سرايا - سرايا - دفع الجوع مئات الموظفين والعمال بغزة لاقتحام مقر مجلس الوزراء بالتزامن مع عقد جلسة بداخله وقد صدحت أصوات الموظفين الغاضبين بشعارات وهتافات ضد سياسة التجاهل والتهميش التي تنتهجها حكومة التوافق ضد قطاع غزة، والتلكؤ والمماطلة بالاعتراف بشرعية الموظفين، وصرف مستحقاتهم المالية.
وجاءت هذا الخطوة في إطار الاعتصام الذي دعت إليه نقابة الموظفين بغزة، اليوم الثلاثاء، وتم تنظيمه أمام مقر مجلس الوزراء غرب مدينة غزة .
وعبر جموع الموظفين الغاضبين في أحاديث منفصلة، عن استيائهم لما وصفوه "استهبال حكومة التوافق" وتنكرها وتسويفها منذ ان جاءت حتى اليوم في عدم صرف رواتب لهم ودمجهم ضمن موظفي السلطة الشرعيين، بالإضافة إلى عدم قيامها بحل مشاكل القطاع.
وقال رئيس نقابة موظفي غزة محمد صيام، في تصريح، "نطالب من جديد حكومة التوافق بحقوق الموظفين وصرف الرواتب وأن تلتزم باعتبارهم موظفين شرعيين.
وحذر صيام "الحكومة" بأنها في حال استمرت في سياسة التسويف وعدم القيام بواجباتها تجاه الموظفين وحل أزمات قطاع غزة، فإنهم سيطالبون الكل الفلسطيني بلفظ هذه الحكومة وان ترحل عنا فلن يكون هناك داعي لوجودها. حسب ما قال.
وأكد ان الحراك النقابي سوف يتصاعد ويستمر خلال الفترة القادمة، وسيشمل سلسة خطوات أخرى، قائلا "لا يعقل ان يتم تجاهل موظفين يعملون ووضعهم بظروف اقتصادية غاية في الصعوبة فنحن لن نسكت".
وطالب صيام المجتمع الدولي بالوقوف أيضا أمام مسؤولياته تجاه الوضع الكارثي الذي يعانيه أهالي القطاع.
ويأتي هذا الإضراب، في ظل تعليق الدوام للموظفين في أربعة وزارات في القطاع بشكل كامل لليوم الثاني على التوالي احتجاجاً على تنكر "حكومة التوافق" بعدم صرف رواتب للموظفين الذين عينتهم حماس بغزة بعد الانقسام الفلسطيني الذي جرى في 2007م .
وهتف الموظفين المتجمهرين أمام مبني الوزراء، بشعارات تطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن ) ورئيس الوزراء رامي الحمد الله بالوقوف أمام مسؤولياتهم، مشددين على ضرورة إيجاد حل لهم وبأسرع وقت ممكن.
وقد حمل الموظفين المحتجين، أدوات طهي معدنية وقاموا بقرعها، تعبيراً عن حالة الفقر التي باتت تعيشها أسرهم، فيما يقول احد الموظفين أسامه البهتيني (30) عاما، "الأوضاع الاقتصادية صعبه وتزداد خطورة علينا، خرجنا أكثر من مرة واعتصمنا ولكن المرة القادمة لن نقوم بإعتصامات بل ان البلد جميعها مهددة بالشلل التام بسبب عدم وقوف الحكومة أمام مسؤولياتها".
ويأتي اعتصام الموظفين في الوقت الذي وصل فيه وزير الخارجية الأسباني، صباح اليوم إلى قطاع غزة عبر معبر بيت حانون "إيرز" شمال قطاع غزة.
وحسب مراسل "وكالة قدس نت للأنباء" فإن وزير الخارجية الأسباني خوسيه مانويل جارسيا مارجايو، وصل إلى قطاع غزة، في زيارة تستمر لساعات معدودة للإطلاع على الأوضاع فيه عن كثب وحجم الدمار الذي لحق به خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع.
ومن بين المشاركين بالاعتصام، كان عناصر من جهاز الدفاع المدني، حيث عبر أبو خضر وهو احد ضباط الدفاع المدني (40) عاما و بالقول "نحن نتواجد على رأس عملنا منذ ان تم توظفينا في هذا المجال وهو في البداية عمل إنساني بحت، ولكن نقول لرئيس الوزراء رامي الحمد الله أن ينظر إلينا بعين المسؤولية وليس بعين الرأفة، فنحن لدينا أسر وأطفال يريدون الطعام، ولا يعقل ان لا نتقاضى رواتب منذ ثمانية شهور".
ويتابع "كل ما تم صرفه لنا هو دفع مالية لا تتعدى 1000 شيكل، والجميع يعلم أننا قمنا بواجبنا خلال ثلاث حروب على قطاع غزة متتالية وقدمنا 60 شهيدا من ضباط ورجال دفاع مدني ومسعفين".
وكانت حكومة التوافق الوطني قد صرفت دفعة مالية 1200 دولار ، للموظفين المدنين في قطاع غزة خلال شهر أكتوبر الماضي، وكانت عبارة عن أموال قطرية حولت للقطاع عن طريق وسطاء دوليين.
بدوره يضيف العضو في نقابة العمال علاء العمور، الذي شارك في الاعتصام، "ما يحدث باتجاه الموظفين هي جريمة تنعكس على كافة شرائح المجتمع، والآن الموظفين منذ ما يقارب ثمانية شهور لم يتقاضوا راتب بشكل كامل ومنتظم، ولديهم في الغالبية أطفال وبيوت مفتوحة تحتاج إلى مصاريف ولوازم الحياة ، (..) ، لابد ان تقوم الحكومة بصرف الرواتب وإلا فإن كل شرائح المجتمع سوف تدخل في يأس وانعدام أمل وفقر متقع وهذا يعني أننا متجهين إلى كارثة حقيقية ان لم يتم تدارك الأمر.
وبين العمور وقد بدى عليه الغضب الشديد، "العمال شريحة كبيرة في المجتمع وهم العمود الفقري، ونحن نتكلم الآن عن أكثر من 150 ألف عامل عاطل عن العمل، فمشكلة الموظفين بغزة هي جزء من مشاكل أخرى ومعاناة المجتمع ككل وجئنا اليوم لنشد من أزر بعضنا البعض".
وكانت قد ذكرت نقابة الموظفين في تصريح سابق، أنه سيتم تعليق الدوام في كافة مرافق وزارة الصحة والدوائر التابعة لها اليوم الثلاثاء، الساعة العاشرة صباحا وحتى نهاية الدوام، باستثناء أقسام ( الاستقبال و الطوارئ – الحضانة العمليات و الولادات العاجلة - غسيل الكلى - العناية المركزة - بنك الدم).
هذا وأعلن اليوم وكيل وزارة المالية بغزة يوسف الكيالي عن صرف 1000 شيكل لجميع موظفي قطاع غزة "المدنيين والعسكريين" الخميس المقبل.
وقال الكيالي في تصريح له، إنه سيتم صرف دفعة 1000 شيكل لجميع الموظفين عبر بنك البريد، والبنك الوطني، وبنك الإنتاج، حسب شرائح الصرف المعمول بها.
وكانت حكومة التوافق أصدرت، الأربعاء الماضي، بيانًا قالت فيه إن الحل الوحيد لأزمة الموظفين هو عودة المستنكفين ومنح موظفي حكومة غزة السابقة مكافأة نهاية خدمة أو توفير مشاريع صغيرة لهم.

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا