08-10-2014 12:47 PM
سرايا - سرايا- عصام مبيضين - انشغلت عشرات الصالونات السياسية ودواوين العشائر والروابط العمانية في المحافظات والقرى والبادية والمخيمات خلال عطلة عيد الأضحى بقراءة وتحليل جملة من القضايا المحلية الساخنة.
وانهمك رؤساء وزارات ووزراء سابقون ونواب حاليون وسابقون، ومسؤولون متقاعدون في تناول "المعمول" والقهوة السادة، وتلقي قبلات التهنئة بالعيد بحرارة، وإجراء لقاءات عصف سياسي، فهم على اختلاف تجاربهم ومشاربهم وتوجهاتهم يمثلون توجهات مختلفة.
وحفلت "جلسات النميمة" بتراشق الاتهامات بحضور عشرات الوزراء والمسؤولين السابقين الذين يعاني بعضهم من طول غياب عن الواجهة ولسنوات، بينما يعاني بعضهم الآخر من "عطالة سياسية" طويلة أيضاً، ويسعى للعودة إلى الواجهة بكل السبل.
انتخابات رئاسة مجلس النواب
فبينما تتحدث شخصيات من العيار الثقيل أن ثرثرات الصالونات في عيد الاضحى توقعت جملة تغيرات، أبرزها انتقال رئيس الديوان الملكي فايز الطراونة إلى رئاسة مجلس الأعيان؛ ما يعني انعدم فرصة رئيس مجلس النواب الحالي عاطف الطراونة في خوض انتخابات رئاسة مجلس النواب، وظهور فرصة للمرشحين الآخرين في سيناريو سيقلب الطاولة؛ لأن هناك غضبا من أداء المجلس، ومن عدم إقرار قانون ضريبة الدخل؛ ما أغضب صندوق النقد الدولي، وحجز دفعات تحتاجها الموازنة العامة. لكن شخصيات أخرى تؤكد حرص مختلف الجهات على التدخل، وترك الحرية لـ"النواب" لاختيار رئيسهم.
سيناريو التعديل الحكومي
في حين رشحت شخصيات انتقال رئيس الوزراء الأسبق معروف البخيت لرئاسة الديوان الملكي أو مستشارا للأمن القومي، وبخاصة في ظل سخونة الأحداث في الإقليم، وتضخم وضع داعش في العراق وسوريا.
إلى ذلك، رشحت توقعات بإجراء تعديل موسع على حكومة النسور يشمل بين 9 و15 وزراء، إضافة إلى فك وزارة السياحة عن \"العمل\"، وطُرحت أسماء الخارجين والداخلين وعمل وزارة اللاجئين مع ازدياد عددهم، وسط توقعات بقدوم دفعات أخرى.
توقعات إجراء التعديل الوزاري جاءت بعد تضارب الروايات الحكومية عن \"ذهب عجلون\"، وبعد ما قيل عن إخفاء حقائق عن رئيس الوزراء؛ ما اضطر النسور إلى التصريح أنه غائب عن الأحداث، في إشارة تغمز من قنوات بعض الوزراء، وسط معلومات عن شكاوى وصلت لمرجعيات عليا بهذا الخصوص.
وتناولت الصالونات تغيرات ما بعد العيد المتوقعة بشأن الأسماء المطروحة، وأبرزها دخول مسؤول حالي كوزير لدفاع بعد التعديلات الدستورية، فضلًا عن مسؤول أمني مكانة، وسط تناول خلافات وتلاوم في ما أدى إلى تأخير الانجازات.
أيام الحكومة معدودة
وفي الوقت الذي حرص فيه رؤساء وزراء على تبني مواقف نقدية تجاه السياسات القائمة حاليا لحكومة النسور، وتناول ملفات ترسم مستقبل المشهد السياسي، توقع أغلب الوزراء السابقين نهاية قريبة لحكومة النسور في بداية العام القادم بعد إنجاز ملفاتها وتفاهماتها مع صندوق النقد الدولي، مؤكدين أن أيامها أصبحت معدودة، وأنها في طريقها لمغادرة المسرح، وأنها تعيش حاليا أسوأ مراحلها.
واستعرض رواد الصالونات جملة أسماء لتشكيل الحكومة من بينهم جنرالات سابقون، واستبعدوا فرض الأحكام العرفية بعد شن ضربات من سلاح الجو على \"داعش\"، إلا في حال وصول الأمور لطريق اللاعودة محليا وإقليميا مع اختلاف الرؤى في تقييم الأمور والانعكاسات المحتملة؛ فلكل فريق من هؤلاء مقاربات سياسية مختلفة عن الآخر تتخندق وفق مشارب فكرية محصورة وفق المعطيات والوقائع التي يملكها.
معادلة نيابية صعبة
ورأى نواب أن مجلسهم الحالي اضطلع بدور سياسي هام في هذه المرحلة الحساسة؛ بإقراره العديد من التشريعات وممارسة دوره الرقابي، مستدركين بأنه مَنْح التقاعد لهم، وبطء التشريع أعطيا انطباعا سلبيا شعبيا عن المجلس.
النواب ذاتهم قالوا إن معظم زملائهم في المجلس يفضلون الاحتفاظ بعلاقة إيجابية مع الحكومات؛ ليتسنى لهم إنجاز مصالح ناخبيهم فيما يتعلق بالخدمات والمعالجات، والتعيينات، والمساعدات، وتسوية الظالم التي تقع عليهم، فالنائب -كما أكدوا- يحتكم إلى معادلة صعبة، تتراوح بين وجوب أن يكون نائبا للوطن، وفي الوقت نفسه خدمة منطقته الانتخابية، وهو الأمر الذي ظهر جليا عند التصويت على الثقة بالحكومة.
ثقب السفينة
محور آخر في "جلسات النميمة" انتقد فيه المجتمعون الأوضاع الاقتصادية، والتدهور الحاصل في مستوى معيشة الناس، وتراجع مكانة الدولة وهيبتها، وأسباب غياب ملفات الفساد الكبرى، ولا سيما التسوية مع وليد الكردي.
وحَمَّلوا فريق الحكومة الاقتصادي مسؤولية الثقب في سفينة الحكومة؛ نظرًا لتعدد مشاربهم وأفكارهم وانقساماتهم التي عمقت الشرخ الاقتصادي؛ حيث بلغت المديونية 13 مليار دنيار، والعجز في الموازنة نحو ملياري دينار، إضافة إلى انفلات الأسعار بصورة غير مسبوقة.
الشيك السياسي المفتوح
على أنَّ الموضوع الأسخن في الجلسات كان الملف السوري، وقصف الطائرات على مواقع "داعش"، فالنخبة في عمان منقسمة في رأيها؛ فالبعض حث على التريث، ودراسة الخطوات بدقة في الملف السوري، متعللين بأن الغزو الأمريكي للعراق ماثل للعيان، وأن \"الخاسر الأكبر هو الاردن".
وحذروا من ان تكون السياسية الأردنية شيكا مفتوحا للخارج دون حفظ خط الرجعة مع الجار الأقرب، وبخاصة أن هناك بطئا غير مبرر في تدفق المساعدات الخليجية في موازنة مهلهلة بانتظار اندفعات ومغامرات بلا حساب.
ركوب السفينة الناجية
المتحدثون نفسهم قالوا إن التكهنات حول مستقبل الملف السوري صعبة، و"علينا الاستعداد لكل الاحتمالات، خاصة ان ملف اللاجئين السوريين يضغط على البنية التحتية، وله مستقبلا كلف في إيجاد أماكن في المدارس والوظائف والسكن".
أقطاب آخرى أكدت أنه لا بد من الحسم في الملف السوري، والركوب في السفينة الناجية، والاندفاع مع المصالح الحيوية للأردن، واللعب على التوازنات عبر حد السيف.
وفي النهاية، أضحت قواعد اللعبة في الصالونات السياسية هي التي تضبط إيقاع تبدل الحكومات، ونشر الإشاعات حولها، وتظل إشاعاتها بالونات تحمل إشارات سياسية يستفيد منها بعض أعضاء نادي الوزراء السابقين الذي يضم أكثر من 400 وزير سابق، منهم من يحلم بالعودة، وآخرون يهدفون للمشاغبة والاستفادة من النميمة في علك الأخبار التي تحمل الصح بنسبة خطأ أو خطأ بنسبة صح.