سرايا - سرايا- نفى رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في اليمن، الدكتور غزالي بابكير، قدوم أي جرحى من اليمن جراء النزاع القائم منذ آذار (مارس) الماضي، للعلاج في الأردن.
غير أن بابكير أشار إلى أن هناك "العشرات من المصابين الذين يعالجون في مستشفى منظمة أطباء بلا حدود في الأردن، ولكنهم موجودون منذ السابق، أي قبيل عاصفة الحزم".
وفي تصريحات خاصة من عمان أمس، اكد أن المنظمة "لم تطلب من الحكومة الأردنية استقبال جرحى النزاع، ولم تتلق كذلك أي عرض بهذا الخصوص من الحكومة أو من أي دولة أخرى"، مبيّنا أن المنظمة "تفضّل معالجة الجرحى على الأراضي اليمنية، وأن تقوم أي دولة أو جهة مانحة بتقديم مساعداتها للمنظمات الإغاثية العاملة في اليمن، دون الحاجة لنقل الجرحى إلى دول أخرى".
الى هذا، ناشد بابكير المجتمع الدولي للالتفات الى الوضع الإنساني والصحي "المتدهور بشكل كبير" في اليمن جراء النزاع المسلح، معبّرا عن قلق المنظمة الكبير بشكل خاص على المرضى والمصابين الذين "لا يتاح لهم الحصول على الخدمات الطبية المطلوبة".
وطالب في مؤتمر صحفي عقدته المنظمة في عمان أمس، أطراف النزاع في اليمن عدم استهداف المرافق الطبية، في حين وصف الاستجابة الدولية لهذه الأزمة الإنسانية بـ"الخجولة" والتي يشوبها "التقصير"، نظرا لتعاظم الاحتياجات التي تفوق قدرات المنظمات الإغاثية الموجودة هناك.
وبيّن أن جميع السكان "يعانون من قصور في الرعاية الصحية، وليس مصابو النزاع فقط، بل والنساء الحوامل والمرضى من الأطفال وغيرهم، وذلك بسبب تضرر عدد من المرافق الصحية، وتوقفها عن العمل، وبسبب صعوبة وصول المواطنين والكوادر الطبية إلى تلك المنشآت، ما يشكل تحديا كبيرا لعمل المنظمة والمنظمات الإغاثية والطبية الأخرى".
واعتبر أن المشكلة "تكمن في غياب المانحين الدوليين، ما يضطر المنظمات الانسانية الى اللجوء الى ميزانياتها المحدودة لتوفير المساعدات للمناطق المتضررة"، داعيا في الوقت نفسه أطراف النزاع الى "بذل جهود أكثر فعالية بما يوفر احتياجات الشعب اليمني".
وكشف عن ان المنظمة تعاملت منذ آذار(مارس) الماضي مع ما يقرب من 9095 من مصابي النزاع، و4303 عملية جراحية، و 55577 مريض طوارئ من خلال عملها في 8 محافظات.
بدوره، تحدث منسق برامج المنظمة في اليمن تيري غوفو عن الاحتياجات المتعاظمة لليمنيين، وحاجتهم للوصول الى الطعام والمياه والدواء والخدمات الطبية، قائلا إنه عمل لعشرة أعوام مع منظمة اطباء بلا حدود، وانه "لم ير أبدا من قبل هذا المستوى من العنف".
يذكر ان التحالف العربي بقيادة السعودية بدأ في أواخر آذار (مارس) حملة من الغارات الجوية على اليمن، دعما للقوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي في مواجهة الحوثيين وحلفائهم، بعد ان سيطر الحوثيون وقوات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، على مساحات واسعة في الشمال ووصلوا الى عدن.