حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,3 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 35974

ابتلاء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

ابتلاء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

ابتلاء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

23-11-2014 10:27 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - ما أصاب سعد بن عبادة من الأذى:
لم يقف إيذاء أهل مكة للمؤمنين عند حد أهل مكة، بل تعداه إلى من عداهم من أهل الإيمان من غير أهل مكة، وقد كان ممن أوذي سعد بن عبادة أحد الأنصار، فقد أدركه أهل مكة بعد بيعة العقبة الكبرى، فآذوه وعذبوه، وإليك خبره كما ذكره ابن اسحاق:
«وأما سعد؛ فأخذوه، فربطوا يديه إلى عنقه بنسع رحله، ثم أقبلوا به حتى أدخلوه مكة يضربونه، ويجذبونه بجمته، وكان ذا شعر كثير، قال سعد: فوالله إني لفي أيديهم إذ طلع علي نفر من قريش، فيهم رجل وضيء أبيض، شعشاع حلو من الرجال، قال: فقلت في نفسي: إن يك عند أحد من القوم خير؛ فعند هذا..
قال: فلما دنا مني؛ رفع يده فلكمني لكمة شديدة. قال: فقلت في نفسي، لا والله ما عندهم بعد هذا من خير.
قال: فوالله إني لفي أيديهم يسحبونني، إذ أوى لي رجل ممن كان معهم، فقال: ويحك! أما بينك وبين أحد من قريش جوار ولا عهد؟
قال: قلت: بلى والله، لقد كنت أُجير لجبير بن مطعم بن عديّ بن نوفل بن عبد مناف تجارة، وأمنعهم ممن أراد ظلمهم ببلادي، وللحارث بن حارث بن أميه بن عبد شمس بن عبد مناف.
قال: ويحك، فاهتف باسم الرجلين، واذكر ما بينك وبينهما.
قال: ففعلت، وخرج ذلك الرجل إليهما، فوجدهما في المسجد عند الكعبة، فقال لهما: إن رجلاً من الخزرج الآن يُضرب بالأبطح ويهتف بكما، وذكر أن بينه وبينكما جواراً.
قالا: ومن هو؟
قال: سعد ابن عبادة.
قالا: صدق والله، إنْ كان ليجير لنا تجارنا، ويمنعهم أن يُظلموا ببلده.
فجاءا، فخلّصا سعداً من أيديهم، فانطلق.
18- وصفٌ لحال عذاب الصحابة:
لقد نزل بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من العذاب الشديد؛ ما يزلزل الجبال، ويضعف النفوس، وينسي المبادئ، لكن الله تعالى قد سلّم، فانقلبت المحنة إلى منحة، وكلل الله تعالى ما أصاب أولئك النفر بالصبر والصدق، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل، فزاد إيمانهم، وقويت عزائمهم، وظهرت معادنهم.
ولقد وصف بعض الصحابة شدة ما لاقوه من الأذى والعذاب، وفي هذا يقول ابن عباس رضي الله عنه لمن سأله: أكان المشركون يبلغون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يُعذرون به؟
قال: نعم، والله إنْ كانوا ليَضربون أحدهم، ويجيعونه ويعطشونه؛ حتى ما يقدر أن يستوي جالساً من شدة الضر الذي به، حتى يعطيهم ما سألوا من الفتنة، حتى ليقولوا له: اللات والعزى إلهان من دون الله، فيقول: نعم، حتى إن الجُعل ليمرّ بهم، فيقولون له: أهذا الجُعل إلهك من دون الله؟ فيقول: نعم، افتداءً منهم بما يبلغون من جهده.
هذا حال ابتلاء هؤلاء الصحابة وشدته، لكن الله تعالى أبدلهم به حلاوة إيمان، وزيادة يقين، وحسن إقبال على الله تعالى، وأجزل لهم المثوبة في الدنيا والآخر..
وليُلحظ هنا أن هذا الأذى والعذاب لم يقتصر على الرجال كما في النماذج السابقة، وإنما تعدّاه إلى النسوة المؤمنات، حيث عُذبت نساء من صحابيات رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسامهنّ الكفار أشد العذاب، وأوقعوا بهنّ أشد الأذى، لكنهنّ لم يختلف حالهن عن حال إخوانهن الرجال من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد صبرن على البلاء، وتحمّلن اللأواء، حتى أكرمهن الله تعالى بخير ما يكرم به الصالحين من الثواب الجزيل في الدنيا والآخرة، ولذا نشير في النماذج القادمة إلى ابتلاء الصحابيات رضوان الله تعالى عليهن..
19- ما أصاب أم سلمة من الأذى:
كانت أم سلمة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ممن أصابه الأذى من الكفار، ولقد كان الأذى الذي أصابها بالغاً في الشدة، شديداً على النفس، يكاد يزلزلها ويضعفها، لكن الله سبحانه وتعالى سلّمها، وخلّصها من أذاهم.
وفي وصف ما أصابها من الأذى؛ تحدثنا رضي الله عنها فتقول:
"لما أجمع أبو سلمة الخروج إلى المدينة؛ رحّل لي بعيره، ثم حملني عليه، فحمل معي ابني سلمة بن أبي سلمة في حجري، ثم خرج بي يقود بي بعيره، فلما رأته رجال بني المغيرة بن عبدالله بن عمرو بن مخزوم؛ قاموا إليه، فقالوا: هذه نفسك غلبتنا عليها، أرأيت صاحبتك هذه؟ علام نتركك تسير بها في البلاد؟
قالت: فنزعوا خطام البعير من يده، فأخذوني منه.
قالت: وغضب عند ذلك بنو عبد الأسد رهطُ أبي سلمة، فقالوا: لا والله لا نترك ابننا عندها إذ نزعتموه من صاحبنا.
قالت: فتجاذبوا ابني سلمة بينهم حتى خلعوا يده، وانطلقوا به بنو عبد الأسد، وحبسني بنو المغيرة عندهم، وانطلق زوجي أبو سلمة إلى المدينة.
قالت: ففُرِّق بيني وبين زوجي وبين ابني.
قالت: فكنت أخرج كل غداة فأجلس بالأبطح، فما أزال أبكي حتى أمسي، سنةً أو قريباً منها، حتى مرّ بي رجل من بني عمي أحد بني المغيرة، فرأى ما بي، فرحمني، فقال لبني المغيرة: ألا تخرجون هذه المسكينة؟ فرقتم بينها وبين زوجها وبين ولدها؟
قالت: فقالوا لي: الحقي بزوجك إن شئت.
قالت: وردّ بنو عبد الأسد إليّ عند ذلك ابني.
قالت: فارتحلت بعيري، ثم أخذت ابني فوضعته في حجري، ثم خرجت أريد زوجي بالمدينة.
قالت: وما معي أحد من خلق الله.
قالت: فقلت: أتبلّغ بمن لقيت حتى أقدِمَ على زوجي، حتى إذا كنت بالتنعيم؛ لقيت عثمان بن طلحة بن أبي طلحة، أخا بني عبد الدار، فقال لي: إلى أين يا بنت أبي أمية؟
فقلت: أريد زوجي في المدينة.
قال: أوَما معك أحد؟
قلت: لا والله إلا الله وبُنيَّ هذا.
قال: والله ما لك من مترك.
فأخذ بخطام البعير، فانطلق عليّ يهوي بي، فوالله ما صحبت رجلاً من العرب قط أرى أنه كان أكرم منه، كان إذا بلغ المنزل؛ أناخ بي، ثم استأخر عني، حتى إذا نزلت؛ استأخر بعيري، فحطّ عنه، ثم قيّده في الشجرة، ثم تنحى عني إلى الشجرة، فاضطجع تحتها، فإذا دنا الرواح؛ قام إلى بعيري فقدّمه، فرحّله، ثم استأخر عني، وقال: اركبي، فإذا ركبت واستويت على بعيري؛ أتى فأخذ خطامه، فقاده حتى ينزل بي، يصنع ذلك بي حتى أقدمني المدينة، فلما نظر إلى قرية بني عمرو بن عوف بقباء؛ قال: زوجك في هذه القرية. وكان أبو سلمة نازلاً، فأدخليها على بركة الله، ثم انصرف راجعاً إلى مكة.
قال الراوي: فكانت تقول: والله ما أعلم أهل بيت في الإسلام أصابهم ما أصاب آل أبي سلمة، وما رأيت صاحباً قط كان أكرم من عثمان بن طلحة. "د. محمد أبو صعيليك

"








طباعة
  • المشاهدات: 35974

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم