حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,26 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 27471

مشانق الساحرات تعلق في السعودية

مشانق الساحرات تعلق في السعودية

مشانق الساحرات تعلق في السعودية

14-09-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا -





سرايا – وكالات -  التفاصيل الكاملة والجديدة لقضية المتهمة السعودية فوزة فالح(50 عام) المحكوم عليها بالإعدام بعد أن أتهمها عدد من الأشخاص ب"سحرهم ". كما هو موجود في صك الحكم الذي حصلت "السياسي " على نسخة منه.

 

وبدأت قصة فوزة   قبل أربعة أعوام عندما قام رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مدينة القريات (بالقرب من الحدود السعودية الأردنية) بمداهمة منزلها بحجة قيامها بأعمال سحرية وألقوا القبض عليها   ونقلوها مع مجموعة مع بناتها إلى مركز الهيئة. وأفرجت الهيئة عن بناتها بعد أن أخذت أقوالهن ، فيما ظلت فوزة لمدة 35 يوماً محجوزة في المركز بدون أن تقابل أي أحد من أبنائها أو أقاربها .

 

واتهمت الهيئة فوزة بقيامها بالسحر والقيام بالحجب وأعمال الصرف بحسب الشهود الذي قالوا شهدوا ضدها   ، كما قالت الهيئة أنها وجدت بعض الحجب وأكياس بداخلها تراب وشعر وعقد، قالت أنها أعمال سحرية.

 

وجاء من ضمن الدلائل في صك الحكم أن رجلاً تركياً أتهمها بالقيام بسحره أدى ذلك إلى عدم قدرته على معاشرة زوجته ، وذكر في نص الصك أن هذا الرجل التركي "حضر لمنزل زوج الأولى" فوزة" لتسليم إيجار الشقة وهناك انسكبت القهوة على بدلته فطلبت منه "فوزة" خلعها لغسلها وعندما حضر لأخذها تفاجئ بأنها أعطته بدلة أخرى وأصرت أنها بدلته ومن بعدها تغيرت حالته ..وعندما ذهب إلى بلاده لم يستطع مجامعة زوجته وعند القبض على "فوزة" وجدت بدلته ممزقة ومعقودة بثلاثة وعشرين عقدة وبعد القراءة عليها أحس بسكاكين تخرج من ظهره   وتحسنت حالته كما أفاد".

 

كما جاء في صك الحكم على فوزة   كأحد الدلائل التي توجب قتلها   اتهام أحد الرجال لها بالقيام بعمل سحر لزوجته وجعلها هذا العمل " لا تحترمه وتخرج بدون أذنه لعدة أيام وأنه لا يدري لماذا لا يستطيع منعها من ذلك وقد علم عند القبض على "فوزة" أنها عملت له سحر عطف " .

 

كما جاء من ضمن الاتهامات المتعددة لفوزة في صك الحكم أن رجال الهيئة وجدوا في منزلها كما قالوا "   حجاب سحري مكتوب فيه أسمها وأسم أمها و بدلة بيضاء ممزقة ومعقودة بثلاثة وعشرين عقدة وثلاث أكياس بها تراب وشعر ومجموعة رقاع معقودة ، رصد داخل كل عقدة مبلغ مالي وكيس أسود صغير جداً ، وبداخله مادة سوداء كريهة الرائحة ، وقارورة بها أقل من الربع مادة يشتبه بها ومنشفة صغيرة جدا .......".

 

ومن الاتهامات التي تم ذكرها في صك الحكم لإعدام فوزة أنها قامت بمعاشرة جنسية لجني   لمدة أسبوع كامل وأنه طلب منها أن "ترمي فوط حيضها في مكان لا يصله أحد " ، وجاء في صك الحكم أن فوزة أقرت "بمجامعة عدة أشخاص من الزنا بها" .

 

حكم على فوزة بالقتل حداً ، ولكن اعتراض( سنعرض لاحقاً أهم ماجاء فيه) من محاميها الأستاذ سامي عبدالرحمن الدريفيس على هذا الحكم بسبب خطأ الحكم بالقتل حداً إذا تراجع المتهم عن اعترفاته،   أعاد القضية إلى محكمة التمييز ليصدر الحكم النهائي بقتلها تعزيراً وليس حداً.والتعزير كما هو معروف في القضاء السعودي ،يعود لتقدير القضاة وهو يبدأ من اللوم والتأنيب وينتهي بالإعدام الذي يعتبر أقسى العقوبات . و في قضية فوزة قدر القضاء الحكم بإعدامها.   

 

وجاء في ختام الصك بالحكم الصادر من محكمة التمييز   الحكم بالإعدام   تعزيراً ، وجاء نصاً :" ولوجاهة ما لاحظه أصحاب الفضيلة فقد رجعنا عن حكمنا به على المدعية فوزة فالح وأمينة عبدالحليم " هي الأخرى متهمة بالسحر" من قتلهما حداً حيث أن ما أقدمتا عليه هو ضرب من ضروب الفساد وقد سمى الله في محكم كتابه من يقوم بهذا العمل مفسداً كما قال تعالى " والله لا يصلح عمل المفسدين" ، وبين سبحانه عقوبة المفسدين ...وحيث أن هذا العمل وهو السحر قد كثر وأنتشر وتعددت أساليبه وطرقه وأفسد على الناس حياتهم ولشناعة الطريقة التي انتهجتهما ، وزيادة ماجاء بها فيها من عمل السحر وللمصلحة العامة والمحافظة على عقيدة وأنفس وأموال هذه البلاد وحيث أن المدعى عليهما عاقلتان بالغتان فقد حكمنا بقتلهما تعزيراً وبهذا حكمنا".

 

وكانت فوزة قد تراجعت عن اعترافها الذي تقول أنه أخذ منها بالإكراه ، ولم يسمح لها بمقابلة محامي ولا الحضور في جلسات المحاكمة والحديث مع القضاة ، كما أن الشهود الذي شهدوا ضدها لم تتعرض شهاداتهم لأي مساءلة وفحص بسبب غياب المحامي الخاص بفوزة .

 

من جهته ، قال عبدالعزيز فالح شقيق فوزة أن شقيقته فوزة أمرأة بسيطة أمية لا تقرأ وتكتب ،ولا يمكن أن تقوم بمثل هذه الأعمال البعيدة عن تربيتها وطبيعتها" .

 

وقال السيد عبدالعزيز أن الهيئة أخذت اعترافات من "شقيقته البسيطة والقروية تحت الضغط والتعذيب ، وقاموا في النهاية ب"بتبصيمها" على كلام لا تعرف ما هو ، فهي لا تقرأ ولا تكتب".

 

وأوضح   ان رجال الهيئة منعوا وجود محامي للدفاع عنها وأنهم لم يسمحوا له حتى لمقابلتها ويضيف :" هذه من أبسط الحقوق أن يقوم المحامي يقابل المتهم حتى يستطيع الدفاع عنه . لم تسمح الهيئة بذلك ".

 

ووصف عبدالعزيز قائمة الاتهامات على شقيقته بالأشياء السخيفة والتي لا يصدقها إنسان عاقل ويضيف :" هل يصدق أحد عاقل ورزين أن جني يجامع أنس. الشيء الذي لا يصدق أكثر أن مثل هذه الأشياء يمكن أن تؤدي إلى إعدامك كما يحدث مع أختي المسكينة".

 

وعن اتهامات الرجل التركي قال عبدالعزيز أن هذا كلام هذا   الرجل لا يمكن تصديقه و" أن سكاكين تخرج من ظهره . هذا شيء غير معقول "، ويضيف :"كان هذا الرجل   مؤجر لدي أختي وبينهم خلافات تحدث عادةً و البدلة البيضاء التي يتحدث عنها والذين يقولون أنها معقودة ، كل هذا الكلام غير صحيح ، الهيئة وجدوا فانيلة بيضاء موجودة في المطبخ للمسح كما هو موجود في غالبية المطابخ   وليس هناك أي سحر في ذلك".

 

وعن قيام شقيقته ، كما جاء في صك الحكم، بصرف زوجة عن زوجها وتغيبها عن البيت لأيام بدون أذنه قال عبدالعزيز:" هذه المرأة صدر بحقها حكم في قضية أخلاقية سابقاً. ولكن لم يتم ذكر ذلك وأدعوا أن أفعالها بسبب فوزة".

 

 

 

من جهتها، نفت فوزة فالح أي كل هذه الاتهامات التي وجهت لها عن القيام بأعمال سحرية وقالت:" صدقوني أنا لست ساحرة ولم أقم بأي ضرر لأي أحد . كل هذه الاتهامات غير صحيحة . أنا مظلومة".

 

ووجهت فوزة للقضاة الذين أصدروا بحقها حكم القتل كلمات قالت فيها :" يا أصحاب الفضيلة إنني أمرأة غير متعلمة ، أمية ، أجهل القراءة والكتابة ، ولم أكن في يوم الأيام ساحرة ولم يلحق أي فرد مني ضرر أو أذى ، وكيف أكون ساحرة وأنا التي منذ تم القبض علي وأنا سجينة لاحول لي ولا قوة ، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم " . وتضيف :" ورغم أميتي فإنني أحفظ الكثير من آيات القرآن وعلمته لأكثر من واحدة من السجينات معي غير المسلمات حتى أسلمن واسألوا مدرسة القرآن بالسجن عن مدى إيماني وتمسكي بديني ، أنا مظلومة ، أرجو العفو والراحمون يرحمهم الرحمن" .

 

ونفت فوزة بشكل قاطع أن تكون قد أقرت بأن تكون قد مارست الزنا مع عدة أشخاص ، كما جاء في صك الحكم.

 

من جهته ، قال محامي فوزة صالح السيد سامي عبدالرحمن الدريفيس في اعتراضه على أعضاء محكمة التمييز بعد صدور حكمهم على فوزة بالقتل حداً على الرغم من أن الرجوع عن الإقرار يسقط الحد.

 

وقال المحامي الدريفيس:" أن حكام القضية لم يغيروا حكمهم الذي يقضي بقتل المدعى عليها فوزة ، وإنما فقط غيروا التكييف الشرعي لحكمهم بأن أصبح القتل تعزيراً وليس حداً ".

 

وأضاف الدريفيس في سياق اعتراضه :" لقد قلتم حفظكم الله أن أصحاب الفضيلة حكموا بقتل المدعى عليها الأولى والثانية حداً مع أنهما قد رجعتا عن إعترافهما ومعلوم لدى أصحاب الفضيلة أن الحدود تدرأ بالشبهات وبإمكان تعزيرهما بما يراه أصحاب الفضيلة ، بما يحقق المصلحة العامة".

 

وأوضح الدريفيس أن الدلائل التي اتهمت بها فوزة كانت مبنية على الظن والتخمين ويضيف :" إن التسبيب في الحكم بني على الظن والتخمين ، فتارة عن مسالب السحر وأنه كثر في هذه الأيام ، وتارة على ما أستقر في يقين أصحاب الفضيلة من أن المدعى عليها الأولى "فوزة" جامعها الجن وكل هذه أمور لا تصح لاختلاف طبيعة الجن عن الأنس وأن ما قال به العلماء الفقهاء أن يكون هناك مس أو لمس ، ثم أنه خلط بين ما نسب إلى كل من المدعى عليهم حتى أصبحت الاتهامات مشاعاً بينهن جميعاً ، والله سبحانه وتعالى يقول "لاتزر وازرة وزر أخرى" وكما هو معلوم لفضيلتكم أن الاتهام في الجنايات يبني على القطع واليقين لا على الظن والتخمين خاصة إذا كان الحكم بقتل إنسان معصوم".

 

وقال الدريفيس محامي :" أن فوزة لم تضبط بالسحر وإنما كل ما قيل مجرد شبهات وافتراءات".

 

وأصدرت منظمة حقوق الإنسان بيان اتهمت فيه هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأنها:" لم تمنح لفوزة ولا القضاة الذين حاكموها في بلدة القريات الشمالية ، الفرصة لإثبات برائتها مما نسب إليها من اتهامات غريبة لا سند قانوني لها" .

 

وقال جو ستروك، المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أمريكا هيومن رايتس ووتش :" حقيقة أن القضاة السعوديين مازالو يجرون محاكمات بخصوص جرائم غير قابلة للإثبات مثل عمل السحر توضح عدم قدرتهم على إجراء تحقيقات جنائية موضوعية . قضية فوزة فالح هي مثال على كيفية فشل السلطات في الالتزام حتى بالضمانات المتوفرة في النظام الجنائي السعودي".

 

وجاء في البيان :" وأستند القضاة إلى اعتراف فوزة فالح المنتزع منها وإلى أقوال الشهود الذين قالوا أنها "سحرتهم" .ثم تراجعت عن اعترافاتها في المحكمة وزعمت أنها استخصلت منها تحت التهديد وأنها باعتبارها امرأة أمية لا تعرف القراءة والكتابة ، فهي لم تفهم الوثيقة   التي تم إجبارها على أن تبصم عليها بإصبعها. كم ذكرت في قضية التمييز أن من قاموا باستجوابها ضربوها أثناء احتجازها الذي أستغرق 25 يوماً ، وهذا على أيدي عناصر هيئة الأمر بالمعروف . وذات مرة تم نقلها للرعاية في المستشفى جراء الضرب".

 

وقالت المنظمة في بيانها أن :" القضاة لم يحققوا قط فيما إذا كان اعترافها طوعياً أو يمكن الثقة به، كما لم يحققوا في مزاعمها بتعرضها للتعذيب. كما لم يجرو قط تقصّ فيما إذا كانت مسئولة عن ما نسب إليها من أعمال خارقة للطبيعة، كما خالف القضاة القانون السعودي في مرات كثيرة ، بتجاهل القواعد القانونية والإجراءات الواجبة أثناء المحاكمة".

 

وأضافت :" لم يجلس القضاة في هيئة من ثلاثة قضاة كما هو مطلوب في القضايا التي يحكم فيها بالإعدام. ومنعوا فوزة فالح من حضور أغلب الجلسات ، كما منعوا أقاربها من حضور كل الجلسات ، وكانت له صفة وكيلها القانوني. وقبل هذا منعها المحققون من مقابلة محام ومن مقابلة القضاة ، وحرموها من الحق في التمثيل القانوني من قبل شخص يمتهن المحاماة ، مما يعني حرمانها من فرصة مناقشة الشهود ضدها. كما تزعم أنها لا تعرف بعض الشهود وأن الآخرين أدلوا بشهادات ضدها جراء تعرضهم للضرب".

 

وكما هو واضح  فلا وجود إطلاقاً لأي اعتراض لمحامي المتهمة فوزة ( وكذلك المتهمة أمينة عبدالحليم، سعودية الجنسية، التي تواجه نفس التهمة ونفس العقوبة وهي القتل تعزيراً. صك الحكم يشمل المرأتين معاً ) ، وإنما يسرد فقط اعترافات فوزة وأمنية التي تراجعتا عنها لاحقاً ، وقالت فوزة أنها انتزعت منها، كما تم سرد المستمسكات التي صادرها رجال الهيئة عليهن من "حجب" وقوارير ماء ، من دون أي ذكر لرأيهما أو رأي المحامي ، وفيما يتعلق بالشهود فلم يرد إطلاقاً أي رأي أو تعليق أو توضيح من فوزة أو   أمينة بهذه حول هذه الشهادات.   

 

تواجه الآن فوزة فالح المرأة الخمسينية والتي لديها 7 بنات و5 أولاد ( ثلاثة من بناتها حصلن على الشهادة الجامعية وهن معلمات وكذلك ابنها الكبير) بشكل نهائي تهمة الإعدام تعزيراً وهي تعيش في عزلة وتعاني من أوضاع نفسية سيئة ومتدهورة جدا. يقول شقيقها عبدالعزيز :" تصور أن يحدث لعائلتك نفس الشيء . أمها أصيبت بجلطة دماغية حزناً عليها . أولادها يعيشون في وضع مأساوي لا يمكن أن تتصوره. كلنا نعيش في عزلة غاية في الأسى والضيق".

 

ويوجه عبدالعزيز فالح نداءه للعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للعفو عن شقيقته المظلومة . يقول :" نرجو نحن أهل فوزة من خادم الحرمين الشريفين صاحب المكارم التي لا تعد ولا تحصى أن يعفو عن أختي المسكينة والمظلومة فوزة. أرجوك ، وأنت تساعد دول من النكبات والدمار الذي يلحق بها ، أن تساعد أسرتنا من الدمار الذي لحقها بسبب الظلم الذي تعرضت لها أختي. أولادها وبناتها بحاجة لها".

 

من جهتها ، وجهت فوزة نداء للملك عبدالله قالت فيه :" . أنا مظلومة يا خادم الحرمين الشريفين. أرجوك أن تساعدني. أرجو أن تعفو عني وتعيدني لأولادي وللحياة.".

 

 

 

 


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 27471
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
14-09-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم