02-06-2015 01:43 AM
سرايا - سرايا - حرمت دائرة الافتاء العام نشر الاشاعات الكاذبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي معتبرة ذلك من الكبائر.
كما حذرت من اساءة استخدام هذه المواقع بحيث تكون سببا في الفساد وتناقل الاشاعات المغرضة واغتيال الشخصيات والطعن في الاعراض والوقوع في الاثام.
وبينت الافتاء في الفتوى ( 3078) ردا على سؤال ( ما حكم نشر الإشاعات عبر وسائل الاتصال الحديثة (الوتساب، الفيسبوك، وغيرها؟) ان واقع التواصل الاجتماعي المتنوعة نوافذ مفتوحة بين البشر، أذابت كثيراً من الفروقات بينهم، وهدمت كثيرا من الحواجز،الامرالمنسجم مع الفطرة الإنسانية.الا انه من جانب اخر فقد يُساء استخدام هذه المواقع الاجتماعية، بحيث تصير سبباً في الفساد، والإشاعات المغرضة، واغتيال الشخصيات، والطعن في الأعراض، والوقوع في الآثام.
وكذلك إشاعة الفحش والكذب على هذه المواقع، فهو أمر محرم شرعاً، ترفضه العقول السليمة والفطر المستقيمة، قال الله عز وجل: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ) النور/19، وهذا الوعيد لمن أحب أن تشيع الفاحشة بين المسلمين فكيف بمن يعمل على نشر الشائعات؟!
ونشر الشائعات التي يبثها من لا يهتم بأمر المجتمع وأمنه لا يجوز، بل إن القرآن وضح لنا أن إذاعة الشائعات هو دأب المنافقين، وبين لنا واجبنا عند تلقيها، وعلّمنا كيفية التعامل معها، وحذرنا من اتباع خطوات الشيطان، قال الله تعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا) النساء/ 83.
وكذلك فإن نشر الإشاعات الكاذبة من جملة الكذب، وهو محرم شرعاً، بل كبيرة من الكبائر، وقد قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) التوبة/119، والرد على من يسب ويكذب يجب أن يكون بالحكمة والموعظة الحسنة.
فعلى المسلم–أياً كان موقعه–أن يتثبت ويتبين، فالمسلم كيّس فطن، وقد روى الإمام أبو داود في سننه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ)..
كما حرمت دائرة الافتاء العام ارسال الرسائل التي تلزم قارئها باعادة ارسالها على مواقع التواصل الاجتماعي باعتبارها توجب ما لم يوجبه الله تعالى ولا رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
وبينت في الفتوى رقم ( 2812) ردا على سؤال (ما الحكم الشرعي في الرسائل التي يتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وينتهي مضمونها بأن مَن لم يرسلها لعدد معين من الناس ستصيبه مصيبة، وفي حال تم إرسالها سيسمع خبرًا سعيدًا، وما الحكم الشرعي لصور يدَّعي ناشرها أنها لمقتنيات الرسول عليه الصلاة والسلام، وإذا كنتَ تحب الرسول اضغط (لايك) وانشرها؟) انه لا يجوز شرعًا إرسال هذه الرسائل؛ لأنه إيجاب ما لم يوجبه الله تعالى ولا رسوله صلى الله عليه وسلم، ولم تدلّ عليه قواعد الشريعة. وكذلك ترتيب ثواب أو عقاب على تلك الأعمال تقوّل على الله تعالى بالباطل. قال الله تعالى: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ) الشورى/21.
و تدعو دائرة الافتاء المسلمين إلى الوعي والفهم الصحيح للدِّين، والابتعاد عن كل ما من شأنه تشويه صورة ديننا الحنيف، وأن يتعالوا بأنفسهم عن تصديق كل مدَّع فيما يكتبه من تلك الرسائل؛ فكثير منها مليء بالخرافات والأكاذيب، وكفى بالمرء إثمًا أن يُصدِّق أو يُحدِّث بكل ما سمع.