19-08-2015 11:29 AM
سرايا - سرايا - أكد مزارعون في لواء كفرنجة أن أراضيهم تضررت جراء تدفق المياه العادمة من محطة التنقية القديمة إلى وادي كفرنجة بكميات كبيرة، ما منعهم من زراعة أراضيهم بالخضراوات والمحاصيل الموسمية والحبوب وأتلف بعض أشجار الزيتون والأشجار المثمرة الموجودة فيها، وكبدهم خسائر كبيرة.
وأكد المزارع شادي أحمد حسن عنانبة، أن مزرعته أصيبت بأضرار جسيمة بسبب تدفق المياه العادمة إليها، وأن أشجار الزيتون لديه مهددة بالتلف، مؤكدا أنه قد توقف عن زراعة الخضراوات بأرضه لعدم توفر المياه الصحية ولتلوثها بسبب ريها بمياه عادمة، مشيرا إلى ضرورة وقف إسالة المياه العادمة إلى الوادي إذ أنها سوف تتسبب بخسائر أكثر في حال استمرارها.
وبين أن أشجار الزيتون انخفض إنتاجها السنوي منذ بدء إسالة المياه العادمة إلى الوادي المحاذي لأرضه، حيث أن خسارته من محصول الزيتون تقدر بأكثر من ربع المحصول سنويا.
وبين المزارع رستم أحمد شحادة أن مزرعته والتي تبلغ 10 دونمات تأثرت بشكل كبير بسبب المياه العادمة وأن أغلب الأشجار قد تيبست، مضيفا أنه توقف عن زراعة الخضراوات التي يعتاش منها بسبب عدم توفير المياه وتلوث الأرض من مخلفات محطة التنقية، مؤكدا انتشار القوارض والحشرات في المنطقة مما جعله يبتعد عن زراعة أرضه والاهتمام بها، مطالبا بضرورة تعويض المزارعين بدل الأضرار التي لحقت بهم.
واشار الخبير البيئي الدكتور ثابت المومني إلى أن محافظة عجلون تعاني من تهديدات بيئية حقيقية تتمثل بمخلفات استخدام مادة الجفت في التدفئة وتسرب مادة الزيبار من معاصر الزيتون والتي تسهم في تلويث المياه الجوفية في ينابيع عرجان والمناطق المحيطة، إضافة لتراكم أطنان النفايات في مناطق التنزه والتي تعتبر من أهم مناطق التغذية للمياه الجوفية في المملكة واخيرا تسربت المياه العادمة من محطة تنقية كفرنجة إلى الوادي الذي يغذي عشرات الينابع، مؤكدا أهمية العمل على إصلاح النظام البيئي في عجلون التي هي رئة الأردن.
وطالب رئيس بلدية كفرنجة فوزات فريحات بالعمل على وقف تسرب المياه العادمة التي تنساب من محطة كفرنجة بأقصى سرعة ممكنة، لما لها من تأثيرات سلبية على أصحاب المزارع، مؤكدا أن هذه المياه الملوثة تتخزن داخل التربة وتتعمق فيها، ما يعني استحالة تنظيفها، مطالبا بضرورة تلافي المشكلة وتكرير مياه الصرف الصحي التي تؤثر على ينابيع المياه، وخصوصا أن المحطة تحتاج إلى سرعة إنجاز مشروع التوسعة لأنها قريبة من سد وادي كفرنجة المتوقع استقباله لمياه الأمطار الشتاء القادم.
وكان تقرير اللجنة الفنية لمديريتي البيئة في محافظة عجلون وجرش التي قامت بالكشف الحسي على مجرى وادي كفرنجة الذي تتسرب إليه المياه العادمة من محطة التنقية في نهاية العام الماضي بناء على شكوى تقدم بها أحد المواطنين من منطقة كريمة إلى وزارة البيئة، قد حذر من خطورة تلوث المياه الجوفية والمياه السطحية المستخدمة لغايات ري المزروعات غير المقيدة في منطقة الوادي، داعيا إلى سرعة إنجاز توسعة محطة التنقية الذي يجري العمل به حاليا بكلفة 10 ملايين دينار، وممولة بنسبة 80 % من بنك الإعمار الألماني "kfw" والباقي من خزينة الحكومة لمعالجة المشاكل التي تواجه المحطة.
وأكد التقرير ضرورة مخاطبة وزارة الزراعة لإعادة تأهيل محطة مراعي راجب وتوسعة المناطق المروية لاستيعاب المياه العادمة المعالجة الخارجة من المحطة والزام المزارعين في منطقة حوض "الجميمة" بعدم رعي المزروعات التي تؤكل نية لخطر ذلك على الصحة والسلامة العامة ، ودعا التقرير وزارة البيئة ( مديرية الرصد ) لإدراج الموضوع ضمن بند الامور الطارئة في المشروع الوطني لمراقبة نوعية المياه في الأردن.
وأشار تقرير الكشف إلى أن محطة التنقية تقوم بطرح المياه العادمة المعالجة الخارجة من المحطة إلى مجرى وادي كفرنجة بناء على تعليمات من أمين عام سلطة وادي الأردن منذ منتصف العام الماضي، بسبب وقف الضخ إلى محطة مراعي راجب لعدم جاهزيتها، لافتا التقرير إلى أن كفاءة المحطة الحالية في معالجة المياه العادمة غير كافية لتحقيق متطلبات المواصفة القياسية الأردنية.
وقال مدير زراعة المحافظة المهندس فياض الحوارات، إن الوزارة قامت بإحالة عطاء شراء لوازم إعادة تأهيل شبكة ري مشروع محطة مراعي راجب الزراعي، مشيرا إلى أن العمل سينجز قريبا وسيتم إعادة ضخ المياه المعالجة من محطة التنقية بالتنسيق مع سلطة المياه والعمل على إجراء التوسعة على المشروع ضمن خطة التحريج الوطني.
وأكد المهندس خالد الشياب المشرف على مشروع توسعة محطة التنقية الجديدة أن مدة المشروع سنة كاملة في الظروف الاعتيادية، مشيرا أنه سيتم تسليم المشروع لوزارة المياه والري مطلع شهر 5/2016.
وبين الشياب أن سعة المحطة التحويلية الجديدة تبلغ 9 آلاف متر مكعب يوميا، موضحا أن المشروع أنشأ على أساس أن تستوعب كل المياه العادمة القادمة من محافظة عجلون.
وبين مدير محطة تنقية كفرنجة المهندس اسامة الربضي وجود تسرب من المياه العادمة المعالجة أحيانا على الأراضي الزراعية بسبب عدم استيعاب المحطة القديمة للكميات داخل خزاناتها، مؤكدا من الصعوبة معالجة الأوضاع التي تعاني منها المحطة، الا بعد انشاء المحطة الجديدة التي يجري العمل بها، لافتا إلى انه تم رفع تقرير لأمين عام سلطة المياه ووضعه بصورة المحطة وملاحظات وشكاوى المواطنين وذلك للتسريع في حل المشكلة بصورة نهائية.
الغد