حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,4 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 24635

بالصور .. مسنون و ذوو احتياجات خاصة يعيشون حياة ملؤها القهر .. وقطع المعونات عنهم أصبحت " هواية "

بالصور .. مسنون و ذوو احتياجات خاصة يعيشون حياة ملؤها القهر .. وقطع المعونات عنهم أصبحت " هواية "

بالصور  ..  مسنون و ذوو احتياجات خاصة يعيشون حياة ملؤها القهر  ..  وقطع المعونات عنهم أصبحت " هواية "

12-05-2016 04:11 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - خاص - كانت رحلة بعد انقطاع بضعة سنوات إلى واد الحدادة، مخيم الحسين، وجبل القصور، ساقني إلى هناك الفضول الصحفي المتعلق بتقديم خدمة أو حلول، وضمير الباحثة الاجتماعية الذي لم أستطع يوما إراحته، وكم الاتصالات على مدى بضعة سنوات من ساكني هذه المناطق أو لنقل من بعضهم، وهذا التغيب الملفت والمنقطع النظير لكل من وزارة التنمية الاجتماعية وصندوق المعونة الوطنية.

فقطع المعونات معظمه جائر، أما البؤساء الذين لا تحملهم أقدامهم لمراجعة أية جهة فهم المهمشون المنسيون من قبل الوزارة ، هم إما مسنون أو معاقون حركيا.

عبد الكريم مسن وبأمراض مستعصية يعيش وحيدا منذ 30 عاما وتم قطع المعونة عنه
يروي السيد عبد الكريم تفاصيل حياته في بيت ليس فيه إلا سرير ومطبخ فارغ حتى من الأواني، ويقول: فقدت أبنائي منذ صغرهم حينما انفصلت عن والدتهم واودعتهم دور الرعاية بسبب الفقر، وتزوجت زوجتي من غيري ثم طلقت وكبرالابناء وأصبحوا في العقد الرابع، وبقلب الأب يدافع عنهما ويبرر انقطاعهما ويقول هم فقراء وأحدهم تزوج وغير قادر على تلبية احتياجات أسرته والأخر خطب منذ سنة ولا يستطيع الزواج لأن راتبه لا يساوي 200 دينار وأمهم أولى مني بالمساعدة، أما أنا فقد كنت أتقاضى 45 دينارا من المعونة تم قطعها بحجة أن لدي شاب أعزب، وكان هذا المبلغ يكفيني لأتناول خبز وفلافل طوال الشهر، والآن أعاني الجوع وأخجل أن أمشي في الشوارع لأمد يدي للمساعدة.


ولأن الفقر والمرض توأم فإن هذا المسن فقد نظره بإحدى عينيه وعينه الأخرى مهددة بالفقدان، فلديه أمراض شرايين مستعصية تتسبب بمضاعفات لا يمكنه تفاديها، وكان أعطي موعدا بعد ثلاثة أشهر في إحدى المستشفيات ىالحكومية لاستدراك العمى الذي لا ولن يحتمل كل هذا الوقت، ويضيف: حتى هذا الموعد أصبح لاغيا لأن التأمين يذهب مع قطع المعونة.

 

وفي قصة أخرى لمسن وابنه اللذان يعيشان سويا ويعانيان من اضطرابات عقلية ولا مصدر دخل ، جاره الحاج خالد فيبلغ من العمر 90 عاما، يعاني من ضعف قدرات عقلية ويعيش مع ابن يعاني مثل هذه الصعوبات أيضا، يعيشان وحدهما، دون مصدر دخل، هؤلاء هم من المهمشين الذين لا تساعدهم قدراتهم العقلية حتى على طلب المساعدة من الأشخاص وليس الجهات المختصة، وحينما يسألون كيف تتدبرون أموركم ؟ يقولون: الله لا ينسى أحد، عبارة تكاد تكون وحيده ربما يعيانها وقد يكونا تعوداها.


الله لا ينسى أحد، تلك حقيقة لكن السؤال الذي يلح على بال كل من قد يشاهد هؤلاء : أين دور الوزارة وهل تقتصر خدمات صندوق المعونة على القطع دون الوصل؟؟


وفي قصة ثالثة ، صبي وصبية يعانيان تخلف عقلي شديد وفقر دون وجود أي معين لوالدتهما ،

كانت السيدة" فاطمة" قد طالبت ككثيرات مثلها ممن ابتلين بوجود حالة تخلف عقلي لأحد الابناء أو أكثر بمركز إيواء نهاري بحيث تستطيع الأم أن تدبر أمور منزلها نهارا وتعتني بهم ليلا، لكن كان هذا المطلب ولم يزل دون جدوى والحل الوحيد المتاح هو إيداع هؤلاء إلى مركز أشبه بالسجن المؤبد الذي لا يؤتمن فيه على حياة من يعانون مثل هذه الصعوبات، هي اختارت أن تعتني بحالتي تخلف عقلي شديد ونذرت وقتها وجهدها كي تحميهما من إيذاء أنفسهما أو إيذاء من حولهما، الأم أصبحت تعاني التهاب أعصاب نتيجة الضغط النفسي والجسدي المستمر وحاليا تتلقى العلاج، كانت تتلقى معونة فئة"معاقين" لكليهما وقد تم قطعها لأن لديها أبناء غير متزوجين، وفي حقيقة الأمر فإن ما كانا يتقاضيانه لا يكفي شراء الفوط الصحية ولا تعويض بعض الخراب الذي يتسببان به .

 

واكثر تلك القصص صعوبة ، هي فصول معاناة ثلاث شقيقات مقعدات دون معين أو مصدر دخل يكفي جزء من احتياجاتهن ، فمنذ ثلاثة أشهر توفيت والدتهن المسنة وكانت تقوم على خدمتهن حتى آخر رمق، فهن وقد تجاوزت اثنتان منهما عمر الخمسين وإحداهما في الاربعين ليس لديهن قدرة على خدمة أنفسهن، يحتجن فوطا صحية ومن يقوم بتلك المهمة أيضا، يحتجن علاجات مكلفة، يحتجن من يطهو لهن ومن يطعمهن بيده ، مشكلتهن الصحية تتلخص في أنهن يصبن بفايروس وراثي يتسبب بعدم القدرة على المشي وتعرض القدمين واليدين للأمراض التي تتطلب عناية خاصة، بالاضافة إلى الهشاشة والسكري والكسور الفجائية وكل ما قد يخطر ببال، إحداهن تتقاضى راتب ضمان 75 دينارا لأنها كانت قبل عشرين عاما وقبل اصابتها بالمرض عاملة، والأخرى يصرف لها 45 دينارا كونها مطلقة وكان طلاقها على إثر مرضها أما الثالثة فقد تم رفض معاملتها دونما سبب، ولأن الخدمات الإنسانية والاجتماعية لا تخضع إلا لقانون الانسانية أو يجب أن لا تخضع الى غير هذا القانون، فإن حالة هؤلاء تحتاج إلى إعادة نظر، هن بحاجة معونة تمكنهن من استقدام من يقوم على خدمتهن، هن بحاجة معونة تكفي أسعار العلاجات التي يجب أن يتناولنها باستمرار ومثل هؤلاء لا يتمكن من مراجعة مستشفيات، هن بحاجة أن يمتن بكرامة وبقليل من الشعور بالأمن .


الأخت الكبرى أخرجت شريط دواء وقالت: أريد هذا الدواء للسكري، لا استطيع شرائه كل فترة بقيمة سبعة دنانير، ليس لدينا ما نأكله فكيف نقدر على شراء العلاجات؟؟؟

السؤال والأسئلة المتقدمة مطروحة أمام وزارة التنمية الاجتماعية وصندوق المعونة الوطنية الذي اصبح يقتصر دوره على قطع المعونات بناءا على بينات لا يتم قراءتها بعين الباحث الاجتماعي، فليس كل من لديه ابن غير متزوج مكتفي ماديا أو ان ابنه مقتدر على رعايته، وليس عقوق الأبناء هو السبب وخاصة أن الفقر يورث، والمرض يورث.

 








* يمنع إعادة النشر دون إذن خطي مسبق من إدارة سرايا
طباعة
  • المشاهدات: 24635

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم