10-08-2014 10:13 AM
سرايا - سرايا - قاده الحنين لبيته فاستغل فترة التهدئة التي امتدت 12 ساعة ، لتفقد منزله وجلب بعض حاجياته ، ولكنه لم يعلم انه ذهب للموت بأقدامه لأناس محتلين لا يعرفون الرأفة في قلوبهم ، ولقدره المحتوم.
نعيم عبد العزيز أبو ظاهر " 38 عاما " رجل بسيط ويعمل مزارع ، وأب لثلاثة أبناء ، ويسكن شرق دير البلح في منطقة أبو العجين ، على بعد كيلو متر تقريبا من الأسلاك الحدودية .
خرج برفقة أسرته من منزلهم منذ بداية الحرب على قطاع غزة ، متوجها إلى بيت أهل زوجته الكائن في مخيم النصيرات هربا من الحرب الضروس في المنطقة الشرقية وتجنبا لقذائف الاحتلال التي تتساقط على منازلهم .
وبعد إقامته في بيت أنسابه لمدة عشرة أيام تقريبا ، أعلن جيش الاحتلال الاسرائيلى عن تهدئة لمدة 12 ساعة تبدأ من الساعة الثامنة صباحا حتى الثامنة مساء ، فاتجه أبو ظاهر منذ بزوغ شمس النهار إلى منزله ، برفقة عدة أشخاص آخرين ، لتفقد منزله وجلب حاجيات ومستلزمات أبنائه من البيت ، وكانت أسرته على اتصال معه طوال الوقت ، حيث وصل بيته الساعة الثامنة والنصف صباحا ، ثم فقد الاتصال معه بعدما حاول أبنائه الاتصال به إلا انه كان يغلق الاتصال في وجههم .
محمد أبو ظاهر شقيق الشهيد نعيم أبو ظاهر ، الذي يبعد عن منزل شقيقة مئات الأمتار ، وغادر المنطقة برفقته منذ بداية الحرب ، وهدم منزله قبل أيام ، صدم حينما سمع الخبر من الإذاعات المحلية التي تفيد باستشهاد شقيقة نعيم .
صمت كثيرا قبل البدء في الحديث " فقدنا الاتصال به مع ساعات الصباح رغم التهدئة ، وتبين أن القوات الخاصة الإسرائيلية تتواجد داخل منزله لاصطياد رجال المقاومة ، حيث قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي باعتقاله لحظة دخوله المنزل لكي لا يكتشف سر وجودهم في المنزل ن وقاموا بتكبيله ثم قاموا بتعذيبه واستجوابه ، ثم أعدموه بدم بارد ، رغم أن المواثيق الدولية تحظر قتل المعتقلين " .
وتابع " بعدما سألت رجال الإسعاف الذين نقلوه من منزله للمستشفى ، ابلغوني انه تم ابلاغم من الجيش الاسرائيلى بوجود جريح ، وحينما وصلوه عثروا عليه جثة هامدة وعلى جسده أثار تعذيب ومكبل اليدين ، ولم اصدق نفسي حينما شاهدت شقيقي بهذا المنظر ".
ولم يتمكن أبو ظاهر من الكشف على كل جسد شقيقه نتيجة الصدمة التي صاحبته منذ لحظة استشهاده مخلفا ورائه أسرة كاملة ، حيث ما زالت والدته تبكيه حتى ألان .
وقال أبو ظاهر لمراسلنا " حسبي الله ونعم الوكيل في أولاد الحرام ، وسأقوم برفع دعوى ضد الاحتلال الاسرائيلى لقتل شقيقي بدم بارد بعد اعتقاله ، بعدما شاهدوه يلتحي بلحية كثيفة ".
وقد حصل أبو ظاهر على شهادة وتقرير وفاة لشقيقه من مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح ، تفيد بوصول شقيقه إلى المستشفى نعيم أبو ظاهر إلى قسم الاستقبال على اثر احدث الأقصى جثة هامدة ولا يوجد علامات للحياة ، وتبين وجود جرح غائر في الظهر وكدمات في الوجه .
وقد أفاد اسري تم الإفراج عنهم من الذين اعتقلوا في منطقة خزاعة شرق خانيونس ، أن الاحتلال قام بتعذيبهم لثلاث أيام ومنعهم من النوم ، وكانوا يسألوهم عن أماكن تواجد رجال المقاومة وأماكن الأنفاق التي تستخدمها المقاومة ، قبل الإفراج عنهم .
وتضاف هذه الإعدامات إلى سجل الجرائم الإسرائيلية بحق أبناء الشعب الفلسطيني ، حيث تحظر المواثيق الدولية إعدام اى معتقل كان خلال الحرب .