11-08-2014 01:08 AM
سرايا - سرايا - لا يخشى المسن "معين فرج" (63 عاما)، من أصوات الطائرات الحربيّة الإسرائيلية، وهي تُحلق في سماء قطاع غزة، وتشن غاراتها المتكررة، بين الفينّة والأخرى، إذ ينطلق بكل حماس نحو أقرب مسجد لبيته لتأدية صلاة الفجر.
ولا يُلقي فرج بالا، لمناشدات زوجته وأولاده للصلاة في المنزل، وعدم الذهاب إلى المسجد، كما يقول لوكالة الأناضول.
ولم يترك فرج أي صلاة في المسجد، خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والمستمرة لليوم الـ"35″ على التوالي.
ويتابع:" ولماذا نخاف، أصلي في المسجد، برفقة العشرات من المصلين، ولم أترك أي صلاة، حتى الفجر، في بعض الأوقات كان الإمام يجمع بين صلاتي المغرب والعشاء، إلا أنه وبشكل عام ظلّت المساجد تصدّح بالأذان وبتواجد المصلين من كل مكان".
كما لا يخاف الفتى، أنور خليفة (16 عاما) من الذهاب إلى المسجد الذي يبعد عدة أمتار عن بيته، ويقول لوكالة الأناضول، إنّ إسرائيل تستهدف كل شي، في قطاع غزة.
سنبقى نصلي
وتابع:" قصفت إسرائيل البيوت، والمساجد، والشوارع، فلماذا نخاف؟ سنبقى نصلي، ونؤدي الصلوات الخمس في المساجد دون خوف".
ولا يؤدي أهالي قطاع غزة صلاة الخوف، كما يؤكد "سعد الشوا" (45 عاما)، فهم تعودوا وفق قوله على الأحداث القاسية، وأصوات القصف والغارات اليومية.
ويستدرك:" صحيح أن الأمر بات الأمر عاديا، لكن الصلاة في المسجد بهذه الأوقات، فرصة عظيمة لنيل الثواب، واستجابة الدعاء".
ويواصل الغزيّون أداء صلاتهم، بالرغم من القصف الإسرائيلي الذي طال مئات المساجد، وتسبب بمقتل وإصابة العشرات كان آخرهم ثلاثة مواطنين قتلوا أمس السبت في قصف لمسجد "القسام" وسط القطاع.
ويرى "بسام العف" أستاذ الفقه في الجامعة الإسلامية بغزة، في عدم تأدية أهالي قطاع غزة لصلاة الخوف، رغم إجازتها شرعا، ووجوبها في ظل هذه الأجواء من الحرب والقصف اليومي، تطبيق عملي نحو الاندفاع إلى الطاعات، والكشف عن ثبات الإيمان.
وأضاف العف في حديث لوكالة الأناضول، أنه بإمكان أهالي قطاع غزة تأدية صلاة الخوف، بسبب القصف والخشية من الموت بفعل الغارات الإسرائيلية المتكررة.
إلا أن هذه الصلاة تغيب رغم حضور وقتها، وهو دليل على قوة وثبات إيمان الغزيين، كما يؤكد العف.
صلاة الخوف
وصلاة الخوف هي صلاة يؤديها المسلمون في حال وجود، أي خطر، ويُصلي الخائف ركعتين.
وتابع العف :" المئات يصلون في المساجد، صغارا وكبارا، الشيوخ والشباب، فهناك يقين لدى أهالي قطاع غزة، بأن الله ناصرهم، ومفرج كربهم، لتأديتهم الصلاة في هذه الأماكن، هم يؤدون الصلوات الخمس، يجمعون في بعض الأوقات صلاتي المغرب والعشاء، لكن بشكل عام المساجد عامرة، رغم قصف إسرائيل للمئات منها".
وفي أحدث إحصائية قالت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، إن إسرائيل دمرت خلال حربها على قطاع غزة 64 مسجداً بشكل كلي، إضافة إلى تضرر 150 مسجداً بشكل جزئي.
وقصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية، أمس السبت، ثلاثة مساجد في قطاع غزة، وهي: (الشهداء) و(القسام) في مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين وسط القطاع، ومسجد (حسن البنا) في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة.
وتشن إسرائيل على غزة، منذ السابع من يوليو/تموز الماضي، حرباً بدعوى العمل على وقف إطلاق الصواريخ من غزة على بلدات ومدن إسرائيلية، أسفرت عن إستشهاد نحو 1918 فلسطينياً وإصابة نحو 10 آلاف آخرين بجراح حتى اليوم الأحد، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، إضافة إلى دمار مادي واسع في القطاع الذي يقطنه أكثر من 1.8 مليون فلسطيني.