حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,3 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 24102

مناجـاة و روحانيات

مناجـاة و روحانيات

مناجـاة و روحانيات

01-12-2014 11:15 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - عند قراءتي للقرآن أجد أحياناً روحانية عالية سببها استحضاري لمرسل هذا النص وكأنه يخاطبني، فأدقق في الألفاظ والكلمات والضمائر.. شيء مذهل أن تؤمن بأن الله قريب يسمع كل شيء حتى همس القلوب: }قد سمع الله قول الّتي تجادلك في زوجها{ (المجادلة: 1).


وأحياناً لا أجد هذه الروح لأنني أقرأ نصاً تعوّدت عليه وقد أزعم أني حفظته!
بوح العبد لربه بما في نفسه - وهو أعلم - هو من الإيمان والتعبّد وحسن الظّن، ما لم يتجاوز إلى اعتراض على أقداره التي يحار الفهم فيها.
- الصلاة مناجاة: "قسمت الصّلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: }الحمد لله ربّ العالمين{؛ قال الله تعالى: حمدني عبدي. وإذا قال: }الرّحمن الرّحيم{؛ قال الله تعالى: أثنى عليّ عبدي. وإذا قال: }مالك يوم الدّين{؛ قال: مجّدني عبدي - وقال مرّةً: فوّض إليّ عبدي - فإذا قال: }إيّاك نعبد وإيّاك نستعين{؛ قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل. فإذا قال: }اهدنا الصّراط المستقيم. صراط الّذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضّالّين{؛ قال: هذا لعبدي، ولعبدي ما سأل" (رواه مسلم).
الله يستمع لقراءة المصلي حين يناجيه، ويرد عليه جوابه كلمة كلمة؛ إذا كان حاضر القلب.. فإذا انصرف والتفت؛ انصرف الله عنه.
وأنا أقرأ الفاتحة؛ أتخيّل أحياناً أني أسمع بقلبي جواب الله لي، وردّه علي، وهذا يصنع للموقف رهبة.
في الطفولة أتذكّر الإمام الذي كان يخشع في الفاتحة ويقطعها بالبكاء والنشيج.
إنه خطاب هامس لا يسمعه جارك ويسمعه الله - سبحانه - فيجيب عليه.
الصلاة مناجاة.. وحين سألوا: أقريب ربنا فنناجيه، أم بعيد فنناديه؟ نزل: }وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريبٌ أجيب دعوة الدّاعِ إذا دعانِ فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلّهم يرشدون{ (البقرة: 186).
هنا يصبح للصلاة معنى.
"من وافق تأمينه تأمين الملائكة؛ غفر له ما تقدّم من ذنبه" (البخاري ومسلم).. الملائكة تؤمّن على دعائنا لنا، والموافقة تكون بحضور القلب وبالتأمين مع الإمام.
- هذا في باب الإحسان في العبودية، ومثله في باب الإحسان إلى الخلق وفعل الخير للناس يرد ما يشبه الحوار ذاته: "يا ابن آدم! مرضت فلم تعدني. قال: يا ربّ! كيف أعودك وأنت ربّ العالمين؟ قال: أما علمت أنّ عبدي فلانًا مرض فلم تعده، أما علمت أنّك لو عدته لوجدتنى عنده.
يا ابن آدم! استطعمتك فلم تطعمني. قال: يا ربّ! وكيف أطعمك وأنت ربّ العالمين؟ قال: أما علمت أنّه استطعمك عبدي فلانٌ فلم تطعمه، أما علمت أنّك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي.
يا ابن آدم! استسقيتك فلم تسقني. قال: يا ربّ! كيف أسقيك وأنت ربّ العالمين؟ قال استسقاك عبدي فلانٌ فلم تسقه، أما إنّك لو سقيته وجدت ذلك عندي" (رواه مسلم).
- في حديث الاستخارة المشهور؛ تفويض، وتسليم، وإذعان، وبراءة من الحول والطّول والقوة إلى الله الذي يعلم عواقب الأمور.
قد يرى المرء رؤيا تحفّزه أو تنهاه، أو يجد في قلبه اندفاعاً أو تردداً، أو يرى علامة، والمقصود ألا يتكئ العبد على الأسباب وحدها ولا يلغيها، فإن حصل توفيقٌ؛ حَمَدَ الله وشكره، وإن كانت الأخرى؛ لم يلحق نفسه ملامة، فقد فكّر وتدبّر واستشار وسأل ثم استخار الله، والخير فيما يكتبه لمن آمن وصبر...
- في حديث المعراج وحوار النبي صلى الله عليه وسلم مع موسى ورجوعه إلى ربه؛ سر نبوي عظيم لا يحيط به إلا الله، ولا يقدر عليه إلا من أعطاه ربه المقام المحمود، ولذا ألهم الوقوف عند الخمس وتم حياؤه، وكانت هي القول الفصل المقدّر سلفاً عند الله.
- القَسَمُ على الله في لحظة التجرّد، وانقطاع السبب، وزوال الحيلة، وعجز الطبيب، واليأس من الناس.
"ربّ أشعث مدفوعٍ بالأبواب؛ لو أقسم على الله لأبرّه" (رواه مسلم).


لا تبحث عن المشاهير والأغنياء والكبراء.. فالميزان عند الله مختلف.
لا تبحث عن المغرور بعبادته أو ديانته أو علمه، ابحث عن المخبتين المتواضعين لعظمته.
- كلمات مختصرة تغيّر مجرى الأحداث على مستوى الأمة: }أنّي مغلوبٌ فانتصر{ (القمر: 10)، فيقسم الرب بعزته وجلاله أن يستجيب وينصر المظلوم ويقتص من الظالم، }ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين{ (الأنفال: 30).


وتجري المقادير وكأنها خطوط لا تتبين دلالاتها حتى تكتمل فتصبح لوحة عظيمة ناطقة بالحكمة والقدرة: }ومكروا مَكْرًا ومَكَرنا مكرًا وهم لا يشعرون. فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنّا دمّرناهم وقومهم أجمعين. فتلك بيوتهم خاويةً بما ظلموا إنّ في ذلك لآيةً لّقومٍ يعلمون{ (النمل: 50-52).
أو على مستوى الفرد: }وأيّوب إذ نادى ربّه أنّي مسّني الضّرّ وأنت أرحم الرّاحمين. فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضرٍّ وآتيناه أهله ومثلهم مّعهم رحمةً مّن عندنا وذكرى للعابدين{ (الأنبياء: 83-84). " د. سلمان بن فهد العودة"








طباعة
  • المشاهدات: 24102

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم