25-08-2015 02:19 PM
سرايا - سرايا- خاص - مع إنتشار التكنولوجيا والإنترنت، إزدادت الشكاوى التي تبين معاناة الأهالي مع أطفالهم نظير إدمان أطفالهم على وسائل التكنولوجيا المتعددة، مع تأكيدهم بأنهم ليسو ضد التكنولوجيا بحد ذاتها، وإنما ضد تأثيراتها السلبية التي تنعكس على أطفالهم من الناحية السلوكية والاجتماعية والنفسية .
"سرايا" قامت بإستطلاع آراء بعض الأهالي بخصوص تأثير التكنولوجيا على أطفالهم.
"أم محمد" أم لثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين الـ 5 و 10 سنوات، أكدت أنها تعاني من هذه المشكلة مع أطفالها الصغار، بسبب قضائهم أكثر من 8 ساعات يومياً على الهاتف الخلوي والآي باد والبلايستيشن، مما يجعلهم دائماً يتصرفون بعصبية وإنزعاج وتوتر شديد مما يفقدهم التركيز لما يحدث حولهم، مضيفة أنها أحياناً تقوم بالتحدث معهم لكن دون فائدة وكأنهم بعالم آخر .
أما المواطنة "أم رامي" وهي أم لطفلين أحدهما (14) عام، والآخر (12) عام ، بينت ان أطفالها يقضون جلّ يومهم على الإنترنت والآي باد ومواقع التواصل الاجتماعي كـ (الفيس بوك) ، حتى لاحظت عليهم أنهم أصبحوا انطوائيين معزولين عن الاخرين، يفضلون البقاء بالمنزل والجلوس بالساعات على مواقع الإنترنرت والموبايل والبلايستيشن ، على أن لا يذهبوا بأية زيارات للآخرين.
أما رب الأسرة "أبو أسامة" يعاني مع أطفاله الأربعة والتي تتراوح أعمارهم بين 7 و 15عام، إدمان التكنولوجيا معللاً أن عالم الإنترنت مفتوح ويصعب فرض عملية الرقابة عليه، وبالتالي من الصعب السيطرة الكاملة على اطفاله،
وأضاف أنه في البداية كان رافضاً لكل أشكال التكنولوجيا وضد دخولها منزله، ولكن كل ممنوع هو مرغوب، فلم يستطع منعها، فهي الآن أصبحت في كل مكان، لذا فهو اضطر لإحضارها لمنزله.
وآشار أن التكنولوجيا قضت على مواهب أطفاله، فالإبن الأكبر كان من محبي كرة القدم، وكان يداوم على التمارين الرياضية مع منتخب المدرسة، إلا أنه ترك التمرين، وأصبح يقضي أغلب وقته على الموبايل والإنترنت .
بدوره أكد الدكتور نزار شموط أستاذ علم النفس في الجامعة الهاشمية لـ"سرايا" أن وسائل التكنولوجيا بالنسبة للأطفال هي أحد أنواع اللعب الإلكتروني، فهي تحتوي على الإثراء السمعي والبصري، وهي متاحة للأطفال من خلال multimedia)) عبر آبائهم، فكثير من الألعاب هي موجودة على هواتف الآباء والتي يتم استخدامه من قبل الأبناء، وفي كثير من الأحيان عندما ينوي أحد الآباء أوالأمهات بتغيير هاتفه، يقوم بإعطاء الهاتف القديم لابنه أو بنته.
وأضاف بأننا في عصر تتطور فيه التكنولوجيا يومياً، فكل يوم هناك ما هو جديد وملفت لسمع وبصر الأطفال بهذه التكنولوجيا، فأصبحت الخيارات متعددة ومتنوعة أمام الطفل وجميعها ملفتة للاطفال.
و أشار "شموط" إلى أنه هناك محاسن ومساؤى لهذه التكنولوجيا، إلا أن مساوئها تفوق محاسنها، فمثلاً من محاسن هذه التكنولوجيا، أنها تنمي إدراك الطفل وقدراته.
ونوه أن مساوئها تكمن أن الطفل يستخدم هذه التكنولوجيا بمراحل عمرية مبكرة، فتؤثر على مزاجيته، فيصبح انفعالي، وتأُصل فيه العنف والعدوانية، لأنه كثير من الألعاب تحتوي على العنف والهجوم والقتال والمحاربة، فمن المفترض أنه لكل لعبة سن افتراضي، إلا أنه اختلط الحابل بالنابل فمثلاً وجود لعبة مخصصة لسن 13 عام، يلعب بها طفل 7 سنين، إضافة إلى تأثيرها على بصر الطفل وعلى عموده الفقري، نظراً للساعات الطويلة التي يجلس بها الطفل يلعب هذه الألعاب .
وأضاف ايضاً أن هذه التكنولوجيا ألغت تفاعل اللعب الاجتماعي للطفل، ونتيجة تعلقه بهذه الالعاب وجلوسه الطويل امام هذه التكنولوجيا تسبب بالسمنة المفرطه لدى الطفل.
وختم شموط أن الأهل لهم الدورالأكبر في السيطرة وضبط الطفل بالالعاب المتاحة لديه، دون حرمان الطفل منها، إنما هي عملية كونترول على نوعية الألعاب وعدد ساعات اللعب بها، فلا يجوز جلوس الطفل أكثر من ساعة على مثل هذه الألعاب.