حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,4 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 25683

"عيون موسى": رائعة طبيعية وكنز سياحي تعاني الإهمال

"عيون موسى": رائعة طبيعية وكنز سياحي تعاني الإهمال

"عيون موسى": رائعة طبيعية وكنز سياحي تعاني الإهمال

11-10-2015 12:32 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا- تعاني منطقة عيون موسى السياحية في محافظة مادبا من قلة الاهتمام السياحي منذ وقت طويل، رغم أنها تمثل أحد أبرز مصادر السياحة المستدامة التي يبحث عنها السائح بالمحافظة.
وتبدأ رحلة الزائر إلى عيون موسى من بلدة الفيصلية، غربي مدينة مادبا، قبيل الوصول إلى جبل نيبو، نحو واد سحيق بطريقه الضيقة المثيرة، التي تشبه المغامرات الوعرة.
ويصف البعض زيارة المنطقة "كما لو أنك على موعد مع المجهول"، تنظر من حولك وتبحث في تفحص عميق عن مكان مناسب تقضي فيه بقية يومك مستمتعا بالمكان وجمالياته.
فيما يجد البعض متعته في السباحة والوقوف على شلال العيون الذي تتدفق منه مياه عذبة، وتبقى متعة الجلوس في المغارة هي الغاية التي ينشدها المتعبون من قسوة يوم عمل شاق.
وباتت ينابيع عيون موسى مزاراً للعديد من أهالي محافظة مادبا، ومن خارج المحافظة أيضا، حيث يقبل عليها يوم الجمعة خاصة، الكثير من الزوار، خصوصاً من سكان المنطقة لكسر حاجز الملل والروتين، واللهو والاسترخاء في ينابيع وشلالات هذه العيون، والتمتع بالمغارة التي تنحدر من سفوحها المياه باردة وحارة، وصافية صالحة للشرب.
ويقول المستثمر في قطاع السياحة سامر معايعة إن عيون موسى التي تتأوه من ألم الإهمال، وغياب الرعاية المطلوبة، تعيش اليوم على أمل أن يأتي من ينعشها ويبعثها إلى الحياة مرة أخرى ليعود للمنطقة شأنها، كمنفذ جديد للسياحة في الأردن، تستقطب عشاقها من داخل البلاد ومن خارجها.
ويضيف أن المنطقة شبه غورية، تكسوها أشجار وينابيع متعددة، وتحتضن أكثر من ست كنائس بيزنطية، وآثار قصور قديمة، تقول بعض القصص إن نبي الله إلياس (إيليا) أقام فيها بعد مطاردته من خصومه، وهروبه إليها بعد مكوثه في قرية سالم القريبة من عيون موسى، إلى الغرب الجنوبي.
و تشتهر عيون موسى في زراعة أشجار الزيتون والرمان والعنب وألوان أخرى من الفاكهة الطيبة، ويتوافد الزوار إلى المنطقة من كل الديانات.
ويقول أحد ساكني المنطقة حمزة البدور إنه من الصعب أن تمر بالقرب من "عيون موسى" دون أن تتوقف أمام المزروعات، المزهوة بخضارها الجميل، والتي نال منها الزمن والإهمال فباتت دون أنيس يحاكي وحدتها، إلى أن منّ عليها الله الذي جعل من الماء كل شيء حي فعادت إلى الحياة من جديد، لتبث أملاً جديداً في نفوس سكان المنطقة، ولتعود المنطقة كما كانت تزهو بثقل خيرها وجمالها الساحر المثير.
ويضيف: "كانت هذه المنطقة في السابق زاخرة بالخير والحياة، ومليئة بالعيون العذبة والينابيع، لتجف بعد ذلك بسبب الآبار التي حفرها الناس فجفت المنطقة ولم تعد كسابق عهد سكانها بها."
ويؤكد المواطن أحمد أبو الغنم أن وزارتي البيئة والزراعة شريكان أساسيان في هذا الإهمال الذي حل في المنطقة والتي تفتقر إلى أدنى الخدمات من نظافة وإقامة مشاريع ستؤول بالفائد على المجتمع الذي يعاني أغلبية شبابه من البطالة، ما يستدعي ذلك إلى جذب القطاع الخاص لإقامة مشاريع سياحية تسهم في تشغيل المتعطلين عن العمل.
واشار المواطن محمد النوافقة إلى أنه يجب على بلدية مادبا الكبرى إعداد خطة تطوير للمنطقة، لتكون جاذبة للسائحين لقيمتها الدينية والأثرية والتاريخية، مؤكداً أن المياه الموجودة في عيون موسى صالحة للاستهلاك البشري، وأثبت فاعليتها في شفاء كثير من الأمراض وأهمها الجلدية والروماتيزمية والعيون، لذلك يجب الإسراع في إقامة منتجعات سياحية علاجية للاستفادة من هذا الكنز الطبيعي الذي سيزيد من جذب السائحين ومن ثم يزيد من الناتج الوطني.
واعتبر المخرج حسين دعيبس أن منطقة عيون موسى أرض خصبة لتصوير المسلسلات و الفيديو كليب، لما تتمتع به المنطقة من أجواء مهيأة لتصوير مشاهد، وبخاصة وجود المغارة التي ينساب من صخورها شلال المياه الذي يتدفق نحو مجرى السيل، وبالتالي يجب الاهتمام بها وجعلها مزارا سياحياً للسياح الأجانب و أبناء المحافظة وخارجها، ولن يتأتى ذلك إلا بوجود مشروعات استثمارية تسهم في إطالة مدة إقامة الزائر للمنطقة.
من جانبه، أكد مصدر من مديرية سياحة مادبا أن وزارة السياحة تبذل جهودا كبيرة لجذب السائحين لزيارة جميع المزارات السياحية والتاريخية بمختلف مدن المحافظة خاصة عيون موسى، حيث تم وضع زيارة المنطقة في معظم برامج الرحلات السياحية، مشيراً إلى قيام المديرية بتوزيع مطبوعات تحتوي على صور سياحية لجذب السائحين من مختلف دول العالم.
وبين رئيس البلدية المحامي مصطفى المعايعة الأزايدة أن بلدية مادبا تمتلك دونمين من أراضي المنطقة، وهناك نية لإقامة مشروع سياحي ضخم لأحد مستثمري القطاع الخاص، مؤكدا أن أجهزة البلدية تقوم وبشكل دوري بحملات نظافة للمنطقة التي يؤمها سياح أجانب لأهميتها التاريخية، داعياً المتنزهين للحفاظ على بيئة المنطقة وعدم رمي النفايات في مجرى الشلال والينابيع، وجمعها في أكياس البلاستيك في المكان المخصص.
يذكر أن "عيون موسى" سميت لأن بعض القصص تقول إن نبي الله موسى قد ضرب الصخر بعصاه وأسقى قومه من مائها.الغد








طباعة
  • المشاهدات: 25683

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم