10-10-2014 02:24 PM
سرايا - سرايا - حمل تساقط الأمطار على مناطق متفرقة من المملكة اول من أمس، بشائر ببدء موسم شتوي جديد، في وقت لم تتساقط فيه أمطار خلال الفترة ذاتها العام الماضي.
وفيما لا يعول على هذه الأمطار علميا في تقييم جودة أداء الموسم المطري من عدمها خلال الوقت الراهن، إلا أن وزارة المياه والري، تأمل أن تكون تلك الأمطار الحالية "فاتحة خير" تخفف من حدة أعوام جفاف عانى منها بلد يصنف من أفقر أربع دول مائيا على مستوى العالم.
وعلى الرغم من بدء تأثر المملكة أول من أمس بحالة عدم استقرار جوي وسقوط زخات أمطار، إلا أنها تعد أمطارا "متواضعة" لا يمكن التقييم عبرها على أداء الموسم المطري وجودته.
وتأثرت المملكة أول من أمس بحالة عدم استقرار جوي، أدت لظهور غيوم على ارتفاعات مختلفة مع سقوط زخات كثيفة من المطر وظهور سحب رعدية في ساعات المساء.
وأرجع موقع طقس العرب، سبب هطل الأمطار لتأثر المنطقة عموما بمنخفض البحر الأحمر، والذي يترافق مع كتلة هوائية دافئة بشكل ملحوظ في طبقات الجو السطحية والمنخفضة، ما جعل الحرارة ترتفع نهار أول من أمس إلى 35 درجة مئوية في بعض مناطق العاصمة.
وتوقع "طقس العرب" أن تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض الأسبوع المقبل اعتبارا من يومي الأحد والاثنين المقبلين، على أن يزداد انخفاض الحرارة وضوحا.
وأحدث تدفق تيارات باردة ورطبة لطبقات الجو العليا دفئا في الأجواء على السطح وبرودة في طبقات الجو العالية، وتشكل سحب ركامية رعدية جلبت أول هطل للأمطار على المملكة هذا الموسم، وفق الموقع.
ويعتمد تحسين أوضاع مخازين السدود على تحسن الجريان السطحي للمياه عبر استمرارية هطل الأمطار المتزامن مع انخفاض درجات الحرارة.
وأشارت دائرة الأرصاد الجوية، إلى عدم إمكانية إسقاط تأثير الأمطار الحالية على أداء الموسم المطري وجودته، في ضوء اعتبارها أمطارا خريفية خلال فترة انتقالية بين الصيف والشتاء.
وبحسب "الأرصاد"، فإن الهطل المطري الذي يمكن التعويل عليه يبدأ اعتبارا من النصف الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) من كل عام.
أمين عام سلطة وادي الأردن المهندس سعد أبو حمور قال في تصريحات سابقة، إن "موعد بداية الموسم المطري بات متغيرا وفق التغيرات المناخية التي أثرت على الطقس بشكل عام في كافة مناحي العالم، حيث أصبح يسجل بداياته بالمملكة مع كانون الأول (ديسمبر) من كل عام".
وأوضح أن كميات الأمطار الهاطلة خلال ذلك الوقت من العام هي ما يعول عليها في مخازين السدود ويجري احتسابها ضمن منظومة سجلات الأرقام الرسمية للتخزين.
وشهدت المملكة بدايات للموسم المطري أحيانا مع تشرين الثاني (نوفمبر) مستمرا حتى نهاية آذار (مارس) وبداية نيسان (أبريل) وذلك كما سجل خلال الموسم الشتوي الماضي.
وبحسب دراسات أشار إليها وزير المياه والري الدكتور حازم الناصر، فإن الهطل المطري للأعوام المقبلة في الأردن سينخفض 15 %، فيما سيرتفع التبخر 3 %.
وكشف أن الطلب على المياه لأغراض الزراعة سيرتفع الى 18 %، في حين ان كميات المياه المتاحة ستنخفض حوالي 30 %.
وتعد ظاهرة التغير المناخي في العقد الأخير من أهم الظواهر الكونية التي استأثرت بالاهتمام، سيما وأن تأثيرها كبير على الموارد الطبيعية عامة والمائية خاصة.
وبينت إحصائية للأمم المتحدة وزعت عام 2000 على معظم مراكز البحث العلمي العالمية، ان حوالي 53 % من هذه المراكز تعطي أهمية للأبحاث المتخصصة في مجالات التغير المناخي.
ويعتمد الأردن في موارده المائية بشكل رئيسي على الأمطار المتفاوتة من منطقة لأخرى تفاوتا كبيرا حيث تلعب التضاريس دورا كبيرا في توزيع الهاطل المطري والتي تتراوح ما بين أقل من 50 ملليمترا بالمناطق الشرقية والجنوبية الشرقية إلى أكثر من 600 ملليمتر بالمناطق الشمالية الغربية.
وتستقبل ما يتجاوز 90 % من مساحة المملكة هطلا مطريا يقل عن 200 ملليمتر/ عام، فيما يبلغ معدل سقوط الأمطار طويل الأمد على الأردن حوالي 95 ملليمترا/ عام، علما أن الصحراء تشكل حوالي 83 % من مساحة المملكة.
ويتجاوز حجم التخزين الكلي للسدود في المملكة 327 مليون متر مكعب، ويزيد حجم الأحواض الساكبة لهذه السدود على 13980 كيلومترا مربعا أي ما يوازي ربع مساحة المملكة، وفق الوزارة التي اعتبرت أن خطط الحصاد المائي الوطنية التي تنفذها إدارة قطاع المياه، من أفضل النسب عالميا كون غالبية مساحة المملكة مناطق جافة وصحراوية أي أنها قليلة المطر، وبالتالي فإن حوالي 300- 500 مليون متر مكعب من الهطل المطري مغطاة بالسدود والحفائر والسواتر والحواجز المائية.