حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 34255

الصحابي مروان بن الحكم .. مكانته وفضله عند الرسول .. وخلافته

الصحابي مروان بن الحكم .. مكانته وفضله عند الرسول .. وخلافته

الصحابي مروان بن الحكم  ..  مكانته وفضله عند الرسول  ..  وخلافته

09-05-2016 10:18 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - من هو مروان بن الحكم؟
خلفاء بني أمية هو مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن شمس بن عبد مناف القرشي الأموي، أبو عبد الملك ويقال: أبو الحكم، ويقال: أبو القاسم، وهو صحابي عند طائفة كثيرة لأنه وُلِدَ في حياة النبي ، أما ابن سعد فقد عَدَّه في الطبقة الأولى من التابعين.

روى عن النبي حديثًا في صلح الحديبية، والحديث في صحيح البخاري عن مروان والمسور بن مخرمة، كما روى مروان عن عمر وعثمان، وكان كاتبَه -أي كان كاتب عثمان- وروى عن علي وزيد بن ثابت، وبسيرة بنت صفوان الأزدية، وكانت خالته وحماته.

وروى عنه ابنه عبد الملك وسهل بن سعد، وسعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وعلي بن الحسين (زين العابدين) ومجاهد وغيرهم.

مكانة وفضل مروان بن الحكم:
كان مروان بن الحكم من سادات قريش وفضلائها، وقد قاتل مروان يوم الدار قتالاً شديدًا، وقَتَلَ بعض الخوارج، وكان على الميسرة يوم الجمل، وكان علي بن أبي طالب يكثر السؤال عن مروان حين انهزم الناس يوم الجمل، يخشى عليه من القتل، فلما سُئِلَ عن ذلك قال: إنه يعطفني عليه رحم ماسة، وهو سيد من شباب قريش.

كان قارئًا لكتاب الله، فقيهًا في دين الله، شديدًا في حدود الله، ومن أجل ذلك ولاه معاوية المدينة غير مرة، وأقام للناس الحج في سنين متعددة.

كما كان مروان قضَّاء يتتبع قضايا عمر بن الخطاب ، وكان جوادًا كريمًا فقد روى المدائني عن إبراهيم بن محمد عن جعفر بن محمد أن مروان أسلف علي بن الحسين -رضي الله عنهما- حين رجع إلى المدينة بعد مقتل الحسين ستة آلاف دينار، فلما حضرته الوفاة أوصى إلى ابنه عبد الملك أن لا يسترجع من علي بن الحسين شيئًا، فبعث إليه عبد الملك بذلك فامتنع من قبولها، فألح عليه فقبلها، وقال: الشافعي: إن الحسن والحسين كان يصليان خلف مروان ولا يعيدانها، ويعتدان بها.

وكان مروان حكيمًا ذا عقل وكياسة، ومما يدل على حكمته وعقله أنه كان أثناء ولايته على المدينة إذا وقعت مشكلة شديدة جمع مَنْ عنده من الصحابة فاستشارهم فيها، وهو الذي جمع الصيعان فأخذ بأعدلها فنسب إليه الصاع؛ فقيل: صاع مروان.

قال عنه أبو بكر بن العربي: "مروان رجل عَدْلٌ من كبار الأمة عند الصحابة والتابعين وفقهاء المسلمين، أما الصحابة فإن سهل بن سعد السَّاعدي روى عنه، وأما التابعون فأصحابه في السن، وإن كان جازهم باسم الصحبة في أحد القولين، وأما فقهاء الأمصار فكلهم على تعظيمه، واعتبار خلافته، والتَّلَفُّت إلى فتواه، والانقياد إلى روايته، وأما السفهاء من المؤرخين والأدباء فيقولون على أقدارهم".

مروان بن الحكم والخلافة:
بعد وفاة معاوية بن يزيد اضطرب أمر بني أمية اضطرابًا شديدًا، وكادت دولتهم أن تذهب لولا أن تداركوا أمرهم فيما بينهم، وعندئذ احتفظوا بدولتهم وهو ما جعل عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما يعلن تنصيب نفسه خليفة في مكة، وبدأت البيعة تأتيه من سائر الأقاليم حتى من بلاد الشام ذاتها مركز ثقل الأمويين، فقد انقسم أهلها إلى فريقين: فريق مال إلى ابن الزبير وهم القيسيون بزعامة الضحاك بن قيس، والفريق الآخر ظل على ولائه للأمويين وهم اليمنيون في الشام بزعامة حسان بن مالك الكلبي.

وكان مروان وبنوه في المدينة عند وفاة يزيد بن معاوية فأخرجهم منها عبد الله بن الزبير، فرحلوا إلى الشام، فلما وصلوها وجدوا الأمر مضطربًا والانقسامات على أشدها، مما جعل مروان يفكر في العودة إلى الحجاز ومبايعة ابن الزبير.

وبينما مروان يدير هذه الفكرة في رأسه، وصل إلى الشام عدد من رجال بني أمية البارزين أمثال الحصين بن نمير السكوني، الذي كان يحاصر الزبير في مكة، وعبيد الله بن زياد الذي كان في البصرة عند وفاة يزيد فاضطرب عليه الأمر، وعندما عجز عن السيطرة عليه هرب متخفيًا إلى الشام، وكان وصول هذين وأمثالهما إلى الشام نقطة تحول في تاريخ الدولة الأموية، فلو تأخر وصولهما وذهب مروان لمبايعة ابن الزبير؛ لكان في ذلك نهاية الدولة الأموية، ولكن هؤلاء الرجال عملوا على إنقاذ الموقف واستحثوا عزيمة الأمويين واستثاروا حميتهم وبخاصة مروان الذي قال له عبيد الله بن زياد -حينما علم بزعمه على مبايعة ابن الزبير-: "قد استحييت لك من ذلك، أنت كبير قريش وسيدها تمضي إلى أبي خبيب -يقصد ابن الزبير- فتبايعه. فقال مروان: ما فات شيء بعد".

ومنذ تلك اللحظة تَطَلَّع مروان إلى الخلافة، ولكن الأمر لم يكن سهلاً ميسورًا فقد واجهته عدة صعوبات، فقد كان القيسيون بالشام قد بايعوا لابن الزبير، كما أن اليمنيين -أنصار بني أمية- كانوا منقسمين إلى فريقين: فريق يميل إلى بيعة خالد بن يزيد بن معاوية، ويتزعمه حسان بن مالك بن مجدل الكلبي، ومالك بن هبيرة السكوني، والفريق الآخر يميل إلى بيعة مروان، ويتزعمه روح بن زنباع الجذامي والحصين بن نمير السكوني، ومعهم عبيد الله بن زياد.

لقد كان توحيد موقف أنصار الأمويين هو نصف الطريق إلى النجاح، وبعد مناقشات ومداولات تغلب الفريق الثاني، الذي يؤيد مروان، وكان حُجَّتُهُم في ذلك أن خالد بن يزيد لا يزال صغيرًا، وليس ندًا لابن الزبير، فقد قالوا لمعارضيهم: "لا والله لا تأتينا العرب بشيخ -يقصدون ابن الزبير- ونأتيهم بصبي" فاتفقوا على حل يرضي الجميع وهو أن تكون البيعة بالخلافة لمروان، ثم من بعده لخالد بن يزيد، ومن بعده لعمرو بن سعيد الأشدق، واتفقوا على عقد مؤتمر في الجابية لإنهاء المشكلة.

أما الضحاك بن قيس زعيم الفريق الذي مال إلى ابن الزبير بل بايعه فقد مال إلى بني أمية من جديد -حيث كان من أقرب رجال معاوية وابنه يزيد وكان الحاكم الفعلي لدمشق منذ وفاة يزيد وحتى بيعة مروان- فأرسل إليهم يعتذر عن خروجه عن طاعتهم وأعلن أنه سيحضر مؤتمر الجابية، ولكنه لم يستطع المضي في خطته، فقد مُورِسَتْ عليه ضغوط للبقاء على بيعته لابن الزبير من رجاله وبصفة خاصة ثور بن معن السلمي فلم يذهب إلى الجابية بل ذهب إلى مرج راهط حيث دارت المعركة الحاسمة بينه وبين مروان.

لم يؤثِّر موقف الضحاك بن قيس وتذبذبه على بني أمية، فقد أحكموا أمرهم ومضوا في خطتهم وعقدوا مؤتمرهم التاريخي في الجابية، وبايعوا لمروان بالخلافة في الثالث من ذي القعدة سنة 64هـ.

وقد حلَّ مؤتمر الجابية مشكلة عظيمة ألا وهي الخلافة بين بني أمية، ولكن لم يكن تثبيت هذا الأمر سهلاً فما زالت تعترضه صعوبات كبيرة، فالضحاك بن قيس زعيم الجناح القيسي المناصر لابن الزبير قد ذهب إلى مرج راهط وانضم إليه النعمان بن بشير الأنصاري والي حمص، وزفر بن الحارث الكلابي أمير قنسرين، وكان واضحًا أنهم يستعدون لمواجهة الأمويين، فكان على مروان أن يثبت أنه أهل للمسئولية وحمل أعباء الخلافة، وقد حقق أنصار مروان أول نجاح لهم بالاستيلاء على دمشق وطرد عامل الضحاك عنها، ثم عبَّأ مروان أنصاره من قبائل اليمن في الشام كلب وغسان والسكاسك والسكون وجعل على ميمنته عمرو بن سعيد، وعلى ميسرته عبيد الله بن زياد واتجه إلى مرج راهط؛ دمشق القديمةفدارت المعركة الشهيرة التي حسمت الموقف في الشام لبني أمية ومروان حيث هُزِمُ القيسيون أنصارُ بن الزبير، وقُتِلَ زعيمهم الضحاك بن قيس، وعدد من أشرافهم واستمرت المعركة حوالي عشرين يومًا وكانت في نهاية سنة 64هـ، وقيل في المحرم سنة 65هـ.

وبعد أن استقرت الأمور لمروان في بلاد الشام، توجه نحو مصر لاستردادها من عامل ابن الزبير عبد الرحمن بن جحدم، وعندما علم ابن جحدم بقدوم مروان بدأ يستعد لقتاله فحفر خندقًا حول الفسطاط، فنزل مروان في عين شمس، فاضطر ابن جحدم إلى الخروج إليه فتحاربا فترة، ثم رأيا أن يتهادنا ويتصالحا حقنًا للدماء فاصطلحا على أن يُقِرَّ مروان ابن جحدم على حكم مصر، ودخل مروان مصر في غُرَّة جمادى الأولى سنة 65هـ، وسرعان ما تحرَّر مروان من عهده لابن جحدم؛ فعزله وفتح خزانته وأعطى الناس فسارعوا إلى بيعته.

وأقام مروان بن الحكم في مصر نحو شهرين ثم غادرها في أول رجب سنة 65هـ بعد أن وطَّد أمورها وأعادها ثانية للحكم الأموي، كما ولَّى عليها ابنه عبد العزيز وزوَّده بالنصائح المهمة، ثم قفل راجعًا إلى بلاد الشام.

صراع مروان وابن الزبير حول العراق:
كان مروان بن الحكم قد بعث عبيد الله بن زياد على رأس جيش ليقاتل زفر بن الحارث الذي كان عاملاً لابن الزبير على قنسرين، ثم هرب من مروان إلى قرقيسيا، وطلب مروان من ابن زياد أن يقتل زفر، ووعد ابن زياد أن يستعمله على كل ما يفتحه، وأمره إذا فرغ من زفر أن يتوجه إلى العراق لينتزعها من ولاة عبد الله بن الزبير، وفي طريق ابن زياد إلى قرقيسيا علم بوفاة مروان وتولية ابنه عبد الملك الخلافة.

وفاة مروان بن الحكم:
توفي مروان بن الحكم بدمشق لثلاثٍ خلون من شهر رمضان سنة 65هـ، وهو ابن ثلاث وستين سنة، وصلى عليه ابنه عبد الملك، ودُفِن بين باب الجابية وباب الصغير.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 34255

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم