حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,6 مايو, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 14459

عيد الاسرى وعائلاتهم مرصع بالشوق والحنين

عيد الاسرى وعائلاتهم مرصع بالشوق والحنين

عيد الاسرى وعائلاتهم مرصع بالشوق والحنين

12-09-2016 08:53 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا- في ليلة عيد الاضحى المبارك تلقّت والدة الأسير رأفت (رفضت الكشف عن اسمه بالكامل) اتصالًا هاتفيًا من فلذة كبدها لم يتعد مدته دقيقة واحدة، وخاطبها قائلًا: "كل عام وأنت بخير، أتمنى أن تكوني بصحة وعافية، أسأل الله أن يتقبل منك الطاعات، مشتهي يما الكعك والمعمول من تحت ايديكي".

كلمات خرجت سريعة من الاسير رأفت، لاضطراره لإنهاء المكالمة المكوكية لتخوّفه من كشف إدارة السجون وجود هاتف بحوزتهم، ووفق سامي شقيق الأسير رافت، فإن والدته انهالت بالبكاء عقب المكالمة لتُحوّل ليلة العيد من فرحة إلى غصّة لا تنتهي إلا بالافراج عن فلذة كبدها الاسير.

ولا يزال رأفت موقوفا دون محاكمة، قضى اربعة أعوام سابقة في سجون الاحتلال، وكان قد اعتقل خمس مرات بتهم امنية، متزوج وله ثلاثة اطفال غالبا يمضي ايام عيده دون ان يرافقهم كباقي الاباء لاصطحابهم في جوالة ترفيهية بين احضان المتنزهات والطبيعة الخلابة.

تقول زوجة الاسير يونس الكوازبة لمراسلنا "عيد غريب ومعقد، ودعت احد ابنائي شهيدا خلال انتفاضة القدس، واعتقل الاحتلال اللعين زوجي الذي يعاني من عدة امراض مزمنة، واستقبلت ابني اسلام الذي تحرر من سجون الاحتلال قبل شهرين، انه عيد ممزوج بالاشتياق والانتظار والحزن".

في حين زيّنت ام اسامة زوجة الأسير يونس غرفة الضيوف خلال أيام عيد الاضحى المبارك بصورة كبيرة لابنها الشهيد احمد وزوجها الاسير، مؤكدةً أن عيدها لن يكتمل الا بدحر الاحتلال وتحرير كافة الاسرى من سجون الاحتلال ونيل شعبها كافة حقوقه.

ودعت قادة الفصائل الفلسطينية ورموز العمل الوطني للنظر إلى الأسرى الذين مُنعوا من قضاء العيد بين ذويهم بسبب نضالهم الدؤوب لتخليص شعبهم من ظلم وقهر وبطش الاحتلال، وطالبتهم بالعمل الجاد لإطلاق سراحهم، وانهاء رحلة المعاناة التي تتعرض لها عائلاتهم.

ويرى محمد جرادات الناشط في مجال قضايا الاسرى في حديث خاص ل "دنيا الوطن" أن العيد مناسبة مؤلمة للأسرى تتجدد فيه الآلام والأحزان وتُفتح فيه الجراح، ويُستحضر خلالها ذكريات الأحبة ومشاهد المأساة وفصول المعاناة الطويلة متعددة الصور والاوجه.

وأشار إلى وجود الآلاف من الأسرى الذين مرَّ عليهم عشرات الأعياد وهم في سجون الاحتلال بعيدين عن ذويهم وأحبتهم وأطفالهم، لافتًا إلى استقبال بعض الأسرى العيد تلو الآخر مع أبنائه وأشقائه داخل السجن، وآخرين فقدوا والديهم وهم في السجن ليُحرموا وللأبد من إحياء أعياد مقبلة معهم.

وأكد جرادات أن الأسرى الفلسطينيين يتسلّحون بإرادة لا تلين وأمل لن يغيب او ينقص، ويحلمون بعيد يحل عليهم قريبًا بين ذويهم، عيد يكون الشعب انتصر في نضاله الدؤوب على عنجهية الاحتلال وساديته، وقد ساد العدل والامن والسلام كافة ارجاء فلسطين.

بدوره لفت الاسير المحرر هشام الطيطي الذي امضى 4 سنوات في سجون الاحتلال عن الاجواء المعاشة داخل سجون الاحتلال يوم العيد لمراسلنا "رحلة الأسرى في الحنين إلى ذويهم مرافقة لهم طوال محطات الاسر، وتبدأ بالتصاعد قبل العيد بأيام، مؤكدًا أن العديد منهم يذرف الدموع اشتياقًا لأبنائه وذويه".

يضيف "صباح يوم العيد يخرج الاسرى الى الساحة لاداء صلاة العيد، ثم يشكلون حلقة دائرية للسلام ومصافحة بعضهم، وتبادل التهاني والتبريكات، ويوزّعون الحلوى على بعضهم ان سمحت بادخالها اليهم ادارة مصلحة السجون الاسرائيلية".

يقول احمد ابن الاسير خليل الاقرع المحكوم 7 مؤبدات من يطا لمراسلنا "كبرت كثيرا دون ان يعطيني والدي الحنان الكافي، بسبب تغييب سجون الاحتلال له، مضى على اعتقاله 15 عام وفي كل يوم اشعر بحاجتي الشديدة اليه، العيد يمثل لي عذابا اخر كون ابي هو الحياة والعيد".

يبلغ عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال (7000) أسير فلسطيني، بينهم (70) أسيرة، و أكثر من (400) طفل، وتحتجز سلطات الاحتلال الأسرى في (22) سجن ومركز توقيف وتحقيق، ويخوض ثلاثة اسرى اضرابا مفتوحا عن الطعام لمدة تشارف على الثلاثة شهور هم الاخوين بلبول والاسير الهريمي.

ويقول الاسير المحرر عبد القادر جبر الذي امضى 4 سنوات في سجون الاحتلال وتحرر قبل اشهر "في يوم العيد يختبئ الأسير وراء اشتياقه وأحزانه، ويحاول جاهداً أن يبتسم ويصنع أجواءً من الفرحة لكن ملامحه تفضح آلام روحه وأمنياته في أن يكون حيث يحب، حيث الأهل والأصدقاء والأحباب والحرية".

ويضيف:" لا نحتاج لاختبار كمية الفرح فينا في هذا اليوم، فكلنا نعلم جيداً أن لا معنى للفرحة داخل السجون وبعيدا عن الأهل، بعد انتهاء طقوس العيد التي نصنعها نحن والتي لا تتجاوز الساعتين يعود كل أسير إلى برشه "سريره" ويغرق في أحلامه وتساؤلاته فيفكر في أجواء عائلته، وماذا تراهم يفعلون وكيف يقضون العيد في غيابه".

ويفكر أيضاً بعائلته زوجته وصديقه الذين ترافقهم نفس الغصة في غيابهم، مضيفاً:"مِنا من يلتهي بالقراءة أو العبادة أو مشاهدة التلفاز والأخبار، والبعض ينام قهرا، فيما يستغرق الأغلبية في التفكير الذي لا حدود له داخل السجن وكم ستمر عليهم من اعياد دون لقاء الاهل".


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 14459

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم