب والمنطق
كنا نقوم بها طمعا في غرفة الحلوى أو فرارا من غرفة الفئران
ما حيرني دائما هو موقف أبي وأمي عنما أبديت شكوكي بهذه الغرف المزعومة فقدت ثقتي في نفسي . . في المدرسين . . أبي. . . أمي . . . اشقائي وجميع أقربائي
وأخشي أن أفقد ثقتي في المجتمع كله . . . .
أرشدوني
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
03-11-2016 11:51 AM
سرايا |
2 - |
ولماذا تعمّم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وهل كل المعلمين هم معلمك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ اسلوب افضل من المضمون والمحتوى ...................
|
03-11-2016 01:14 PM
ابنة كفرصور - طولكرم ![]() |
3 - |
مش فاهمة إشي ؟؟؟
|
03-11-2016 06:39 PM
زينه ![]() |
4 - |
هاذي القصة أغرب من الخيل بس واضح انه مدرس مريظ نفسي
|
03-11-2016 11:28 PM
نادر الروسان ![]() |
5 - |
هاذي القصة أغرب من الخيل بس واضح انه مدرس مريظ نفسي
|
03-11-2016 11:28 PM
نادر الروسان ![]() |
6 - |
لما كنا بالمدرسه كنا نسمع من المعلمات عن غرفة الفئران وانه يلي ما بتحفظ الدرس رح تدخلها المعلمه على هاي الغرفه كانوا يخوفونا بس عشان نتعلم .اما بالنسبة للاستاذ يلي بتحكي عنه فهاد انسان مريض نفسي وما عنده ذرة كرامه او انسانيه هو عباره عن وحش بشري
|
04-11-2016 01:55 AM
امونه ![]() |
7 - |
يا من طرحت تلك الواقعه ليست بالغريبه على مجتمعنا ويبدو انك تعلمت البهرجه من معلمك...فالطبيب يمارس الشذوذ وشيخ الدين يمد يده لجيوب المحتاجين قبل الميسورين والاغنياء وبأسم الدين ليملأ جيبه والقاضي حدث المهندس حدث ولا حرج..
هي انفس مريضه وموجوده ليوم الدين....لا يمنع عديم الاخلاق من المعلمين اتباع اي اساليب لطالما ان تصب في مصلحة الطلاب... يفوتني الآن كتابة الكثير من الكلام في هذا الخصوص إلا انني اقول مدرسي الماضي البعيد مارسوا الى ما يصل التعذيب وتبين لنا مؤخرا انهم من اخرجوا اجيالا من العلماء والقياديين والغايه تبرر الوسيللة إلا بالدين.... لفت انتباهي كتابتك المصاحف المهترئه وهذا لا يجوز فإما ان تقول صحف او المصاحف بدون اية كلمه تتبعها |
04-11-2016 03:52 PM
المستشار.. ![]() |
8 - |
انت حر في تفكيرك واعتقادك انت مالك خيارك والحياة اختبار وتكليف وبتلاء وفتن اذا شءت امن وان شءت فكفر ،
|
04-11-2016 06:53 PM
اوس المغربي ![]() |
9 - |
قرأت قصتك مرارا وتكرارا
كل مرة أشعر أنني أغوص في محيط من الاحجيات أو اتسلق جبل من الألغاز . . لن اعلق الآن . . لن اجعل عيناك الباردتين تكتحل بتعليقي سانتظر حتى ينتهي الجميع |
04-11-2016 10:41 PM
الزيبق . . . ![]() |
10 - |
اللي فهمتو ان الكاتب وصل عمر العشرينيات ف عيب تهزو هيك قصه او هيك كذبه اوهيك معلم لانك رجل
سردك للقصه نفس سرد قصه ايها الكرز المنسي في كتاب اللغه العربيه هيد اند شولدرز ما بلومك اذا تركت الموقع |
05-11-2016 10:58 AM
تهاني ![]() |
11 - |
حياتي كلها قصص
قصة ورا قصة ورا قصة لو تركت الموقع . . انتي بتتركي كمان ؟ |
05-11-2016 04:01 PM
هيد أند شولدرز ![]() |
12 - |
ما بعرف بس احكيلي انت ع اي موقع ع شان نكون مع بعض |
05-11-2016 07:48 PM
تهاني ![]() |
13 - |
مش عارف بس حاس حللي متابع فلم هندي بشرفك هذة المشكلة عندك تراك ماطلعت ابعد من صور داركم
|
11-11-2016 07:09 PM
فات الميعاد ![]() |
14 - |
والله وحياتك وصلت لأبعد ما تتخيل . . وصلت إلى أبعد من أقصى جموح لخيالك . . . وهاد الفيلم الهندي اللي مش عاجبك . . كلكم عايشين فيه . . يا افندي
|
12-11-2016 09:45 PM
الزئبق . . . ![]() |