حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,17 مايو, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 14654

"الإبداع والمقدس" لأميرة الزين: البحث عن معرفة سامية حرة

"الإبداع والمقدس" لأميرة الزين: البحث عن معرفة سامية حرة

"الإبداع والمقدس" لأميرة الزين: البحث عن معرفة سامية حرة

17-09-2016 12:24 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - صدر لأستاذة الأدب العربي في جامعة جورج تاون في قطر د. أميرة الزين كتاب بعنوان "الإبداع والمقدس"، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر.
وجاء الكتاب في فصلين الأول بعنوان "في البدء كانت الاستعارة"، والثاني بعنوان "قصيدة التوأمين: الخلق والإبداع"، ويتناول مسألة الإبداع والمقدس، وهو محور معظم محاضرات الزين في التصوف والأدب المقارن، من خلال قراءة مبتكرة للتجربة الصوفية والمتخيل في نطاق الإبداع، الكتاب يقع في 128.
تقول المؤلفة في مقدمة الكتاب إنها على مدى أعوام أكاديمية طويلة كانت قضية "الإبداع والمقدس"، محور معظم صفوف التصوف والأدب المقارن التي علمتها في جامعتي جورج تاون وتفتس، فكانت مداخلات الطلاب ونقاشاتهم غنية بالأفكار وكانت في أكثر الاحيان مفاجئة.
تضيف الزين كان هؤلاء الطلاب ينتمون إلى قارات الأرض الخمس ويعبرون في آرائهم عن روح أممهم ونظراتها المختلفة إلى قضية المقدس والغيبيات، خصوصا ما يسمى منها "الوجود الممكن"، تلك الحلقة المفقودة بين الوجود والعدم.
وتبين المؤلفة أنه من هذا البرزخ تنطلق رحلتها مع "الإبداع والمقدس" عبر محطتين اقتضت الأولى منهما "في البدء كانت الاستعارة"، موضحة قراءة جديدة ومختلفة للتناص بين "الطبيعيات"، و"الإلهيات"، في ضوء قناعتي بان الخلق والإبداع توأمان من أم واحدة، إنها قراءة للبياض والصمت والمسافة، قراءة "مناسبة لإيقاع القلب والرئتين، لا تناشد الزمان النفسي وحسب بل تناشد زمان الحشا".
ومن هنا كما تقول الزين ينطلق الرؤياوي العارف إلى متعاليه متخطيا رقابة الحواس، ثائرا على عبودية الحرف، حرا في اجواء العرفان "في نفسه كتاب ربهّ، كما يرى ابن عربي، بل انه في اشارة لماحة إلى توأمة الخلق والإبداع وتناص "الطبيعيات"، "الالهيات"، يعطي الإنسان معنى الفصول الأربعة التي لا تكتمل دورة الزمان الا بها.
وترى المؤلفة انه كان على هؤلاء الرؤياويين من السفر إلى غنى انفسهم وغنى كثير من الثقافات والشعوب. وكان عليهم ان يطوروا نظرة عرفانية للوجود، ورؤية متعالية لأنفسهم والعالم، معرفة سامية حرة من اغلال الحروف، بل إنهم فوق ذلك كله، كان عليهم ان يصوغوا رؤية جامحة للإبداع فتحت لهم، وللشعر العربي بعامة، آفاق الخيال وكنوز الاستعارة والمجاز والرمز وحررته من جماليات الجمل.
وتشير الزين إلى ان افلاطون كان يرى ان الاستعداد للسفر "ملكة يملكها جميع الناس ولكن لا يستعملها إلا القليل"، وايضا كان يرى ابن عربي ان الإنسان مزود باجنحة الكشف والإبداع او ما يسميه "علم الجولان في الملكوت"، حيث يقول: لن يبلغ احد هذا الشأن حتى يصبح "مجلى لما احب"، ويتضمن معنى مجلى المخدع الوجودي الذي يفرشه الحب وتبلوره الاستعارة للوجودين معا. الاستعارة التي تجعل من المتعالي حضورا.
وتوضح المؤلفة أن العروج من الحرف ومفضوح العبارة إلى الرمز والمجاز والاستعارة صلاة هذا الرؤياوي العارف ذي القلب الخاشع، صلاة لم يكتف فيها بتأسيس رؤيا ثورية للمتعالي بل مضى أكثر من ذلك ليؤسس رؤيا وجودية متعالية للكتابة المقدسة.
وتشير الزين إلى أن العرفان بالاستعارة كان الوجه الاشراقي لهيام الميتافيزيقيين المتبحرين بما بعد الطبيعة. انهم إذ يخلقون باستعاراتهم "الطبيعية الأخرى" إنما يعرضون في هذه الاستعارات ما حجبته عنا طبيعة حواسنا وملكاتنا المحدودة المتناهية من جماليات الروح. وهم في تجربة الفناء الصوفي الذي هو من لوازم العشق، يشبعون عطشهم الى هذه الغايات بالرموز والاستعارات. وهذا واضح من الشروط النفسية التي لا يتحقق الفناء بدونها، ذلك انه لا يمكن تفسير هذا الفناء الا باعتباره استعارة لرحلة وجودية في "زمان متخيل" او "فضاء افتراضي"، يتذوق فيه العارف، طعم الموت والحياة.
والزين هي شاعرة واستاذة في جامعة جورج تاون وصدر لها العديد من المؤلفات والمجموعات الشعرية المنشورة منها: "كتاب النخيل"، "بدو الجحيم"، بالعربية، "The Jinn & Other Poems" بالإنكليزية. ولها عدد من الكتب ، آخرها "slam , Arabs & The Intelligent World Of Jinn"، الصادر عن منشورات جامعة سيراكوس في نيويورك..الغد


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 14654

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم